دبى-مؤتمر الصيدلة يدعو لمقاييس عالمية في تقديم الرعاية للمرضى
كدت هيئة الصحة في دبي توفر أدوية عديدة وجديدة تواكب التطور الدوائي في السوق، كأدوية التهاب الكبد الوبائي، ولقاحات التطعيم ضد الحمى الصفراء (والتي لا تتوفر في الكثير من الدول الأخرى)، إضافة إلى أدوية السرطان حيث تم تسجيل ما يزيد على 10 أنواع منها . وقالت إن الأدوية المحلية تشكل 10% – 15% من حيث الكمية وعدد الأصناف، و5% من إجمالي الإنفاق، كما أن هناك أكثر من ألف صيدلية خاصة مرخصة و6 شركات أدوية محلية .
جاء ذلك خلال افتتاح المهندس عيسى الميدور، مدير عام هيئة الصحة في دبي الدورة التاسعة عشرة لمؤتمر دبي الدولي للصيدلة والتكنولوجيا “دوفات 2014” التي أقيمت على مدى ثلاثة أيام مؤخراً في دبي بحضور عدد من ممثلي ورؤساء الوفود المحلية والدولية .
وتضمن المؤتمر 24 جلسة علمية و21 ورشة عمل حاضر فيها 72 من عمداء كليات وأساتذة جامعات واستشاريين ورؤساء جمعيات صيدلانية، حيث ناقشت الجلسات مواضيع متعددة منها أحدث الابتكارات في الصيدلة، التحديات في ممارسة الصيدلة، نقص الأدوية، اكتشاف العناصر الدوائية الجديدة، الآفاق والأدوات الحديثة للممارسة الصيدلانية، السلامة الدوائية، مستقبل ممارسة الصيدلة، الصيدلة السريرية، وغيرها من المواضيع .
كما تضمن المؤتمر جداريات للملصقات العلمية المعدة من قبل المختصين وطلاب الصيدلة وطلاب المدارس في حملة علمية تهدف إلى التوعية ببعض الأدوية، والأعشاب ومدى تأثيرها في الإنسان والبيئة، إلى جانب المعرض المصاحب للمؤتمر والذي عرض آخر ما توصلت له التكنولوجيا في الحقل الصيدلاني . وقال المهندس عيسى الميدور، مدير عام هيئة الصحة في دبي: “لا يخفى على أحد الأهمية الكبيرة للصيدلة والصناعات الدوائية عند تقديم خدمة صحية متكاملة، إذ في حال لم يكن الدواء المناسب متوفراً، فإن الخدمة الصحية المقدمة ساعتها تكون ناقصة، مؤكداً أن الصيدلة تعزز من قدرة تقديم الخدمة الصحية المتميزة خاصة عند وجود الأدوية المتطورة، وهي تشكل وتعزز الأمن الصحي والدوائي في دولة الإمارات ودول الخليج بشكل عام” .
وأضاف: “كلما تقدم العلم والأبحاث تقدمت الأدوية بدورها وأصبحت أكثر فعالية في جلب الشفاء وأقل ضرراً من حيث التأثيرات الجانبية، ويوماً بعد يوم تتطور التقنيات والأبحاث ما يؤدي إلى رفد هذا القطاع الحيوي بأفضل المعلومات وأحدثها، ونكون عندها بحاجة لفعاليات ومؤتمرات ومعارض تثري الجانب العلمي لكل المشاركين، لتحقيق تبادل المعلومات والخبرات وهو ما يحققه المؤتمر” .
ومن جانبه اعتبر الدكتور علي السيد مدير إدارة الصيدلة في هيئة الصحة بدبي ورشتي “التسجيل الدوائي” و”مراقبة الأدوية” من أهم وأبرز الورش المقامة في المعرض .
ومن جهته قال بول أبرامو فيتش، الرئيس التنفيذي في الجمعية الأمريكية للصيادلة (ASHP): “إن تواصل العمل المنجز خلال المؤتمر أمر مفيد جداً في المساعدة على تطوير المعايير العالمية للصيدلة، ويساند توصيات تعزيز النزاهة والسلامة والكفاءة داخل مواقع ممارسة الصيدلة على المستوى الدولي، وجودة البرامج التعليمية المقدمة في مجموعة متنوعة من المواضيع مثل إعادة تعريف دور الصيدلي ووجهات النظر بشأن التكنولوجيات الجديدة وضمان جودة الأدوية والمثالية وغيرها من المواضيع المهمة، وهذه كلها تساعد على تطوير هذه المهنة من خلال توفير محافل علمية ممتازة للنقاش وتسهيل التغيير” .
وأوصى المؤتمر بتشجيع الدراسات الميدانية لمعرفة الآثار الطبية غير المعلنة للأدوية وذلك لتوسيع استخدامات الدواء الحالية لتشمل أغراضاً علاجية جديدة بجانب الاستخدامات المعلنة حاليا، وكذلك تشجيع اللقاءات والتعاون المشترك بين الصناعات الدوائية والسلطات الصحية والصيادلة المسؤولين في حالة عدم توافر بعض الأدوية للاستخدام لمعرفة أسباب النقص ولعلاج هذا النقص في أوقات قصيرة، إلى جانب الاستمرار في التعليم المستمر للصيادلة والتوسع في تغطية المعلومات المتعلقة بالاكتشافات الحديثة، لأمراض السرطان والفيروسات وكذلك العلاجات المتاحة على أن تشمل الاهتمامات الآنية للرعاية الصحية والمعلوماتية الدوائية، واقتصاديات العلاج، والرعاية الصيدلانية، وسلامة الاستخدام الدوائي مع التنسيق في العمل بين أفراد الفريق الطبي .
كما أوصى المؤتمر بتوعية المريض بأهمية الحفاظ على جودة الدواء خلال فترة استخدامه مع التعاون مع وسائل الإعلام المختلفة لنشر الوعي في هذا الشأن، والاهتمام بالتطورات والتقنيات الحديثة في مجال تنمية الموارد البشرية لخلق جيل جديد يستطيع التعامل مع مشاكل العصر بحرفية مع الأخذ في الاعتبار الجانب الإنساني بما يتفق مع الحلول المبتكرة في مجال الصناعات والمنتجات الدوائية وطرق العلاج الحديثة ودور الصيدلي في مشاركة الفريق الطبي في تقديم النصائح والإرشادات اللازمة للاستخدام الدوائي الأمثل لمثل هذه التقنيات .
وأكد المؤتمر ضرورة وجود مقاييس وممارسات الصيدلة القياسية العالمية في تقديم الرعاية الصيدلانية لكافة شرائح المرضى داخل المستشفيات وللمرضى المراجعين في العيادات الخارجية، وتحقيق أقصى قدر من الاستفادة من خبرة الصيادلة، لإشراكهم وتوسيع دورهم في خدمات رعاية المرضى، كذلك تشجيع الصيادلة على المشاركة في رصد ومعالجة الآثار الجانبية والأخطاء الطبية المتعلقة باستخدامات الدواء وذلك عن طريق التدريب المستمر، والتنسيق مع الفريق الطبي في داخل المنظومة الصحية، وقياس ومتابعة النجاح الذي يتحقق، وتوعية العاملين بالمهن الطبية بالالتزام باستخدام الوصفة الطبية، ومتابعة الأدوية الحديثة وتشجيع الفريق الطبي والمرضى على رصد الآثار الجانبية والإبلاغ عنها، وتفعيل آليات المشاركة المجتمعية والحكومية في القطاع الصيدلي لمصلحة المرضى وصحة المجتمع، والتطوير المستمر للفعاليات الرقابية والتنفيذية على الأدوية لضمان كفاءة وتوافر أدوية ذات جودة وفعالية طبقاً للمعايير والمقاييس الدولية
31-march-2014