جدلية فقدان الأدوية في طرطوس تكذب أحداً ما..؟! بقلم: دارين محمود حسن

سوريا

حالة من الخوف والقلق تلازم المواطن في محافظة طرطوس حيث يجول من صيدلية إلى أخرى بحثاً عن الدواء البديل .. ويشكو أيضاً من ارتفاع أسعاره عما كانت عليه سابقاً، كما تشهد المحافظة انقطاعاً في بعض أصناف الدواء ومحدودية الكمية ، كما أن وجود الدواء دوكما في الصيدليات يسبب إرباكاً للصيادلة والمرضى. فما هو واقع قطاع الدواء في المحافظة بعد مضي عامين وعشرة أشهر من عمر الأزمة السورية وازدياد أعداد الوافدين إلى المحافظة ؟؟.

 

فقدان الأدوية تدريجياً

 

الصيدلي حسان عبد الرحمن أشار إلى أن سوق الأدوية تعاني من غياب بعض الأنواع الدوائية، وللأسف إن هذا الموضوع بازدياد ، وأدت إلى ارتفاع أسعار الأدوية فمرهم فوسيدين الوطني كان سعره 160 ليرة وحالياً سعره 750 ليرة ، كما أشار إلى دواء مقطوع نهائياً ويأتي بالشهر حصص منه وهو / أوبرزيكس / مدر للبول وعن مستلزمات الطفل أشار عبد الرحمن إلى أنها متوفرة ولا يوجد بها انقطاع حالياً ، فحليب نان 1 علبة سعتها أقل من نصف كيلو سعرها 1130 ، وسعر غذاء للطفل مستورد 1100 ليرة بينما سعر علبة سامي / الوطني/ 150-165 ليرة ، كما حدثت انقطاعات بفوط الأطفال لكنها عادت مع عودة الاستيراد، لافتاً إلى أن أسعارها مرتفعة حسب الجودة فهي تتراوح بين 500-1500 لكيس متوسط العدد وأكد عبد الرحمن أن دواء الإسبيرين “المميع للدم “مقطوع منذ عدة أسابيع ، كما أن دواء نتروغليسيرين / إسعافي/ لمرضى النوبات القلبية مقطوع منذ أشهر طويلة ، كما فقد الدواء الوطني / كالسيترات / وهو لنقص الكلس عند الحوامل وكبار السن منذ فترة شهرين وأكثر وتم استبداله بالأجنبي رغم التفاوت الكبير في سعره حيث يبلغ سعر الوطني 130 بينما الأجنبي منه 1400 ليرة ، وبيّن أن المشكلة هي مشكلة الكميات التي تخلق أزمة محدودة وغصات بالعمل.

 

16154 مراجعاً

 

بيّن الدكتور شادي سليمان رئيس المنطقة الصحية في الدريكيش أن دواء غلوستات لمرضى السكري مقطوع منذ سنة، ودواء الحديد للحوامل مقطوع منذ عدة أشهر و ليس له بديل ، بينما توجد بدائل لبعض الأدوية مثل سباسمون للتشنج وجنتاميسين وفلاجيل للالتهاب البدائل منها متوفرة وهي إيرانية بينما نعاني من قلة الشاش.
وأضاف د.سليمان : تأتينا الأدوية بانتظام لكن نطلب زيادة الكمية نتيجة زيادة عدد المراجعين للمركز تحديداً من المهجرين الوافدين إلى المحافظة، فدواء الضغط يأتينا بكميات قليلة / 10/ علب كل ثلاثة شهور، والكحول مقطوع نهائياً منذ ثمانية أشهر.. ووصل عدد المراجعين للمركز منذ بداية عام 2013 وحتى شهر تشرين الأول منه إلى 16154 مراجعاً بفئات عمرية مختلفة .
وبدوره أكد الدكتور بسام إبراهيم حسين رئيس مشفى الدريكيش الوطني على عدم وجود أزمة دواء فالأدوية متوفرة والبدائل لم تنقطع ، لكن أحياناً تحدث اختناقات ، وأشار إلى دواء مقطوع منذ أكثر من ستة أشهر وهو فيراباميل /إبر أمبولات / وهو لمرضى القلب، كما طالب بزيادة كمية الشاش والكحول.

نقص بعدد الأطباء المقيمين

 

وفي أكبر مشافي المحافظة أوضح الدكتور بسام دكروج مدير الهيئة العامة لمشفى الباسل بطرطوس أن جميع الأدوية الإسعافية الضرورية متوفرة وهناك بعض الأدوية غير الإسعافية تتم الاستعاضة عنها بأدوية تماثلها في الفعالية وبنفس التراكيب العلمية لشركات أخرى ، وأكد د. دكروج أن جميع الأجهزة موجودة و تعمل بشكل جيد وتقدم الخدمات للمواطنين ، وأكثر الأجهزة استخداماً هي / طبقي محوري وإيكو والرنين المغناطيسي كذلك أجهزة التنظير الهضمي والتنظير البولي إضافة إلى التصوير الشعاعي والجراحة التنظيرية .. وهناك خطة لتطوير نوعية العمل حيث سيتم رفد المشفى ببعض الأجهزة الحديثة لبعض الاختصاصات الطبية وهذا سيتم خلال العام الجاري.

28 مستودعاً خاصاً

 

توجد خمسة مستودعات للأدوية في المحافظة تابعة لمديرية الصحة و قسم كبير من الأدوية يصل من خلال وزارة الصحة أو من فارمكس أو عن طريق المناقصات أو الشراء المباشر ، وهناك البدائل وحتى الآن لم تظهر أزمة واضحة في الدواء، والأدوية الإسعافية متوفرة بشكل كامل ولم يحدث نقص أدى إلى إعاقة العمل هذا ما أكده د. ياسين إبراهيم مدير صحة طرطوس مضيفاً: يصل عدد مستودعات الأدوية الخاصة في طرطوس إلى 28 مستودعاً، وحسب حاجة المحافظة يتم استجرار الدواء لها من الجهات المذكورة.. ولم نوفق في الحصول على رقم دقيق فيما يخص كمية الدواء التي تدخل للمحافظة.

الأبوتين لمدة عام

 

وأوضح د. إبراهيم أن / الأبوتين / هو دواء لمرضى القصور الكلوي متوفر حالياّ لمدة عام كامل ، ونوه  بتوفر البدائل لمرضى السكري حيث يوجد في المحافظة مركز متطور خاص لمرضى السكري اسمه العيادات السكرية يحوي جميع أدوية السكري وجميع أدوية الأمراض المزمنة توزع مجاناً محصورة ببطاقة، وسعر الدواء رهن الظروف الاقتصادية وارتفاع الدولار.
 
 على سكة الاستثمار

 

وعن آلية توزيع الأدوية على المراكز الصحية والمشافي أوضح مدير صحة طرطوس بأنه يتم إعطاء كل مركز صحي حسب تصنيفه، وحسب عدد المراجعين، حيث يتم توزيع الدواء بشكل ربعي حيث يوجد في كل مشفى مستودع ولا تصرف أدوية المشفى إلا بإضبارة.
الدكتورة أحلام معنا رئيسة مجلس فرع نقابة صيادلة طرطوس أشارت إلى أن محافظة طرطوس تعاني من نقص كمية الدواء، ولا سيما مع زيادة أعداد الوافدين للمحافظة وأكدت على عدم وجود مادة دوائية مفقودة نهائياً إنما البدائل تغطي السوق بنفس التراكيب العلمية، والبدائل هي تصنيع محلي، ويوجد تأخر ببعض أدوية معمل فارمكس المركزي / هرمونية –سرطانية / مثل هرمون النمو ، ويوجد نقص ببعض أدوية آسيا، كما توجد قلة من إنتاج معمل أوبري وأدوية دلتا أيضاً، ولا سيما القطرات العينية
 
معامل قيد الترخيص والإنشاء

وأشارت د.معنا إلى ظاهرة خطيرة وهي الأدوية المهربة ، والأدوية المستوردة فهي كل يوم بسعر، وأردفت : نحن الآن قيد ترخيص وإنشاء خمسة معامل دوائية بطرطوس.
ولفتت أيضاً إلى ظاهرة تعاني منها المحافظة منذ أكثر من سنة وهي الصيدليات المناوبة ليلاً، وذلك لوجود مشكلة من مرضى الأمراض النفسية المزمنة حيث يتعرض الصيدلي ليلاً لحركات مؤذية من مرضى مدمنين وما على الصيدلي سوى إعطائه الدواء دون وصفة / وهذا مخالف / وإلا تعرض للضرب، المريض المدمن لا يمتلك الوصفة وبعض الأطباء لا يملكون الوصفة ذات نموذج وعند الرقابة الدوائية يراقب فقط الصيدلي والطبيب بعيد ، وهذه المشكلة قائمة حتى الآن ونتيجة لذلك نسعى حالياً لترخيص صيدلية مركزية لتدارك جميع هذه المشاكل ، ويمكن أن نشهد افتتاح هذه الصيدلية مع مستودع لها نهاية عام 2014 .

5-Feb-2014