رفقـاً بالمواطنين ياصيادله

العراق

الكل يعلم ان المواطن العراقي المريض بعد عام 2003 يعاني أمرين أولهما مواجهة الدواء المغشوش وثانيهما ارتفاع اسعار الادوية وهو ما بين ناريين لايرحم كلاهما وبعد عام 2008 اعلنت وزارة الصحة ان 20% من الادوية التي تدخل الى العراق والمستوردة من قبل القطاع الخاص مغشوشه مؤكدة اتلافها اكثر من (30طناً) من الادوية فيما أتلفت عام 2009 عشرة اطنان في حين بلغت الادوية التي تم اتلافها عام 2010 خمسة اطنان . علماً ان كل الشركات العراقية لاتسد (35%) من حاجات العراق الكلية للدواء وقد حدثت سرقات في ادوية وزارة الصحة وتم ضبط العناصر المشتبه بهم في التعامل في هذه الادوية وقيل في حينه انهم سيقدمون للقضاء ولانعلم لحد الان مصير هؤلاء ؟
وكذلك الامر في محافظات اربيل والسليمانية ودهوك فقد اعلنت الجهات الصحية عن اتلاف (20) نوعا من الادوية المزورة كما واعلنت وزارة الداخلية اعتقال عصابة تتاجر بمنشطات جنسية تحتوي على مواد مسرطنة مجهولة المنشأ في بغداد وان العصابة اعترفت بذلك وتعاملها مع عدد اخر من الاشخاص والجهات والتحقيق جار فيها ولم تعلن النتيجة وهناك تنافس غير مكافئ في توفير الادوية وان الشركات العراقي المنتجة للادوية لا تسد سوى (35%) من حاجات العراق الكلية واهمها شركتي سامراء ونينوى ومن جهة اخرى فأن مسؤولي وزارة الصحة يفضلون الادوية الاجنبية وغالبا مايتم استيراد المنتج الاجنبي بصفقات لاتخلو من الفساد وهكذا تستمر تجارة بالارواح .
وانعود الان الى بعض المستشفيات الاهلية في اربيل وبعض الصيدليات في كركوك فهل تصدق ايها القارئ الكريم ان مستشفى اهلية في اربيل تقدم لمرافق المريض فطورا عبارة عن بيضة واحدة وصمونة بمبلغ عشرة الاف دينار وهل تعلم انها تتقاضى مبلغ مليون دينار سعر المبيت في العناية المركزة لليلة واحدة فقط امر غريب جدا لايتصوره العقل وهل انت ايها القارئ على علم بأن نقل مريض ومرافقه من مستشفى اهلية الى مستشفى حكومية في اربيل يكلف مائة دولار امريكي وهذا ماحدث لقريب لي له مريض عمره سنتان فقط ؟
وإذا ما امعنا النظر الى بعض الصيدليات في كركوك فحدث ولاحرج ومع علمنا التام بان الادوية المتوفرة لديها معظمها مستورد من مناشئ سوريا والاردن وتركيا والهند والامارات والمانيا وفرنسا واسرائيل وغيرها وفي احدى الصيدليات توفر للمريض الفاقد للمناعة (ابرة) (IMNGLOBYLIN) بسعر اربعمائة دولار بينما سعرها في احدى صيدليات اربيل بمائة وخمسة الاف دينار ومن المؤكد ان كلفتها الحقيقة لاتزيد مائة الف دينار للمستوردين وهذا على سبيل المثال لا الحصر وكذلك الحال في سعر العلبة الواحدة من حبوب (ميدوكالم) تحتوي على ثلاثين قرص مغلف (مرخي عضلات) فمبلغ ثمانية عشرة الف دينار بينما سعر الاستيراد لايتجاوز عشرة الاف دينار وعلبة كبسولات (NOPEN) تحتوي على اربعة وعشرون كبسولة للعضلات ايضا ففي احدى الصيدليات تباع بثلاثة الاف وخمس دينار واخرى تبيعها بخمسة الاف دينار ومن منشأ واحد وللتخفيف عن كاهل المواطن ووجوب توحيد الاسعار بالحد المعقول يتطلب الامر اخضضاع كافة الصيدليات بالرقابة الصحية وتحت اشراف نقابة الصيادلة لاسيما في كركوك وهنا لابد من الاشارة الى ان هناك اناس يديرون الصيدليات هم ليسوا بخريجي كليات الصيدلة او حتى معاونين للصيدلي وهذا الامر اخطر بكثير من غلاء اسعار الادوية وبعيد كل البعد عن مبادئ المهنة ومؤثر بحياة اناس ابرياء والى ذلك الفت عناية مديرية صحة كركوك ونقابتي الاطباء والصيادلة واناشدهم جميعا الانتباه الى هذا الموضوع الانساني الذي لابد على جميع الاطراف المعنية القضاء على هذه الافه بالاضافة الى العقوبات التأديبية الادارية والقضائية بحق كل من تسول له نفسه التلاعب بمقدرات ابناء شعبنا الكريم الذي عانى الأمرين ولايزال يعاني وعلينا ألا ننسى الاشارة الى اصحاب المذاخر الطبية والشركات العامله في استيراد الادوية أن يكونوا على مستوى المسؤولية ويقوموا بتطبيق القوانين لاسيما قانون نقابة الصيادلة رقم 112لسنة 966 بوجه عام وقانون مزاولة مهنة الصيدلية رقم 40 لسنة 970 المعدل بوجه خاص وان اصحاب الشركات والمذاخر والصيدليات أدرى بهذين القانونيين عن غيرهم والعقوبات الواردة فيها لامجال لذكرها ومن الملاحظ ان الطبقة الغنية المتمكنه مادياً تعهد الى معالجة مرضاها خارج العراق او في احد المستشفيات الاهلية المنتشرة في محافظات اربيل والسليمانية ودهوك وعلى ايدي اطباء أجانب وتوفير الادوية اللازمة لهم بمبالغ باهضة جداً أما الفقراء والمتعففون فهم في رحمة الله تعالى وهو في عونهم ان شاء الله وليعلم الجميع أن عذاب الاخرة لأشد ولاينفع المرء إلا عمله الصالح اتقوا الله ياعباد الله (يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) صدق الله العظيم وإذا ماأستمر البعض في غيهم فاننا مستعدون لكشفهم والله من وراء القصد.

12-Jan-2014