تشهد “الصيدليات البديلة” التي تعرض الأعشاب والمستحضرات الطبيعية بطريقة عصرية وآمنة، انتشارا متزايدا، وباتت تستقطب أعدادا واسعة من المرضى والمواطنين، الذين وجدوا فيها ما يحتاجونه من أدوية ومستحضرات طبيعية بأسعار معقولة، خاصة وأن هذه الصيدليات تعرض أدوية طبيعية ينصح بها الأطباء، وتحتوي على نشريات تبين كيفية تناول الدواء والمحاذير الخاصة به، فهي تسوِّق الأعشاب والمستخلصات الطبيعية في علب مصنعة في شركات ومخابر جزائرية وأجنبية، ما جعلها تنافس الصيدليات الحديثة في عرض منتوجاتها الطبيعية.
تقدم الصيدليات البديلة منتوجات طبيعية لعلاج مختلف الأمراض العضوية والنفسية، ما جعلها تستقطب شريحة واسعة من المرضى، في مقدمتهم المحرومون من الضمان الاجتماعي الذين لا تسمح حالتهم المادية بشراء الأدوية من الصيدليات، فتجدهم يفضلون اقتناء المستحضرات الطبيعية المخصصة لعلاج مختلف الأمراض، خاصة وأنها مصنوعة في مخابر جزائرية وأجنبية، وتتضمن نشريات طبية تحوي مكونات الدواء والفائدة من استعماله والمحاذير الخاصة به، بالإضافة إلى مقادير تناوله، ما يجعل هذه المستحضرات الطبيعية أشبه بالأدوية المعروضة في الصيدليات من حيث التغليف والعرض.
ولمعرفة طبيعة الأعشاب والمستحضرات الطبيعية التي تقدمها هذه الصيدليات البديلة، تنقلت “الشروق اليومي” إلى بعض هذه “الصيدليات” بالعاصمة، ووقفت على حجم الإقبال الكبير عليها من طرف مختلف شرائح المجتمع، إلى درجة أننا وجدنا صعوبة كبيرة في الحديث مع صاحب المحل الذي كان منهمكا في شرح مكوِّنات الأدوية والمستحضرات للزبائن، وما وقفنا عليه هو التنظيم الكبير في عرض الأعشاب والمستحضرات الطبيعية التي كانت داخل علب تحتوي على اسم الدواء وطبيعة العلاج، فوجدنا علباً “طبيعية” لعلاج جميع الأمراض بما فيها النفسية على غرار القلق، الاكتئاب، الوسواس، الأرق، ضعف الذاكرة… وبالنسبة للأمراض العضوية تعرض هذه “الصيدليات البديلة” أدوية ومستحضرات وأعشاباً لعلاج جميع الأمراض المزمنة على غرار السكري، ضغط الدم، الغدة الدرقية، التهاب المفاصل الروماتزمي، البروستات، البواسر، التهاب القولون، الزكام، الصداع، آلام المفاصل…..
وفي حديثنا مع صاحب “الصيدلية البديلة” ببلدية المدنية السيد داود لقرع الذي أطلق على محله اسم “رياض الندى” لبيع المستخلصات الطبيعية والزيوت والأعشاب، أكد أنه يستقبل يوميا مئات الزبائن من مختلف الشرائح والأعمار، ومنهم من قصد المحل بعد استشارة الطبيب الذي نصحه ببعض الأعشاب والمستحضرات الطبيعية التي أثبتت نجاعتها في علاج العديد من الأسقام، خاصة وأن هذه المستحضرات مصنوعة من طرف مخابر جزائرية وأجنبية متخصصة في المنتوجات الطبيعية، وهي متحصلة على رخصة من طرف وزارة الصحة لتسويق هذه المستحضرات، التي تباع أيضا في الصيدليات وينصح بها الصيادلة والأطباء على حد سواء، وتصنَّع هذه المستخلصات الطبيعية من طرف مخابر جزائرية وأجنبية تقدم منتوجات طبيعية معتمدة من طرف وزارة الصحة، وتعمل على علاج العديد من الأمراض العضوية والنفسية، وتعرض هذه المستخلصات في علب أشبه بالأدوية التي تباع عند الصيدلي، وتحتوي على منشورات توضح للمريض المواد الطبيعية التي صنع منها الدواء، والمقادير التي يجب تناولها، وتحتوي هذه العلب على اسم الشركة المصنِّعة وتاريخ الصلاحية والهاتف الخاص بالمستهلكين.
وأضاف محدثنا أن “الصيدليات البديلة” تعرض المنتوجات الطبيعية على أنها مكمِّلات للعلاج، وهذا يعني أن المريض يمكن أن يتناول الدواء الذي يصفه الطبيب، مع بعض الأعشاب التي تساعده على الشفاء، على غرار مرضى السكري الذين يتناولون الأدوية والأنسولين، ويقبلون على بعض الأعشاب التي تساعد على ضبط نسبة السكر في الدم، وتساعدهم أيضا على اتباع حمية غذائية صحية.
وأكد السيد داود لقرع أنه يعمل بشكل رسمي ويملك سجلا تجاريا، وجميع المواد التي يبيعها مرخصة من طرف وزارتي الصحة والتجارة، وأثبتت أنها لا تتسبب في أي مضاعفات سلبية للمريض.
وعن أكثر الأمراض التي يعاني منها الزبائن، أكد محدثنا أنها تتمثل في الأمراض المزمنة على غرار السكري وضغط الدم، والسرطان، البروستات، الغدة الدرقية، بالإضافة إلى الأمراض المعدية في مقدمتها القولون وعسر الهضم و”البواسر”، والتي تعالج جميعها بمستخلصات طبيعية تعمل على تهدئة الأعصاب والتخفيف من حالة القلق التي تكون سببا في ارتفاع نسبة السكر وضغط الدم.
ولدى حديثنا مع بعض الزبائن الذين وجدناهم في المحل، أكدت لنا سيدة تبلغ من العمر 48 سنة أنها تعاني من “البواسر” ولم تنفع معها وصفة الطبيب التي كانت على شكل أقراص لعلاج الجهاز الهضمي، فنصحها أحد الأطباء بتجريب “مرهم” طبيعي مستخلص من عشبة “النيتروس” التي تنمو في الصين والتي أثبتت نجاعتها في علاج هذا المرض، وتباع هذه العشبة على شكل “مرهم” في “الصيدليات البديلة”.
ومن جهته أكد لنا أحد الشباب “سنة 33″، أنه يعاني من مرض القولون العصبي وهو مدمن على شرب أعشاب تباع على شكل “تيزانة” يتناولها قبل النوم، حيث يشعر براحة كبيرة في جسمه، في حين أكدت لنا عجوزٌ في السبعين من عمرها تعاني من داء السكري أنها مدمنة على “الزنجبيل” الذي تشربه كل صباح لمساعدتها على تصفية الكلى، خاصة وأنها تعاني من بداية عجز كلوي وتخشى من القيام بعمليات تصفية الدم.
وتجدر الإشارة أن “الصيدليات البديلة” بات يشرف عليها أطباء ومختصُّون في التغذية، على غرار الدكتور سويلاماس المختص في الأشعة والتخدير وأستاذ جامعي، والذي يشرف على محل لبيع الأعشاب والمستخلصات الطبيعية في شارع حسيبة بن بوعلي بالعاصمة، وقد أكد لـ”الشروق” أن الأعشاب والمستخلصات الطبيعية هي الأصل في العلاج، وهي لا تتوفر على المضاعفات السلبية التي تتصف بها أقراص الدواء والتي تؤثر سلبا في وظيفة الكلى والجهاز الهضمي، وكشف أن “الصيدليات البديلة” تعرض مواد مراقبة ومصّنعة من جهات متخصصة جزائرية وأجنبية، على عكس الأعشاب التي تباع على الأرصفة وفي الأسواق الشعبية والتي يمكن أن تضرَّ أكثر مما تنفع بسبب سوء استخدامها.