تطبيقات الكمبيوتر في الصيدلة
لقد تطور استخدام الحاسوب في شتى المجالات بأنواعها وأحجامها, وكاد لا يخلو من أي منها, ومن تلك المجالات الملموس أثره فيها, مجال المهن الصحية على وجه العموم وعلى الوجه الخاص مجال الصيدلة فأصبح الحاسوب يقوم بأعمال كثيرة ومتنوعة المهام من مهام الصيدلية, مما سنح الفرصة للصيدلي أن يتفرغ لما هو مهم من الناحية العلمية, فأصبح الصيدلي قادر عن طريق الحاسوب متابعة ماهو جديد من الأدوية, وماهو مفيد من المصادر والمراجع الخاصة بالدواء, وكذلك الاهتمام بالمريض ومتابعة حالته الصحية.
ولو تطرقنا إلى استخدام الحاسوب في الصيدلية من حيث أنواعها, لأدركنا ما قام به الحاسوب من أعمال ومهام لكل نوع على حده في وقت يسير وفي آن واحد ( وقد كانت تحتاج إلى جهد ووقت طويل من قبل الصيدلي) فعلى سبيل المثال, صيدلية المجتمع أو العامة(Community Pharmacy), فلقد قام الحاسوب بتخفيف الأعباء على الصيدلي من الناحية الإدارية والتنظيم, وجعله يتنبه لما هو جديد ونافع من الناحية المهنية, فمثلا يقوم الحاسوب بتداول الوصفات الطبية والأعمال الإدارية, أما من ناحية تداول الوصفات الطبية, فيقوم باستقبال الوصفة, والتعرف على ملف المريض ومطابقة الوصفة لحالته, واستخراج ملف المريض في الصيدلية, ومعرفة ما إذا كان المريض حساسا تجاه نوع معين من الأدوية, والكشف عن الازدواج العلاجي, والكشف عن تداخلات الأدوية, وطبع البطاقة اللاصقة للوصفة, وغيرها من الأمور المتعلقة بالمريض وبالوصفة, أما من الناحية الإدارية, فيقوم الحاسوب, بمسك دفاتر الإيرادات, والتغير في أسعار الأدوية وحجم التداول الأسبوعي والجرد السنوي, وكذلك المصروفات, وغيرها من الأعمال الإدارية.
وأيضا من الأمثلة, صيدلية المستشفيات(Hospital Pharmacy ), فعن طريق الحاسوب يتم معرفة وتجهيز العديد من الوصفات, وتوزيع العديد من الأدوية العلاجية الخاصة لكل مريض داخل المستشفى, وكذلك يستفاد منه الربط مع الدكاترة مباشرة من ناحية الوصفة, والاتصال المباشر بالمخازن للتزويد في حالةStock )) , وكذلك أيضا في ترتيب وتنظيم الرفوف داخل الصيدلية, والآن أصبح يمكن تجهيز الوصفات, وتوزيع الأدوية عن طريق الرجل الآلي (المتحكم به عن طريق الحاسوب) على نظام الجرعة الواحدة , كما أن الحاسوب مزود ببرامج والتي من خلالها يتم حساب وضبط الجرعة للمريض(e.g.; Microsoft Excel), كما إنه يحتوي على ملفات ((Files تقوم بإظهار كل ما يتعلق بالمريض من حالته الصحية, وغيرها من المعلومات ذات الأهمية, كما ان الحاسوب في مجال الصيدلة الإكلينيكية الكشف عن تداخلات الأدوية والتفاعلات الضارة لها ,وكثيرا ما يستخدم الحاسوب في المساعدة على اتخاذ القرارات الإكلينيكية, واستخدامه في مجال التغذية الوريدية للمرضى.
كما يعتبر الحاسوب داخل الصيدلية كمركز للمعلومات والسموم (Drug Information), إذ من خلاله يستطيع الصيدلي إعطاء الإرشادات والنصائح الخاصة بالدواء للمرضى, كما إنه يساهم ويشارك في إنقاذ الحالات الطارئة كالتسمم الدوائي أو الغذائي, وذلك عن طريق البحث السريع, و سرعة الحصول على المعلومة المبتغاة.
كما أن الحاسوب مزود ببرامج يستفاد منها في مجال البحوث, إذ عن طريقها يستطاع البحث عن أي شيء يتعلق بالمهنة من النواحي العلاجية, وأيضا من النواحي العملية, إذ انه لديها محركات بحث ممتازة ومتنوعة وكثيرة وكلا له خاصية للبحث, كما يهتم فيوضع أغلب الكتب الطبية المطبوعة متوفرة في أقراص, من حيث يسهل استخدامها والبحث فيها بشكل سريع وفي وقت يسير, كما إن عن طريق الحاسوب يمكن الاتصال بالانترنت الذي يمكن من خلاله البحث في المواقع الطبية, وعمل الإحصائيات, وعمل الدراسات والتطبيقات المتعلقة بالمهنة, ومن خلال الاتصال بمكن الاشتراك في عدة مواقع ذات الأهمية بالمهنة.
وكما إن الحاسوب يمكن لمستخدمه عرض المعلومات أو ما يريده, بشكل رائع ومختصر, ومفيد من حيث سرعة إيصال المعلومة للمستمعين, إذ انه مزود ببرامج عرض (e.g. Power Point), كما يستفاد منه أيضا في عرض التقارير الأسبوعية للصيدلية, وكذلك للأدوية الجديدة مزودة بالصور, وفي التعليم المستمر (Continues Education) في المستشفى, وفي المؤتمرات الطبية …الخ.
ومن خلال ما تم سرده يتبين لنا إن الحاسوب قد أضفا إلى مجال الصيدلة الحيوية والتطور, وذلك لأنه منح الصيادلة الفرصة لتطوير وتوسيع مهامهم ووظيفتهم المهنية.