Warning: Undefined array key "rcommentid" in /customers/6/5/f/pcm.me/httpd.www/wp-content/plugins/wp-recaptcha/recaptcha.php on line 348 Warning: Undefined array key "rchash" in /customers/6/5/f/pcm.me/httpd.www/wp-content/plugins/wp-recaptcha/recaptcha.php on line 349
جزايرس | مدراء الصحة في الولايات قاموا ب”تحريف” تعليمة التنصيب في المناطق النائية
شرعت النقابة الوطنية للصيادلة الخواص، في سلسلة احتجاجات شلت مؤخرا أربع ولايات، هي سكيكدة والبيض وتيبازة التي بلغت نسبة الاستجابة فيها أول أمس، 95 بالمائة، في انتظار التحاق أم البواقي، بعد غد، بسبب ”تجاوزات” مديريات الصحة التي أغرقت السوق بصيدليات لا حاجة لها بها ودون احترام القانون المحدد لذلك، في وقت يهدّد الإفلاس معظم مهنيي القطاع بسبب تراجع المردودية نتيجة ندرة الدواء وتفاقم ديون الصيادلة لدى الموزعين.
تسبّب الإضراب الوطني الذي دعا إليه صيادلة تيبازة، أول أمس، في غلق أكثر من 95 بالمائة من الصيدليات، احتجاجا على ”تجاوزات” مدير الصحة ”الذي سمح بفتح صيدليات دون احترام المعايير التي تنص على صيدلية واحدة لخمسة آلاف ساكن”.
ويعيش قطاع الصيدلة، حسب ما جاء على لسان رئيس نقابة ”السنابو” مسعود بلعمبري الذي تحدث ل”الخبر”، حالة غليان كبيرة ستعرف انفجارا بالنظر إلى الفتح العشوائي للصيدليات دون احترام المضمون الحقيقي لتعليمة 05 نوفمبر 2005 التي نصت على ضرورة خلق صيدليات جديدة في المناطق النائية، مع ضرورة احترام المعايير التي تشترط صيدلية واحدة لكل 5 آلاف ساكن، مع احترام الكثافة السكانية، وهو إجراء معمول به في جميع الدول، يضيف محدثنا.
غير أن الحاصل حسب رئيس النقابة، أن عدد الصيدليات تضاعف في ولايات عديدة. والأخطر من ذلك أن عمليات التنصيب لا تحترم المسافة المحددة في القانون، وهو أمر تتحمله مديريات الصحة التي ”تحايلت” على تعليمة 2005 واستغلتها لمنح تراخيص لأصحاب نفوذ أغرقوا السوق بمحلات هي في الحقيقة ”تجارية” لا تبعد عن بعضها إلا ب200 متر، على غرار ما هو حاصل حاليا في تيبازة والمسيلة والشلف والبيض وكذا ولاية أم البواقي، التي ستعرف بعد غد الاثنين حالة شلل تبعا لقرار شن إضراب يدوم يوما كاملا. وكشف بلعمبري في هذا الإطار، عن تجنّد كبير وسط المهنيين وهو بمثابة مؤشر قوي على نجاح هذه الحركة الاحتجاجية.
وحسب مسعود بلعمبري، فإن عدد الصيدليات في هذه الولاية تجاوز 125 صيدلية خاصة في سنة 2007، وهو رقم يتجاوز، حسبه، التغطية القانونية، ليرتفع العدد تطبيقا لتعليمة التنصيب في المناطق النائية إلى 180، أي باستحداث 53 منصبا جديدا، وهو أمر تم بالتنسيق مع النقابة التي حرصت على تطبيق حق جميع السكان في الحصول على دواء رغم تحفظها على هذا العدد، غير أن الأخطر من كل ذلك، يقول، قرار مديرية الصحة فتح أكثر من 50 صيدلية جديدة، رغم عدم الحاجة إليها، مما يطرح أكثر من سؤال، يضيف، حول النية الحقيقية وراء هذا الفتح العشوائي وغير المبرر.
وكشف محدثنا عن دورة للمجلس الوطني ستعقد الأربعاء المقبل لمناقشة المشاكل المتراكمة في القطاع، سيما عمليات الفتح العشوائي للصيدليات. وحذّر السلطات من انفلات الوضع بالنظر إلى عزم الصيادلة الخواص على المستوى الوطني شل القطاع ما لم تتدخل الوزارة لردع مسؤوليها في الولايات وإجبارهم على تطبيق القانون.
وحذّر بالمقابل، من أن الانتشار العشوائي للصيدليات دون اعتماد مقاييس ولا احترام للقانون، سيفتح الباب واسعا أمام المتاجرة بمختلف أنواع المهلوسات وانتشارها في أوساط المدمنين والمنحرفين، في وقت لا تتردد مديريات الصحة في معاقبة الصيادلة الخواص ومتابعتهم بسبب هذا المشكل.
وتجنّبا لانفجار بات وشيكا في القطاع، كشف رئيس نقابة الصيادلة الخواص عن مراسلات عديدة وجهت إلى الوزير ولد عباس، تضمنت شكوى رسمية من مدرائه الولائيين وتفضح ”تجاوزات” خطيرة يقومون بها دون مراعاة النصوص القانونية المسيّرة لسوق الدواء، بإغراقها بصيدليات لا حاجة لها بها، في وقت تجاوز عدد هذه الأخيرة على المستوى الوطني 8600، وهو رقم يتجاوز المقاييس المعمول بها حتى في الدول المتقدمة.
وحذرت المراسلات وزير الصحة من انفلات الوضع، بالنظر إلى حالة الغليان التي يشهدها القطاع، بسبب تفاقم ندرة الدواء وعمليات البيع المقيّد الممارسة على الصيادلة، حيث أصبح الوضع يهدد مصير عائلات مهنيي القطاع، باعتبار أن الإفلاس أصبح يدقّ أبواب صيدليات العديد منهم.
الفتح العشوائي لن يقضي وحده على البطالة
استغرب رئيس ”السنابو” تبريرات المسؤولين إزاء الفتح العشوائي، وقال بأن القضاء على بطالة الصيادلة المتخرجين لن يعالج بالفوضى، حيث اقترح فتح تخصصات جديدة لامتصاص حوالي ألف صيدلي يتخرجون كل عام من مختلف كليات الطب، ولا بد في هذا الإطار، يضيف، من استحداث تكوينات في الصناعة الصيدلانية والبيولوجيا، بشكل يسمح للمستشفيات والمخابر بامتصاص هذا العدد الهائل من المتخرجين. وتحدّث بلعمبري أيضا عن عجز كبير في الصيادلة على مستوى مختلف المؤسسات الاستشفائية والمراكز الصحية، مما جعله يتساءل عن سبب عدم توظيف هؤلاء بدل الزج بهم في سوق هو اليوم ”يحتضر” بسبب مختلف المشاكل المتراكمة فيه.