«سيد. م»، يبلغ من العمر ٣٥ عامًا، يروى حكايته مع تعاطى الأدوية فيقول: «المشاكل التى أتعرض لها دائمًا تجعلنى أرغب فى النسيان ولهذا كنت أبحث عن العقاقير وأدوية المخدرات بصورة مستمرة.
ويضيف أنه بدأ فى تناول السجائر حينما كان عمره لا يتجاوز ١٣ عامًا، ولكن بمرور الوقت بدأ يتعرف على المخدرات من خلال رفاق السوء الذين أخبروه بأمان الحصول عليها، إلا أنه بسبب الظروف المالية الصعبة وصعوبة الحصول على «مخدر الحشيش» لارتفاع سعره فى السوق بدأ يتجه إلى تعاطى أدوية الكحة بصورة مستمرة ثم تركها ولجأ إلى الترامادول وهو ما كان يحقق بصورة أو بأخرى حالة من النشوة كان يبحث عنها دائمًا.
وتابع: بمرور الوقت وتغير الظروف بدأت المشاكل بينه وبين والدته وإخوته بسبب الرغبة المستمرة فى الحصول على المخدر ونفاد الأموال التى لديه، وعلى الرغم من محاولاته للحصول على الأموال بأى طريقة من أجل تعاطى الأدوية المخدرة لم يستطع أن يساير تلك الأوضاع، لاسيما مع المشاكل المستمرة مع زوجته حيث كان يبيع الممتلكات الخاصة بالمنزل من أجل توفير تكاليف التعاطي، مشيرًا إلى أنه استمر ٤ أعوام كاملة لا ينجب بعد الزواج، وحينما ذهب للطبيب أخبره بأنه لابد من أن يكف عن تعاطى الأدوية بصورة عشوائية لأن لها عاملًا كبيرًا فى تأخر عملية الإنجاب، ومن هنا بدأ طريق التخلص من التعاطى للأدوية وللمخدرات عمومًا وطلب العلاج من التعاطي.
وفى نفس السياق يقول «ت.ي»، ٣٩ عامًا، أحد متعاطى المخدرات، والذى بدأ الإدمان منذ سن صغيرة حيث بدأ التعاطى منذ ١٥ عامًا قائلًا: «ضيعت كل حاجة بسبب الإدمان».
ولفت إلى أنه بدأ إدمان الحشيش بسبب البيئة التى كان يعيش فيها حيث كان يرى أقاربه يتعاطون الحشيش، فقرر أن يقوم بالتجربة، متابعًا أنه بعد ذلك بدأ فى الاتجاه إلى الصيدليات من أجل الحصول على «حبوب الهلوسة» من خلال تعاطى المادة الفعالة الموجودة داخل الأدوية الكيميائية بشتى أنواعها، والتى كان من السهل الحصول عليها من الصيدليات وبدون روشتة علاجية.
وأضاف: «تحولت حياتى إلى جحيم وخسرت كل الناس التى أعرفها بسبب تصرفاتى حيث كان كل همى هو الحصول على المادة المخدرة بأى وسيلة بصرف النظر عن العواقب التى قد تحدث»، وهو ما جعله يشعر أنه يعيش فى طريق واحد متكرر على مدار سنوات طويلة فكلما زاد به العمر كلما ارتفعت نسبة الخسائر فى حياته.
الدكتور صبرى الطويلة، رئيس لجنة الحق فى الدواء وصناعة الدواء بنقابة الصيادلة، يضيف أن حظر الأدوية أو تقليلها أو إضافتها إلى جدول مخدرات الدرجة الأولى ليس حلًا للمشكلة وإنما له تأثيرات سلبية عديدة، لاسيما مع أهمية تلك الأدوية بالنسبة للمرضى فى مصر، ضاربًا مثالًا بالترامادول الذى يستخدم كمسكن لمرضى السرطان وبعد أن قننت وزارة الصحة وجوده بالصيدليات ظهر داخل السوق الموازى بكميات كبيرة وهو السوق الذى يصنعه فى تحت بير السلم فى مصر.
ولفت إلى أن تحويل الأدوية إلى «جدول أول مخدرات» سيعمل على انتشار تلك الأدوية فى السوق السوداء كما حدث مع الترامادول، فالقاعدة تقول إن زيادة استخدام الأدوية يؤثر على الجسم والكلى والمعدة وله تأثير على العقل أيضًا.
وأوضح الطويلة أن القضية لا تختزل فى الصيدلى وإنما على قوانين الدولة التى يجب إعادة صياغتها لتحقيق المرجو منها بإبعاد المتعاطين عن الاستخدام السييء للأدوية والحفاظ على المنافذ الطبيعية لصرف الدواء ويمكن هذا من خلال تفعيل دور جميع الجهات الطبية فى الدولة لكى يتم الاتفاق على ضوابط لتفعيل الرقابة على تلك الأدوية وعلى تداولها على حد قوله.
وتابع: القوانين يجب إعادة صياغتها والنظر فى كل الأصناف ويجب تقديم الوعى التثقيفى من خلال وسائل الاعلام المختلفة التى عليها أن تنبه المجتمع بخطورة الإدمان وخطورة التعاطى من خلال الاعتماد على الأدوية.
23 – April – 2018