Warning: Undefined array key "rcommentid" in /customers/6/5/f/pcm.me/httpd.www/wp-content/plugins/wp-recaptcha/recaptcha.php on line 348 Warning: Undefined array key "rchash" in /customers/6/5/f/pcm.me/httpd.www/wp-content/plugins/wp-recaptcha/recaptcha.php on line 349
جريدة الرياض | ترد الكثير من الاستفسارات حول ظاهرة انتشار الصيدليات ويتضح ذلك بالسير في معظم شوارع المدن إلا وتجد من صيدلية إلى أربع صيدليات، ومع كثرة عددها والمنافسة من حولها، وأيضا جميع أنواع الأدوية تصرف من قبل دولتنا الكريمة بالمجان، إلا انك تجد صمودا غريبا بل تزداد في نجاحها، إلى أن أصبحت الصيدلية من الأعمال (التجارية) مضمونة الربح، وبما أن موضوع كثرة الصيدليات وصل لحد الظاهرة، لذا تحتاج دراسة تحليلية لأسباب توسعها وانتشارها، والتي يشترك فيها عدة جهات ومن أهمها وجود( خلل ( في النظام الصحي ومن ثم ثقافة المجتمع وأخيرا الأنظمة بشكل عام، سأذكر مختصرا لبعض الأسباب لانتشار الصيدليات وهي الآتي:
أولا: صعوبة دخول الفرد للنظام الصحي، أو طول الانتظار لتقديم الخدمة الطبية، مما يجعله يختصر العناء، وبدلا من الذهاب للمركز الصحي أو المستشفى يتجاوز ذلك بشراء العلاج مباشرة من الصيدلية ( والغريب أنها لا تقف على الأمراض البسيطة بل تصل إلى التي تحتاج فعلا تدخلا سريعا من الطبيب (.
ثانيا: توزيع المراكز الصحية والمستشفيات جغرافيا والعناء للوصول إليها أو قلتها مقارنةٍ بالسكان والأحياء والمناطق.
ثالثا: عدم تقييد كثير من الوصفات، والتي تمنعها الكثير من الأنظمة الصحية “مع أن النظام لدينا يمنع بيع معظم الأدوية إلا بوصفة طبية، إلا أن الصيدليات تضرب بالأنظمة عرض الحائط، وذلك لان الرقابة على تطبيقها لا تتجاوز وضع لوحة بارزة في كل صيدلية تبين قانون المنع” واذكر مثالا على تلك الأدوية ( المضادات الحيوية وحبوب منع الحمل ) حيث على سبيل المثال لا يمكن شراؤها في الولايات المتحدة الأمريكية إلا عن طريق وصفة طبية فعليا.
رابعا: العدد الكبير من وجود الأجانب، وصعوبة دخولهم للنظام الصحي وخصوصا المتخلفة أما ( النظامية وجد حلا لها عن طريق التأمين إلا أن هناك ثغرة وهي تجديد الإقامة لمدة سنتين يقبل بها تأمين لمدة سنة!! ).
خامسا: الوعي الصحي للفرد في مجتمعنا وعدم اكتراثه بالعلل وتسليمها للقدر، وعدم الجدية في اتخاذ الإجراء الصحيح ( حتى تصل الحالة إلى مستوى عاجلة )، وبدلا من التوجه للمركز الصحي يذهب للصيدلي ويشرح الحالة له ويأخذ بتوصية الصيدلي في العلاج!!
سادسا: عدم الثقة بالخدمة الصحية المقدمة، وتكون نتاج تجربة سابقة، أو قصص سمعها، وبناء على ذلك يعزف عن الذهاب للاستفادة من الخدمة الصحية، أشير لنقطة ذات أهمية وهي حتى وإن وجد سهولة في الخدمة صحية، قد لا تكون ذات منفعة وذلك بسبب الجودة لا ترقى للمستوى المطلوب ( نسمع بتذمر البعض من أن الذهاب لمركز صحي يعتبر مشقة والنتيجة هي الحصول على فيفادول فقط !! )
سابعا: في مجتمعنا خصوصا هناك ثقافة الأدوية الشعبية، حيث لها أهمية ولازالت راسخة لدينا، بل الكثير من المنازل لا تخلو منها وتستخدمها دون الرجوع لطبيب، بل متوارثة وبتجارب سابقة، ومحددة في استخدامها ومثال على ذلك ( المَرة تستخدم لعلاج كذا، والرشاد لعلاج كذا، إلى أخ ) ولذا امتدت هذه الثقافة إلى الأدوية الحديثة الطبية، وأصبحت طريقة التفكير لدى الفرد مرتبطة بالسابق، وأن الدواء لأي علة مبني على تجربة لشخص آخر مر بأعراض مشابهة، لذا الوصفات والنصيحة بعلاج معين، كثيرا ما تؤخذ من الأخ أو القريب و الصديق وغيرهم ممن مر بأعراض مشابهة.
ثامنا: إغراء شركات الأدوية للصيدليات، والضغط عليهم بتصريف كميات العلاج للحصول على نسبة مخفضة أو نسبة ربح من سعر العلاج، حيث تتم اتفاقيات بتصريف مئات العلاجات شهريا للحصول على النسبة ( فهل سيقف الصيدلي مقابل هذا الإغراء المادي، أم سيقوم ببيع العلاج دون النظر لمعايير الصحة والآثار الجانبية والوصفة الطبية؟؟ )
وحيث إن المنظومة الصحية مترابطة في تقديم خدماتها وأي ضعف في جزء منها يؤثر على مخرجاتها، لذا أسباب كثرة الصيدليات صحيح أنه بصبغة تجارية، ويخضع لقانون الطلب والعرض، ولكن سبب ذلك مرتبط ارتباطا كليا بالنظام الصحي، قد يجد النظام الصحي فائدة من ذلك، وهي بتخفيف الضغط من استقبال الحالات، وأيضا الفائدة العظمى هي حركة اقتصادية لأصحاب نشاط الصيدليات، وخصوصا لشركات صنع الأدوية، لكن تبعات ذلك قد تكون ضارة على المدى البعيد من التأثيرات الصحية على الفرد، الذي سيعود لاحقا للدخول للنظام الصحي بمراحل متأخرة، و آثار جانبية لأدوية مستخدمة دون استشارة طبيب.
*ماجستير إدارة أنظمة صحية