Warning: Undefined array key "rcommentid" in /customers/6/5/f/pcm.me/httpd.www/wp-content/plugins/wp-recaptcha/recaptcha.php on line 348 Warning: Undefined array key "rchash" in /customers/6/5/f/pcm.me/httpd.www/wp-content/plugins/wp-recaptcha/recaptcha.php on line 349
أكد اختصاصيون خطورة تناول الدواء بدون ضوابط، والعادات الخاطئة الشائعة في التعامل مع الدواء، بدءا بشرائه بدون وصفة طبية، وتعاطيه دون إرشاد وتوجيه في أوقات غير محددة، وتخزينه في أماكن غير مناسبة ودرجات حرارة مختلفة، والإفراط في تعاطي الدواء، مؤكدين أن لهذه السلوكيات الاجتماعية عواقب وخيمة.
ويقول الصيدلي بمستشفى الدار الخاص بالمدينة المنورة الدكتور أحمد الأحمدي إن الخطورة تكمن في أن بعض البشر يعالجون أنفسهم عن طريق الصيدلي، وذلك بطلبهم الدواء بعد أن يشرحوا له طبيعة المرض، ورغم علم ودراسة الصيدلي بأنواع الأدوية ومدى تأثيرها وكذلك تفاعل مكونتها، ألا أن الصيدلي ليس كالطبيب المعالج الذي تتاح له فرصة الكشف وإجراء الفحوصات والتحليل ومعرفة تاريخ المرض والعلاجات السابقة، ومتابعة الحالة لعمل التشخيص الدقيق قبل وصف العلاج، وتحديد الدواء المناسب في كل مرحلة من مراحل تطور الحالة.
ويؤكد الدكتور الأحمدي أن جميع التجارب والدراسات أثبتت أن لكل دواء مضاعفات تتفاوت في خطورتها بين دواء وآخر، وذلك حسب الحالة ونسبة التعاطي وكثافة الدواء، حتى إنه أصبح لكل حبة أسبرين على سبيل المثال مضاعفات جانبية يعرفها الأطباء والصيادلة إذا أخذها المريض بشكل عشوائي وبغير وصفة طبية دقيقة.
ويضيف الأحمدي أن بعض شرائح المجتمع يريدون التخلص من الآهات والألم بطريقة غير صحية، حيث يتناولون بعض الأدوية المتنوعة التي يحصلون عليها عن طريق الأطباء أو الصيادلة الأصدقاء، وذلك على أمل الشفاء وحصار المرض وإنهاء الآلام والخلاص منه، وهم بتلك الطريقة الخاطئة لا يفكرون بعواقب تناول الأدوية بمختلف أشكالها والتي تسبب بعض المضاعفات الخطيرة.
ويؤكد أن السلوكيات غير الصحيحة بالمجتمع العربي تساهم في تضخم المشكلة عند تناول الدواء، فالكثير منهم تجده يتباهى بمعرفة العلاج، ويجرؤ على وصف الدواء لزميل له أو مريض وكأنه خبير الطب العالمي، وهي طريقة يرى الأحمدي أنها تؤدي إلى عواقب وخيمة جدا وتؤدي بعض الأحيان إلى الوفاة.
وأشار إلى أن بعض الأطباء يدعي أن المرضى لا يقتنعون بدواء واحد يوصف لهم، وأن مهارة الطبيب المعالج تبرز في تسجيل قائمة من الأدوية في الوصفة التي يصرفها للمريض لاستعراض ما لديه من علم وخبرة واسعة واهتمام بالمريض، وبيان مركزه الأدبي والمهني أمام أصحاب الاستشارات العاجلة.
ويؤكد الأحمدي على أهمية التوعية الصحيحة بخطورة تناول الدواء العشوائي، وكذلك المفهوم المعمول به حاليا بين الناس والأطباء أنه كل ما امتلأت الوصفة بأنواع عديدة من الأدوية يكتبها الطبيب يكون الطبيب ماهرا والعلاج ناجحا. ويحمل مسؤولة التوعية على جميع الأطراف بدءاً بالمريض نفسه والطبيب والصيدلي وكذلك نظام صرف الدواء وأجهزة الإعلام.
ويرى الأحمدي أن بعض المرضى عند زيارة الطبيب يتجاهل أحدهم إعطاء الطبيب المعالج له معلومات عن طريقة تعاطي بعض الأدوية مسبقا سوى بوصفة أو بدون وصفة دواء وذلك على فترات متقطعة، وعادة ما يكون من بينها مضادات حيوية أو أدوية حموضة أو مسكنات الألم وحتى بعض أدوية السعال والرشح والزكام والفيتامينات وغيرها.
ويؤكد أن المريض الذي يعطي معلومات دقيقة لطبيبه فإن ذلك يساعده على كتابة وصفة دقيقة، حيث إن البعض تكون لديه حساسية من بعض الأدوية خاصة السيدات الحوامل أو تلك التي ترضع طفلها وحتى إن كانت تستعد للحمل، وبعض الأدوية تسبب مضاعفات خطيرة على الجنين ربما تصل للتشوهات الخلقية، حيث تنتقل بعضها للأطفال خلال الرضاعة من الأم.
وينصح الأحمدي المريض الذي يصرف له الدواء أن يستخدمه حسب تعليمات الطبيب بكل دقة، فالأدوية والعقاقير عبارة عن مركبات كيمائية تتفاعل مع بعضها البعض، كما تتفاعل مع بعض أنواع الأغذية المختلفة، كما ينصح بعدم تناول المشروبات الساخنة بعد تناول الدواء، حيث إنه عندما يتناول المريض أنواعاً من الأقراص يمكنها أن تحطم أو تغير مكونات الدواء، كما يحدث أيضا مع بعض تناول الأغذية.
ويصف الأحمدي أخيرا مفهوماً خاطئاً جدا لدى بعض المرضى حيث إن بعضهم بعد تناوله للدواء وبمجرد أن يشعر بقليل من التحسن تجده يترك الدواء قبل نهاية الموعد الذي حدده الطبيب، حيث إن التوقف ربما يتسبب بعودة المرض مرة أخرى وربما يصعب علاجه هذه المرة.
وفي ذات السياق تقول مسؤولة العلاقات العامة والإعلام بمستشفى الدار الخاص نورة الحسيني إن جميع الأدوية التي تصرف من الصيدليات عادة ما يكون برفقتها نشرة تبين طريقة استخدامها وكذلك الوصفة الطبية التي تكتب للمريض، وتذهب إلى أن البعض يخزن الأدوية بطريقة غير صحيحة مثل تخزينها بدورات المياه أو المطبخ وذلك لحفظها إلا أنه بسبب اختلاف درجات الحرارة والرطوبة التي تتعرض لها تلك الأدوية يكون تلفها وتحللها، ويفترض عدم حفظها بالثلاجة إلا بضوابط معينة وبحسب توجيهات الصيدلي أو النشرة المرفقة للدواء.
وتحذر الحسيني من ترك الأدوية بمكان يصل له الأطفال حيث غالبا ما يقودهم فضولهم لتناولها، خصوصا أن بعضها تكون بطعم بعض الفواكه وعليها رسومات تجذب الأطفال، مشيرة إلى أهمية التخلص من الدواء عند الانتهاء من استخدامه.