Warning: Undefined array key "rcommentid" in /customers/6/5/f/pcm.me/httpd.www/wp-content/plugins/wp-recaptcha/recaptcha.php on line 348 Warning: Undefined array key "rchash" in /customers/6/5/f/pcm.me/httpd.www/wp-content/plugins/wp-recaptcha/recaptcha.php on line 349

واقع الصيدليات في العراق… غياب واضح للرقابة والاجراءات الحكومية خجولة

العراق

قد يكون العراق هو البلد الوحيد في العالم الذي لاتوجد فيه صيدليات خافرة.. ولا اعتقد ان شعباً من شعوب العالم بحاجة الى الدواء اكثر من الشعب العراقي الذي  تضرر نفسياً وجسدياً جراء الحروب والويلات التي مرت عليه.ناهيك عن شحة الدواء في المستشفيات الحكومية والنقص الواضح فيها.كما ان قلة الوعي الانساني لدى الكثير من العاملين في القطاعات الصحية من اصحاب المستشفيات والصيدليات الاهلية على حد سواء.. كل هذه الاسباب جعلت من تجار الادوية واصحاب النفوذ خلق بورصة تشبه بورصة الدولار تسمى ( بورصة الدواء) وهي في صعود دائم فقط.. كما جعلت المواطن المريض مضطراً لشراء الدواء  بأسعار مضاعفة.لهذا توجهت (جريدة الحقيقة) صوب بعض المعنيين من الصيادلة والعاملين في القطاع الصحي.وكان لقاؤنا الاول مع الصيدلي (حسين فائق توفيق) الذي حدثنا بداية عن معاناة الصيدلية بشكل عام ووجود الدخلاء من غير ذوي الاختصاص والطارئين على هذه المهنة الشريفة… وعموم هؤلاء يجهلون استعمالات الدواء ويؤثرون على صحة المريض وعلى المهنة بشكل عام..

 اما عن ارتفاع اسعار الدواء فيتعلق الامر بأسباب كثيرة منها ..توجد هناك مكاتب تختص بأستيراد الادوية وهي مكاتب مجازة من قبل وزارة الصحة ونقابة الصيادلة.. ولكن ليس جميع هذه المكاتب على درجة من الوعي الوطني والمسؤولية الاخلاقية والانسانية والشرعية..فالبعض منهم يستورد ادوية ( مقلدة) وغير اصلية ..كما ان هذه المكاتب تقوم بتوزيع الدواء على المذاخر بحصص غير متساوية ..وقد ترى فائضا في هذه الصيدلية ونقص في الصيدلية الاخرى..ثم ينعكس ذلك على سعر الدواء..كما يقع في النهاية على جيب ودخل المواطن المريض..انتقلنا بعدها للحديث في جهة اخرى بقاطع الرصافة والتقينا بالموظف في المركز الوطني للرقابة والبحوث الدوائية(أَسر باسم باقر) الذي حدثنا عن عموميات الدواء وأسعاره قائلاً..لايوجد تنسيق بين وزارة الصحة ونقابة الصيادلة لتحديد أسعار الادوية واسباب ذلك متعددة أولها هو عدم السيطرة على دخول الادوية من خارج البلاد وعدم وجود رقابة حقيقية على المستورد لان السطوة التي يتمتع بها تجار الادوية مع وجود المتنفذين الذين يحمونهم جعلهم محصنين من محاسبة القانون لهم..ولا احد يستطيع ايقافهم في ظل عدم الاستقرار والفوضى التي يمر بها العراق..وهذه مرحلة سوداء سنتجاوزها ان شاء الله..في نفس قاطع الرصافة التقينا بصاحب المذخر( قيس حميد) وهو خريج كلية الصيدلة وسألناه عن أنواع الادوية ومدى صلاحيتها وماهي مناشئها وكيفية استيرادها ..فأجاب اولاً يجب ان تصحح الأجراءات الخاصة بأستيراد وتوزيع الادوية ومن أهم هذه الأجراءات هو حصر استيراد الادوية بالمختصين أذ  أن كثير من أصحاب المكاتب والشركات لاعلاقة لهم بمهنة الصيدلة ولا بعالم الادوية.. كما يجب تفعيل دور المختصين في جهاز التقيس والسيطرة النوعية وبنظام فحص الادوية.. كذلك تفعيل دور المفتش العام في وزارة الصحة والذي من المفروض به ان يتابع كل شاردة وواردة تتعلق بالطب والصحة وخاصة الدواء الذي يدخل الى جسد المريض..ثم أين دور الاجهزة الامنية والرقابية التابعة لوزارة الصحة.. فانت ترى كثير من (البسطيات) تتوسد اغلب شوارع بغداد وتباع فيها انواع الادوية وباسعار زهيدة وهذه (البسطيات) تغري بعض الجهلة لشراء هذه الادوية من دون النظر الى اضرارها على المريض خاصة وان اغلبها منتهية الاصلاحية..بعدها التقينا بالصيدلانية( حنان عبد الغفار) وسأئلناها عن سبب ارتفاع أسعار الادوية..فقالت ان جميع المواد التي يحتاجها الناس في ارتفاع وليس الادوية فقط..تماشياً مع الوضع العام علماً أن للدواء خصوصية في هذا الغلاء.. فقيمة الايجارات غير متناسقة بين منطقة واخرى.. فضلاً عن الواقع الاجتماعي في بعض مناطق بغداد غير الشعبية.. بالاضافة الى قناعة صاحب الصيدلية فهو من يقرر ما يناسبه من ربح..وآخر صيدلي ألتقيناه هو ( سرمد عبد الحسن) الذي سالناه عن عدم وجود  أي صيدلية خافرة في بغداد..فاجابنا مبتسماً..كلكم تعرفون الوضع الامني الان وجميع شوارع بغداد تكون فارغة من الناس بعد التاسعة ليلاً.. كما اننا اصحاب عوائل ولسنا فدائيين.. فعن اي صيدليات خافرة تتحدث والمواطن يفتقد الامن.

ثم أخذنا عينة من المواطنين لاعلى التعيين .. وكان اول من حدثنا عن غلاء الادوية هو المواطن ( حيدر عبد الحسن) الذي بدأ حديثه متأثراً وهو يحدثنا ياأخي أننا نتأثر بشكل مباشر وخاصة من الجانب المادي فأغلب طبقات الشعب هم من أصحاب الدخل المحدود ونحن لانستطيع في وضعنا المادي هذا مجاراة بورصة الدواء التي تشبه بورصة الدولار غير ان بورصة الدولار أرحم لانها في بعض الاحيان ترتفع مرة وتهبط مرة اخرى..ثم اننا نمر الان بموسم الشتاء الذي تكثر فيه الفايروسات والأمراض خاصة الزكام .. فيكون التجاؤنا الى الصيدلية من غير المرور على الدكتور لاننا لانستطيع دفع اجرة الدكتور والوصفة معناً.

أما المواطن (هادي عبيد راهي) فقال وهو يشتري بعض الادوية انا أسكن جميع الصيدليات بحثاً عن اكثر من دواء وأختبرت الكثير منها فوجدت انها لاتختلف بالاسعار الا في بعض المناطق الشعبية ولدي مجموعة من الامراض المزمنة مثل الضغط والسكر وقد أصبت أخيراً بالكابة جراء ارتفاع اسعار الادوية خاصة في مناطق الحارثية وشارع السعدون والمنصور..بعدها التقينا المواطن( علي حسين علي) وهو رجل طاعن في السن قال اني متقاعد ولا أستطيع الذهاب الى المستشفيات الحكومية كما ان الصيدليات مغلقة صباحاً وحتى الساعة الثالثة او الرابعة عصراً.. ونحن معرضون في كل لحظة لاي طارىء صحي.. فماذا نفعل اذا كانت الصيدليات مغلقة صباحاً والمستشفيات بعيدة عنا ووضعنا الصحي لايساعد .. اليس من الاجدر بوزارة الصحة او نقابة الصيادلة ان تعين وتأمر بفتح بعض الصيدليات صباحاً ..قلنا له سننقل رايك بامانة..أخيراً نقول ان تفاوت الاراء والحجج والاعذار واسباب كثيرة لمسناها من خلال تحقيقنا هذا..نحتاج الى وقفة صارمة من قبل الحكومة ووزارة الصحة ونقابة الصيادلة والجهات الرقابية لكي تتضافر الجهود للحد من ارتفاع أسعار الادوية خاصة تلك الادوية التي تستوردها الشركات والمكاتب المجازة .. لكي لايبقى المواطن تحت طائلة ورحمة البعض من الجشعين في القطاع الطبي والصحي.

28-Nov-2013