Warning: Undefined array key "rcommentid" in /customers/6/5/f/pcm.me/httpd.www/wp-content/plugins/wp-recaptcha/recaptcha.php on line 348 Warning: Undefined array key "rchash" in /customers/6/5/f/pcm.me/httpd.www/wp-content/plugins/wp-recaptcha/recaptcha.php on line 349

نسبة الهدر في المستشفيات الحكومية

السعودية

مليار ريال تكلفة ظاهرة الهدر الدوائي، التي تنتج عن عدة أسباب من أهمها سوء التخزين في مستودعات وزارة الصحة، وقلة الوعي لدى المرضى بتكاليف الأدوية باهظة الثمن، وفي هذا التحقيق نسلط الضوء على الأسباب التي أدت إلى هذه الظاهرة، وكيفية القضاء عليها، فإلى البداية:

18% أدوية مهدرة
مساعد مدير عام الشؤون الصحية للتموين الطبي بمنطقة الحدود الشمالية الصيدلي مناور دخيل العنزي، أكد أن ميزانية العام 1427 – 1428هـ المخصصة للأدوية في المديرية العامة للشؤون الصحية بالمنطقة بلغت القيمة الإجمالية لها 12.718.339 ريال.
حيث خصص للأدوية والكيماويات والأمصال 9.323 مليون ريال، أما المختبرات واللوازم الطبية والملبوسات والكساوي ولوازم الأسنان فبلغ 3.395 مليون ريال.
أما الأدوية الأكثر استهلاكا في المنطقة فهي شراب الأموكسيل، شراب الهستوب، شراب الأكتفيت، شراب الفيفادول،كبسولات الأموكسيل، حبوب الفيفادول، تحاميل الفيفادول.
وقال: أظهرت الدراسات المستقلة أن نسبة الأدوية المهدرة بالمملكة تصل إلى حوالي 18% من مجموع الأدوية المصروفة من قبل المستشفيات الحكومية. وتصل إلى 9% من الأدوية المشتراة من الصيدليات الأهلية، وتتجاوز قيمتها المليار ريال سعودي، وتتلخص أسباب الهدر للأدوية في نقص المعلومة المقدمة للمريض من قبل الصيدلي، وصرف الأدوية غير المناسبة للتشخيص من قبل الأطباء، وتعدد التشخيص للمريض في عدة مستشفيات في نفس المنطقة في ظل عدم وجود ملف إلكتروني بينهما، إضافة إلى قلة وعي المرضى، وسوء تخزين الأدوية وتكدسها في المستودعات، وقلة الصيادلة المؤهلين فنيا لصرف البدائل الدوائية قبل انتهاء صلاحيتها، إضافة إلى استخدام نوع من الأدوية من قبل الأطباء وتهميش أنواع أخرى حتى في حالة عدم وجوده بحجة انه أقوى من الآخر مع أنه من نفس المجموعة الدوائية.
من أسباب الهدر
يوضح الأستاذ علي بن عوض الشمري (مدير المركز التخصصي لطب الأسنان برفحاء) عن أسباب الهدر الدوائي قائلاً: أسباب متعلقة بالجهة الصحية مثل توريد كميات كبيرة من الأدوية التي قاربت صلاحيتها على الانتهاء. وانعدام التهوية الجيدة ووسائل التبريد المناسبة في بعض أماكن التخزين.
وهناك أسباب متعلقة بالمريض مثل إساءة استخدامه للدواء، إضافة إلى أن بعض المرضى لا يتبع الإرشادات الخاصة باستخدام الدواء ولا يأخذ جرعات العلاج في مواعيدها مما قد يتسبب في تأخير شفاؤه ويؤدي إلى تكرار جرعة الدواء مرة أخرى.
والبعض الآخر من المرضى يعتقد أن الشفاء يكمن في تناول جرعات كبيرة من الدواء ولفترة طويلة مما يؤدي إلى الاستخدام الزائد للدواء دون ضرورة، وتمشياً مع الاعتقاد السائد أعلاه تجد أن بعض المرضى يضغط على الطبيب لإعطائه كمية اكبر من الدواء وللأسف نجد أن بعض الأطباء يرضخ لهذه الضغوط.
مناصحة دوائية
مدير مستشفى رفحاء المركزي الأستاذ عياد المعيلي تحدث عن أهمية المناصحة الدوائية للمرضى المتسببين في الهدر الدوائي وقال: مناصحة المرضى عن طريق شرح أهمية الدواء وأخذه في الوقت المحدد ولمدة محددة من قبل الطبيب وأن هذا دواء كلف الدولة أموالا طائلة.
يأتي بعد ذلك دور أساليب التخزين الجديدة في الحفاظ على الدواء من خلال الاهتمام بنظافة المستودع وخلوه من الحشرات والقوارض، والمحافظة على درجة حرارة المخزن بحيث لا تزيد على 25 درجة مئوية والمحافظة على الأدوية التي تحتاج لتبريد بالثلاجة والحفاظ على مستوى تهوية جيدة.
وعن أهمية التخزين الجيد أضاف الصيدلي مناور دخيل العنزي أن المفهوم السائد عن التخزين هو ركن المواد في المستودعات وتكديسها بعشوائية في ظروف تخزينية سيئة والرجوع لها عند الحاجة، وهذا المفهوم لا يتمشى مع التطور الحديث في الحياة المعاصرة من ناحية درجة الحرارة، والرطوبة ومواصفات المستودعات الفنية ووسائل الحفظ من سعة ترفيفية ومعالجة للأرضية والمحافظة عليها من التلف وممارسة كل وسائل التخزين الجيد للحفاظ على المادة الفعالة بهذه الأدوية حتى تكون صالحة للاستخدام البشري مما يساعد على الحد من الهدر، بإتلاف هذه الأدوية في حالة تعرضها للظروف التخزينية السيئة، وأكد أهمية التثقيف الدوائي من خلال صيادلة مؤهلين فنيا في المستشفيات وعدم الاقتصار على الصرف فقط.
ويرى الأستاذ علي بن الشمري أن الحلول للقضاء على ظاهرة الهدر الدوائي تتلخص في استخدام الأماكن العامة مثل المستشفيات والمراكز الصحية وكذلك المساجد في التوعية الصحية الدوائية للناس واستخدام أجهزة الإعلام المسموع والمقروءة في التوعية للتثقيف الصحي عن طريق اللوحات المضيئة في الأماكن العامة والمطويات والمنشورات والتنبيه على مخاطر الاستخدام الخاطئ للدواء مع إيضاح الآثار السلبية المترتبة على ذلك. وبذل الأطباء والصيادلة جهدا أكبر في التثقيف الدوائي للمرضى وعن كيفية حفظ الأدوية في المنزل.
ويرى الأستاذ عياد المعيلي أنه يجب للقضاء على هذه الظاهرة بتوعية المرضى بأهمية الدواء واستخدامه بالطريقة الصحيحة. والتشديد على الصيادلة بضرورة عدم صرف الأدوية إلا بوصفه طبية وعدم زيادة كمية الأدوية عن ما هو مصروف من قبل الطبيب. وتوعية الأطباء بعدم وصف دواء لا يحتاج إليه المريض، إضافة إلى تفعيل دور لجنة السياسات الدوائية بالمستشفيات والمراكز الصحية وعمل محاضرات من قبل الصيادلة للمواطنين وذلك لتوعيتهم عن مخاطر الاستعمال غير الملتزم للأدوية من قبل المراكز الصحية.

29-Jan-2014