كارثة تهدد حياة المرضى.. “أجزاخانات” المنيا خالية من الصيادلة والمساعدون تحولوا إلى أطباء يشخصون ويعالجون

الصيدليات تحولت إلى عيادات، ومساعدو الصيادلة تحولوا إلى أطباء، فبدأوا يشخصون ويعالجون المرضى، برغم أنهم غير متخصصين، الأمرالذى ينذر بحوادث وكوارث خطيرة فى ظل إصرار الأجهزة الرقابية على عدم شن حملات مفاجئة على الصيدليات.

قال محمد على موظف: الصيدليات بالمنيا أصبحت شبه خالية من الصيادلة فى ظل ضعف الرقابة، وهو الأمر الذى استغله مساعدوالصيادلة، الذين لا تتعدى مؤهلاتهم الإعدادية أوالمؤهل المتوسط على أقصى تقدير، حيث أطلقوا على أنفسهم أطباء وأوهموا المواطنين بذلك، وقاموا بتشخيص الأمراض وصرف الأدوية.

وأضاف على، أن الصيادلة فى بداية تشغيل أى من العاملين يقوم بتعليمه رصة الأدوية وقياس الضغط والسكر، وعقب ذلك يترك الصيدلية ليديرها فى غيابه، مستغلين غياب الرقابة.

استنكر على قيام الصيادلة بترك الأجزاخانات لأشخاص غير مؤهلين تعلموا العمل فى بضع ساعات، برغم أن الدراسة بكلية الصيدلة لا تقل عن خمس سنوات، مشيرًا إلى أن قياسهم للسكر والضغط غير دقيق، ويعرض حياة المرضى للخطر.

ولم يكتف العاملون بالصيدليات بتشخيص الأمراض وصرف الروشتات، بل قاموا بصرف بدائل الأدوية فى حالة عدم توافر الأدوية التى قررها الطبيب دون أن يخبروا المريض بذلك لضمان صرف الروشتة كاملة.

هذا ما قرره محمد شمس موظف بشركة، واصفاً العاملين بالصيدليات بالجهلاء، لأنهم لا يعلمون تركيبات الأدوية ولا المواد الفعالة بها، حتى يصرفوا أدوية بديلة قد تضر بحياة المرضى.

وأوضح عونى محمد صاحب محل، أن مساعدى الصيادلة يقومون بصرف أدوية المخدرات لغير مستحقيها من السائقين وأصحاب الحرف، بحثاً عن الربح الوفير، دون النظر إلى ما سيترتب عليه من زيادة معدل ارتكاب الجرائم والحوادث، وخاصة جرائم الاغتصاب تحت تأثير المخدر، مرجحاً أن ذلك يتم تحت سمع وبصر أصحاب الصيدليات والصيادلة، مستغلين الغياب التام للأجهزة الرقابية، وعدم تنظيمها لحملات تفتيش ورقابة.

قاطعه أشرف الجندى بائع، مطالباً بمنع مساعدى الصيادلة من الانفراد بالصيدليات لأنهم غير مؤهلين، وشن حملات مستمرة وتحرير محاضر للصيدليات المخالفة، بل وسحب تراخيص هذه الصيدليات فى حالة تكرار المخالفة، وشطب أسماء أصحاب الصيدليات من نقابة الصيادلة، إذا استمروا فى ارتكاب المخالفات، لأن أصحاب الصيدليات يتعمدون تشغيل هذه الفئة لضعف أجرها بالمقارنة بالصيدلى، دون أن يكترثوا بما سيترتب على ذلك من أخطار تهدد حياة المرضى، خاصة الفقراء الذين لا يملكون الذهاب لطبيب لارتفاع أجر الكشف ، ويعتمدون على تشخيص وأدوية العاملين بالصيدليات.

أشار سيد محمد صاحب محل عصير، إلى أن العديد من المناطق بالمحافظة تشهد غلق الصيدليات قبل قدوم أى حملات تفتيش، وهو ما يؤكد تسريب خبر قدوم الحملة من قبل المحيطين بالمفتشين، أووجود اتفاق مسبق بين أصحاب الصيدليات والقائمين على التفتيش .

وطالبت أمنية أحمد طالبة دراسات عليا، بشن حملات تفتيش مستمرة على الصيدليات، والتأكد من وجود الطبيب برفقة هولاء العاملين، والحفاظ على سرية مواعيد هذه الحملات حتى لا تغلق الصيدليات أبوابها بمجرد علمها بمواعيد مجىء الحملة.

قال الدكتور عماد وصفى طبيب، إنه كان من المنتظر عقب وفاة طفل بولاق الدكرور، وتشويه وجه طفلة بشتيل نتيجة أخطاء مساعدى الصيادلة، أن تشن الأجهزة الرقابية سيلا من الحملات المفاجئة على الصيدليات.

وحذر وصفى من استمرار تجاهل الجهات الرقابية لما يحدث فى الصيدليات ، مما ينذر بكوارث خطيرة، سيدفع ثمنها المواطنون البسطاء الذى لا يملكون ثمن كشف الطبيب.

قال الدكتور محمد سرحان نقيب الأطباء فى المنيا، إن مهمة مساعد الصيدلى لا تتعدى توصيل الدواء للصيدلى، ليقوم الصيدلى بدوره فى التعامل مع الجمهور ، وما يحدث غير ذلك هو مخالف للقانون، ويحدث فى الصيدليات القديمة التى حصلت على ترخيصها قبل عام 2011.

ولفت سرحان إلى أن مجلس النقابة العامة ومجلس النقابة الفرعية الجديدان الذين الذى بدأ عملهما منذ مارس 2015 اشترطا حصول المتقدم على “شهادة عدم ممانعة لفتح الصيدلية” للحصول على الترخيص ، مشيراً إلى أن لجنة متابعة الدخلاء على المهنة الموجودة بكل مركز هى المنوطة بعمل التحريات اللازمة والتأكد من أن المالك الفعلى للصيدلية هو صيدلى.

وأكد سرحان على نزاهة أعضاء اللجنة، لكونهم صيادلة قدامى، وليس لهم أى مصلحة فى ذلك ، مشيراً إلى أن التفتيش على الصيدليات يتم من خلال إدارة الصيادلة بمديرية الصحة الذى يقوم بشن حملات على الصيدليات باستمرار.

ودعا نقيب الصيادلة بالمنيا المواطنين الذين لديهم شكوى من الصيدليات أو سجلوا مخالفات عليها، التوجه لمقر النقابة بميدان المحطة، أوالتوجه لإدارة الصيادلة بمديرية الشئون الصحية للتحقيق فيها.

المصدر:بوابة الأهرام

20 – November – 2015