Warning: Undefined array key "rcommentid" in /customers/6/5/f/pcm.me/httpd.www/wp-content/plugins/wp-recaptcha/recaptcha.php on line 348 Warning: Undefined array key "rchash" in /customers/6/5/f/pcm.me/httpd.www/wp-content/plugins/wp-recaptcha/recaptcha.php on line 349

فوضى فى سوق الدواء: العقاقير الصينية والأدوية المهربة تنتشر فى السوق السوداء

انتشرت ظاهرة الاتجار بالأدوية المهربة والتى لا تحمل أى علامات تجارية أو تصريح استيراد ومسعرة بالدولار والدينار والريال، وذلك بالإضافة إلى تداول كميات من الدواء الصينى رخيص الثمن فى معظم الصيدليات التى اتخذت من الدواء تجارة رابحة دون الاهتمام بحياة المرضى وتوفير العلاج بأى ثمن، حيث أصبح «دعم الدواء» و«الفاعلية» وتوفيره للمواطن البسيط «مصطلحات وهمية»، فالمرضى دخلوا نفقًا مظلمًا بسوق الدواء بسبب الألم والحاجة للعلاج ووقعوا فريسة لبزنس الأدوية مجهولة المصدر والمباعة بالسوق السوداء على الرغم من احتمالية تعرضهم للخطر لمجهولية الدواء.
نضع هذه الحقائق كاملة أمام وزارة الصحة لتضع مخططًا لتوفير الدواء كسلعة استراتيجية مهمة لإنقاذ حياة المرضى، وليس سلعة ترفيهية.
أكد الدكتور أحمد يحيى «صيدلى»، على وجود عجزها بالكثير من أنواع الأدوية والمسكنات، وخاصة أدوية القلب والسكر والضغط والحمى والروماتيزم وهو ما يدفع الصيادلة للتفكير بحلول بديلة لتوفير الدواء للمريض الذى يتوسل من شدة الألم، مضيفًا أن غالبية الأدوية المهربة من الخارج فاعليتها قوية وليس لها بديل مناسب بمصر، وقال إن أشهر هذه الأنواع هو عقار «بانادول كودفلو» لنزلات البرد، وخافض للحرارة، و«إيفلس» و«سيتوتيك» لتنظيف الرحم، و«نافوكسيد» للحمل، وبعض أنواع «الأنسولين»، و«البنسلين»، و«البروماتين»، و«البريماكور» لمرضى القلب لتوسيع الشرايين، وبعض أنواع الصبغات التى تدخل بأشعة القلب، وبعض قطرات العيون المسكنة والمساعدة على التئام الجروح بعد العمليات و«كرهتيارين» حقن للجلطات و«هيبارين» و«أوتروفين 500» الخاص بالجهاز التنفسى و«أوتروفين 250» وإنماكس وبيسكوبان أمبول ولبن الأطفال بيوميل أو «أوراب فورت» للصحة النفسية و«السينزام»، و«سينتر سلفر» و«أوميجا 3».
واتفق معه بالرأى الدكتور أحمد السواح أخصائى القلب قائلاً: إنه أمام الموت والهم والمرض تهون كل الأشياء، ويصبح كل شيء مباحًا لإنقاذ أرواح المرضى من الموت فهذه الكلمات أصبحت شعار الصيادلة والأطباء بمصر منذ قيام الثورة حتى الآن، والصيادلة وجدوا أنفسهم يتعايشون لا إراديًا مع «مهزلة» بسوق الدواء لإنقاذ المرضى من الموت، وحاولوا التعايش مع الأدوية بكل ما تحويه من مهازل سواء من خلال تهريبها وإدخالها للبلد أو إعادة بيعها.
مضيفًا أنه عانى كمواطن وطبيب لفترة كبيرة من اختفاء أنواع من أدوية القلب ولم تتدخل الصحة لتوفيرها كالصبغات التى تدخل بالقسطرة القلبية والبروتامين.
وأوضح الدكتور وليد محمد السيد أستاذ جراحة القلب أن هذه الأدوية غير المسعرة بالجنيه المصرى تأتى الصيدليات عن طريق تاجر الشنطة الذى يأتى ويعرض بضاعته للصيدلى ويختار هو ما يجده مربحًا وعليه الطلب، مضيفًا أن العامل الأول فى رواج هذه الأدوية هو مافيا توزيع الدواء وشركات الأدوية والاحتكارات، وعدم تدخل الوزارة لحل الأزمة وتوفير الدواء بكميات كافية، مؤكدًا أن أغلب الأطباء خاصة بالجراحة يلجئون إلى تهريب بعض العبوات من الأدوية عن طريق معارفهم من الخارج لإنقاذ المرضى كدواء البريماكور اللازم لتوسيع الشرايين، وكذلك أدوية السيولة الجديدة، وقال إن مستوى الدواء بمصر مقارنة بالدول الأوروبية متأخر جد، ولا بد من محاولة تحديث الأدوية وإدخال أنواع جديدة وبدائل حتى لا يلجأ الأطباء إليه، والمرضى إلى تهريبه وإدخاله بطرق غير مشروعة.
وأكد محمد فاروق صيدلى، أن وزارة الصحة هى التى دفعت الصيادلة للتهريب وإدخال أدوية خارجية بسبب صعوبة التراخيص، وقال إن الغالبية العظمى من صيدليات مصر تتعامل مع شركات استيراد وتصدير للحصول على الأدوية، ويضيف أن السبب الرئيسى فى اختفاء بعض أنواع الأدوية يرجع إلى عزوف الشركات عن إنتاجها بسبب أن تكاليفها تتخطى مكسبها وطالب بوجود دعم ثابت للشركات وللدواء حتى يصل للمستهلك بأمان وأسعار مناسبة.
– الصينى ينتشر:
وأوضح فاروق أن المواطن المصرى يعامل كأنه درجة ثالثة بالأدوية وأشار إلى قصة تركيب الأدوية واستبدالها بالمحلول الملحى قائلاً: إن الصيادلة عجزوا فى التصدى لنقص الدواء بالسوق وهو ما دفعهم لتركيبه، كما حدث بالعهود القديمة فالأتروفين استبدل بالمحلول الملحى وبالأعشاب وغيره، واستاء مما يحدث من اضطرابات بقطاع الأدوية تضر بصحة المرضى البسطاء، خاصة مع وجود طفرة من العقاقير الطبية صينية المنشأ والتى لا يعرف أى مرض تعالج أو طريقة الاستخدام أو سعرًا ثابتًا، وقال إن الأدوية الصينية وجدت رواجًا بالمناطق الشعبية أكثر من الأماكن الأخرى وإن أغلبها يتمثل فى العقاقير المخدرة والمنوم والمسكنات القوية والمنشطات الجنسية.
– السوق السوداء:
لم تتوقف المأساة التى يعانيها المواطن المصرى الباحث عن العلاج على أضراره لشراء العقاقير مجهولة المصدر وعدم تأكيده فاعليتها وأسعارها، بل زاد على ذلك أضراره وبيعه بالسوق السوداء بأسعار إضافية وزيادة على المواطنين.

13-Nov-13