يلجأ العديد من المواطنين في قطاع غزة للذهاب الى صيدلية مجاورة لشراء أدوية لأمراض مختلفة، دون استشارة طبيب معالج، و ذلك هرباً من دفع كشفية للطبيب عند زيارة العيادات الطبية، و التي تتخطى سقف ظروفهم المعيشية و تصل في بعض الاحيان الى 50 أو 100 شيكل، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها المواطنين في القطاع المحاصر.
و تستغل بعض الصيدليات هذا الأمر لغاية تجارية لديها، حيث تستسهل عملية بيع الأدوية و العلاجات، و خصوصاً عندما تكون هناك ثقة من جهة المريض في صاحب الصيدلية، دون رقابة.
من ناحيتها قالت المواطنة حنين عياد لمراسلة “وكالة فلسطين اليوم الاخبارية”: ” ألجأ للصيدلي أملا في تشخيص الداء وصرف الدواء المناسب كما يراه بسبب الحالة الاقتصادية فدخل زوجي الذي يعمل مدرساً في حكومة غزة السابقة، و راتبه الذي يتقاضاه بشكل متقطع لا يتحمل تكلفة الذهاب إلى طبيب، بل أختصر في كثير من الأحيان قائمة الدواء التي يصرفها الصيدلي بغرض التوفير”.
و بدوره قال رائد حسن، 38 عاماً، عاطل عن العمل، و مصاب بمرض الربو المزمن، انه يحتاج شهرياً الى علاجات بتكلفة تزيد عن 200 شيكل، و عندما تشتد حالته المرضية يتجنب الذهاب الى الطبيب، تجنباً لدفع الكشفية، و يذهب الى الصيدلية المجاورة، فتصف له بعض الأدوية من المضادات الحيوية و المسكنات، عن طريق الدين.
و أشار الى أن الكشفية المرتفعة للطبيب المتخصص في الصدرية و تجتاز احياناً حاجز الــ 50 شيكل تجعله يتوجه للصيدلية و يختصر تكاليف العلاج، و أخذ بعض الأدوية التي يداوم على اخذها دائماً.
من ناحيتها أوضحت أم رؤى، 32 عاماً إنها تذهب الى الصيدلية و شراء أدوية من مسكنات و مضادات حيوية عندما يصاب أطفالها بالأنفلونزا أو التهابات اللوز، و ما الى ذلك من الأمراض التي تصيب الأطفال، دون استشارة الطبيب، لافتة الى أن الوضع الاقتصادي التي تعيشه عائلتها المكونة من 5 أفراد صعب للغاية، لأن زوجها من موظفي 2005، و ما يتقاضاه من راتب لا يكفي لإيجار المنزل و تغطية نفقات الأسرة.
و عند سؤالها لماذا لا تتوجه لعيادات الحكومة أو الوكالة، التي تعالج المرضى مجاناً قالت: “إنها تمتنع عن الذهاب الى المستشفيات الحكومية و الأهلية بسبب الازدحامات فيها و ساعات الانتظار الطويلة التي يقضيها المرضى في انتظار دوره للعلاج، و في أغلب الأحيان يطلب منا شراء العلاج من الخارج بدعوى أنه غير متوفر”.
من ناحيتها قالت الصيدلانية، رانيا حجاج بأن هناك العديد من المرضى يأتون لشراء علاجات دون وصفة طبية، و لكن الصيدلي لا يمكنه اعطاء أي أدوية لكل الحالات، سوى في حالات معينة مثل الانفلونزا أو الالتهابات الخفيفة التي يمكن أن تتحسن بالمسكنات و بعض المضادات الحيوية.
و نفت حجاج في حديث لـــ “وكالة فلسطين اليوم الاخبارية” أن يكون هناك صيادلة يمكنهم استغلال مرضى من أجل تجارة أو ربح، لافتة الى أن الصيدلي لا يتعامل مع حالات مزمنة أو خطيرة حتى لا يضع نفسه تحت المسائلة، مشيرة الى أن امراض الضغط و السكري و القلب و العيون، و بعض الأمراض الجلدية و عدد آخر من الحالات تتطلب وصفة طبية من قبل طبيب معالج، و لا يتم اعطاؤها علاجات بشكل عشوائي.
و أوضحت بأنه إن كانت هناك حالات نادرة من الصيدليات تقوم بصرف علاجات للمرضى من دون وصفات طبية، فإن هذا يعود الى غياب الرقابة من قبل وزارة الصحة على هذه الصيدليات و متابعة هذه القضية و معاقبة المخالفين.
و بينت أنه يجب أن يكون هناك توعية مجتمعية بخطورة تعاطي أدوية من دون الرجوع الى طبيب مختص، لانها قد تتسبب في مضاعفات غير مرغوبة، أو قد تكون الحالة تتطلب علاجات أخرى، لعدم معرفة الصيدلي الكاملة بحالته.