شركات ألمانية تسرق أدوية «إيدز» مخصصة لأفريقيا وتتاجر بها

بعد فضيحة أدوية علاج السرطان المغشوشة في العام الماضي، وفضيحة القهوة المحتوية على عقاقير محظورة قبل أيام، تلاحق النيابة الألمانية العامة حاليا شركات سرقت أدوية خاصة بعلاج مرض الإيدز كانت مهداة من السلطات الصحية الألمانية إلى جمهورية جنوب أفريقيا.

«إذاعة الشمال» (إن دي آر) الرسمية في ألمانيا، أفادت بأن المستحضرات الخاصة بعلاج الإيدز جرى تهريبها مجددا، وبطرق ملتوية، لكي تباع في السوق الألمانية. ويفترض، حسب الإذاعة، أن تكون عدة شركات لتوزيع الأدوية، بينها شركة – لم تذكر اسمها – من مدينة زول، حققت أرباحا طائلة من خلال المتاجرة بأدوية مخصصة للبلدان الفقيرة.

المحققون يعتقدون أن الشركات نجحت في بيع الأدوية «بصورة شرعية» في ألمانيا، وأنها حققت أرباحا تقدر بنحو 6 ملايين يورو من مبيعاتها. وكانت هذه المستحضرات قد شحنت داخل طرود خاصة، عددها 10 آلاف طرد، قبل بضعة أشهر من أحد الموانئ الألمانية الشمالية. وقالت إلكه شتانيهاوزن، الصحافية في «إذاعة الشمال»، إن الشركات المعنية التي هربت المستحضرات إلى ألمانيا غيرت شكل العلب الخارجية فقط. واكتشف الأمر مصادفة عندما وجد أحد المرضى أن علبة الدواء التي اشتراها فارغة، فعاد بها إلى الصيدلية. وأدت تحقيقات صاحب الصيدلية إلى كشف الموضوع برمته والاتصال بالشرطة.

من جانبه، قال ديتر فيشت، من منظمة العون الألمانية ضد الإيدز، إن «سرقة الأدوية المخصصة لمعالجة نوع المرض السائد في جنوب أفريقيا، ومن ثم تهريبها إلى ألمانيا، يعني تعريض المرضى في البلدين إلى الخطر، وربما يؤدي الأمر إلى موت كثيرين». إلا أن الشيء المطمئن الوحيد، حسب رأي شتاينهاوزن، هو أن الغش لم يطل محتويات العلب، فالفحوص على نماذج منها يثبت أنها مخصصة لمعالجة الإيدز، هذا على الرغم من الشك في صلاحيتها لعلاج مرضى الإيدز في ألمانيا.

واليوم، تحقق النيابة العامة مع الشركات المتورطة بتهم الاحتيال وسرقة ممتلكات الدولة والتهريب وتعريض الناس للضرر الجسدي.