Warning: Undefined array key "rcommentid" in /customers/6/5/f/pcm.me/httpd.www/wp-content/plugins/wp-recaptcha/recaptcha.php on line 348 Warning: Undefined array key "rchash" in /customers/6/5/f/pcm.me/httpd.www/wp-content/plugins/wp-recaptcha/recaptcha.php on line 349

سوريا – الحرب تدفع السوريين لتعاطي المواد المخدرة وعلاجات الأمراض النفسية بشراهة

انتشر تعاطي المواد المخدرة في مناطق مختلفة من سوريا بشكل كبير في الآونة الأخيرة، حيث بات كثير من الشبان يعمد إلى تعاطي الأدوية المخدرة وإلى تدخين نبتة القنب الهندي المعروفة شعبيًا باسم “الحشيش”.

وتصل الأدوية المخدرة إلى مختلف المناطق وخاصة في ريف إدلب بأسعار زهيدة جدًا ليقوم تجارها بتغليفها ومن ثم يبيعها بأكثر من عشرة أضعاف ثمنها الأصلي، الأمر الذي يزيد في انحراف المتعاطي ويدفعه إلى محاولة الحصول على المال بطرق غير مشروعة كالسرقة أو الاحتيال لشراء المواد المخدرة التي يتعاطاها.

وتشمل المواد المخدرة التي يتعاطاها المدمنون  أيضاً “الحشيش” الذي انتشر تعاطيه مع انتشار زراعته بشكل واسع في مناطق الشمال السوري.

وبدأت زراعة القنب الهندي، الذي يصنع منه الحشيش، تنتشر بحريّة، بعد أن وجدت أرضًا خصبة لها، وأيادي استغلت الفراغ الأمني فبدأت بممارسة هذه الزراعة بحثا عن الثروة، وأياد أخرى وجدت في هذه الزراعة طريقا لتمويل حروبها.

ولا توجد إحصاءات دقيقة عن المساحات التي باتت مزروعة بالقنّب، إلا أن أهالي من ريف إدلب الشمالي يؤكدون أن زراعة هذه النبتة بدأت تزدهر وتنمو بشكل مطرد.

وأوضح “محمد” الذي يعيش في إحدى قرى إدلب: “على الرغم من معرفة الجميع أن القنب الهندي بدأ يُزرع وينتشر، إلا أن أحداً لا يجرؤ على الحديث عن الأمر خشية ملاحقته من ممولي هذه الزراعة”.

وأضاف: “لا يفصح من يزرع القنب عن الجهة أو المجموعة التي تدعمهم، أو تقوم بتشغيلهم في زراعته، إلا أن تنامي هذه الزراعة يدلّ على أن الجماعة التي تدعمهم تتمتع بسلطة في هذه المنطقة”، مشيرًا إلى أن “الأراضي في المناطق الحدودية مع تركيا تبدو مناسبة لزراعة هذه النبتة، إضافة إلى وجود شريط حدودي طويل، يساعد على تهريب المنتجات إلى خارج سورية عبر تركيا، عدا عن توزيعها في الداخل السوري”.

وكشف ساري، شارحًا سبب تعاطيه الحشيش: “كل الناس عم تحشش، بعد كل هذا الدمار والقتل، لا يمكن أن تحتمل مشاعر الإنسان الطبيعية هذا الواقع الأليم بلا حشيش”.

وفي ما مضى، كان تأمين مادة الحشيش أمرًا غاية في الصعوبة، أما اليوم فقد باتت هذه المادة متاحة للجميع، وأصبح الحصول عليها لا يتطلب عناءً كبيراً، والمروجون لها منتشرون في كل مكان.

بدوره يشير جمال كردي، أحد سكان منطقة عفرين في ريف حلب إلى أن ظاهرة زراعة الحشيش انتشرت في منطقة عفرين الخاضعة لسيطرة قوات “حماية الشعب” الكردية شمال غرب حلب، موضحاً أن “الوحدات الكردية تحاول منع انتشار هذه الزراعة وتفرض عقوبات من يقدم على زراعة القنب الهندي”.

ويوضح جمال: “انتشرت زراعة وإنتاج الحشيش في منطقة عفرين والنواحي التابعة لها، حيث تمّت زراعتها بكثافة وبشكل سري، قبل أن تقوم الوحدات الكردية التي تبسط سيطرتها على المنطقة بشن حملة للقضاء على هذه الزراعة، والتي انتهت بمصادرة وإتلاف نحو 200 طن من نبتة القنب الهندي، ومصادرة نحو 35 ألف حبة مخدرة”.

وبات تعاطي “الحشيش” منتشرًا على نطاق واسع، ليس فقط في الشمال السوري بل في دمشق وحلب مرورًا بحمص، ولم يعد تعاطي “الحشيش” مستهجنًا كما في السابق ولم يعد “الحشيش” كمخدر صعب المنال كما كان معروف الناس باتوا أكثر تساهلًا مع الموضوع،  بسبب حالة التوتر الدائم التي أصابت أفراد المجتمع السوري جراء الأحداث الدائرة في البلاد، وأيضاً أعلم كشاب أن كل ممنوع مرغوب، خاصة إن كان هذا الممنوع متوفراً بسعر معقول”.

ويبدو أن انخفاض أسعار المواد المخدرة نسبيا ساهم باتساع انتشار تعاطيها فمقدار من الحشيش الجيد النوع من زنة تسمى في أوساط المتعاطين “نص ربع”، أي 125 غرام، يكلف نحو 50 دولارا في ريف إدلب، وسعره أرخص من ذلك في بعض مناطق ريف حلب، مما يزيد الإقبال عليه ويجعله مخدرًا بديلا أفضل من المخدرات الكيميائية الشعبية التي كانت رائجة في سورية كحبوب “كبتاغون” وشراب “سيمو”.

ويعاني معظم الصيادلة والأطباء من تردد المتعاطين والمدمنين عليهم بغية الحصول على هذه الأدوية أو الحصول على وصفة طبية لصرف الدواء لهم كون هذه الأدوية ممنوعة من الصرف دون وصفات طبية نظامية ومصدقة صادرة عن طبيب بشري أو طبيب أسنان.

ويشير صيادلة يعملون في ريف إدلب إلى أن نسبة 80% تقريبا من الوصفات لا يتم صرفها من قبل الصيدليات بسبب صرفها سابقا، أو بسبب شكليتها الواضحة التي يستطيع الصيدلي كشفها، فلا يعقل أن تتم كتابة صنف واحد من هذه الأدوية ضمن وصفة طبية لوحده، أو أن تكون الأدوية الموصوفة متعارضة طبيا ولا يمكن استخدامها مع بعضها لنفس المريض.

وينتشر تعاطي الأدوية النفسية والمخدرة والإدمان عليها في مناطق الشمال السوري، أكثر من المواد المخدرة المعروفة كالكوكائين والهيروئين، بسبب سهولة الحصول عليها غالبا وسهولة تعاطيها عبر الفم أو الحقن الوريدي والأهم من ذلك هو سعرها مقارنة بالأنواع المخدرة الأخرى فالمتعاطي يصل لمرحلة الشبق والنشوة بسهولة ويسر وبسعر زهيد”.

03 – December – 2015