Warning: Undefined array key "rcommentid" in /customers/6/5/f/pcm.me/httpd.www/wp-content/plugins/wp-recaptcha/recaptcha.php on line 348 Warning: Undefined array key "rchash" in /customers/6/5/f/pcm.me/httpd.www/wp-content/plugins/wp-recaptcha/recaptcha.php on line 349
التداوي بالأعشاب أو مايسمى بطب العطارين ظاهرة تنتشر بشكل متفاوت ونسبي في الأوساط الاجتماعية وترتبط بالثقافة الطبية السائدة
في المجتمع حيث تنحسر في المجتمعات الأكثر تعليماً والتي تتوافر فيها بنية متطورة للخدمات الصحية بينما يزداد رواجاً عند غياب البديل الطبي.
وتعتمد هذه الطريقة على توفر النباتات الطبية التي يحمل العديد منها مواد فعالة وطبيعية وتنمو تلقائياً أو محصولياً أو شجيرياً.
وأشار خبير الأعشاب سليم الحميدي من محافظة السويداء إلى انتشار آلاف الأصناف من النباتات الطبية في المحافظة منها أكثر من 100
نوع متداولة ومعروفة لافتاً إلى أن جو المحافظة النقي انعكس إيجاباً على هذه النباتات مما جعلها في الطليعة من حيث الجودة والنظافة.
وأوضح الحميدي أن النباتات الطبية تصنف إلى ثلاثة أقسام أولها الآمنة التي شاع استعمالها في بلادنا منذ قرون ولا تحتوي على السُميّة
وينصح باستعمالها لمعالجة المشاكل الصحية العارضة مثل اليانسون للمشاكل الهضمية والميرمية للمغص وثانيها الأعشاب غير الشائعة في
بلادنا ويستخدمها العطارون حسب خبراتهم مثل راوند وإن كانت مرخصة يكون استعمالها مأموناً أما القسم الثالث فهي الأعشاب التي
تحتوي سمية وتخضع لقوانين الأدوية الكيميائية ولا يجوز للمريض استعمالها بأي صورة من الصور إلا بشكلها الصيدلاني المرخص له بعد وصفها من قبل الطبيب.
من جهته لفت خبير الأعشاب صالح أبو حسون إلى غنى محافظة السويداء بالنباتات الطبية خاصة منطقة اللجاة التي تحوي على أنواع
هامة كالحندقوق والزعتر البري والكزبرة البرية والقريص والكراث والخزامي والزوفا والأقحوان وعنب الحية.
بدورها وقالت المهندسة هدى زهر الدين رئيس دائرة المرأة الريفية بالسويداء التي تقيم ندوات حول تقطير النباتات الطبية إن عملية التقطير
من أهم طرق استخلاص المواد الفعالة والزيوت وتتلخص في تحويل السوائل التي في الأزهار أو الثمار أو الأوراق أو الأجزاء الطرفية الغضة أو
الأجزاء الناضجة لبعض النباتات إلى أبخرة ثم تكثيفها إلى حالتها السائلة بالتبريد ثم فصل السوائل عن مخاليطها أو محاليلها المتنوعة
مبينة ًأن أهم النباتات التي يمكن تقطيرها هي النعنع البري والبستاني والزعتر الأخضر و البابونج والمليسة و الريحان والحبق والورد الجوري.
وأوضحت زهر الدين أن للنباتات الطبية طرق تجفيف وحفظ متعددة فبعد الحصول على الأجزاء النباتية المنتخبة للعلاج الطبي لا بد من اتباع
طريقة علمية لخزنها بحيث تحتفظ بفاعليتها العلاجية بشكل كامل أو شبه كامل فالأوراق تفرد على أرض نظيفة أو مناشر من الكرتون في
أماكن واسعة وظليلة وقليلة الرطوبة وحسنة التهوية فترة من الزمن كافية لجفافها ثم تجمع وتحفظ في مكان جاف وأفضل وسيلة لحفظها
هي وضعها في أكياس مصنوعة من القماش القطني أو في علب كرتون ويكتب عليها تاريخ الحفظ .
وتجفف الأزهار بعد جمعها في الظل للمحافظة قدر الإمكان على الصبغات الموجودة فيها حيث تتحول ألوانها إلى قاتمة إذا جففت في
الشمس والهواء وبعد جفافها بشكل جيد تجمع وتوضع في علب كرتونية بينما تجفف الجذور في الشمس مباشرة وتحفظ كسابقتها إما
بأكياس قماشية قطنية أو بعلب كرتونية حسب كميتها.
وأشار الدكتور عمر محمود اختصاصي الأمراض الهضمية إلى أن كثيراً من مرضى جهاز الهضم توجهوا إلى العلاجات العشبية المتوفرة لدى
مراكز طب الأعشاب رغبة منهم في الحصول على العلاج السريع على الرغم من نجاعة الأدوية الطبية المستخدمة في هذا المجال مضيفاً
أن أحد المرضى البالغ من العمر 34 عاماً أجري له تنظير هضمي علوي تبين من خلاله إصابته بالتهاب شديد في المعدة مع قرحة حافرة
مزمنة بقطر واحد سنتمتر وقد أعطي العلاج العشبي المناسب من قبل أحد المختصين بطب الأعشاب لمدة 20 يوماً و تبين من خلال
التشخيص زوال الأعراض القرحية التي كان يشكو منها.
من جانبه أوضح خبير الأعشاب سميح الجهماني أن طب الأعشاب مهنة توارثها الأبناء عن الآباء والأجداد مشيراً إلى أن صناعة الخلطات
العشبية الطبية لبعض الأمراض يعتبر من أسرار المهنة التي يحتفظ بها قليلون وأن الأعشاب والزيوت والنباتات الطبية التي تستعمل في
التداوي هي وصفات مجربة لسنوات طويلة وأسهمت في شفاء العديد من الحالات المرضية.
من جهته قال سعيد اكراد من محافظة درعا البالغ من العمر 60 عاماً أنه عانى لسنوات طويلة من حصر البول واستعمل الكثير من الأدوية
التي وصفها الأطباء دون جدوى موضحاً أن مستحضر مكون من حبة البركة والعسل أدى إلى اختفاء العلة وأغنى عن استعمال العقاقير الطبية.
وبين موسى رحيل البالغ من العمر 55 سنة أنه عان لسنوات من إصابته بالقرحة الاثني عشرية حسب نتائج التنظير الطبي واستعمل
الأعشاب الطبية لمدة 15 يوماً ووضعه حالياً جيد والأعراض تراجعت بشكل ملحوظ.
وأوضح الشاب شريف محمد حسين البالغ من العمر 34 عاماً أنه اشتكى من أعراض التهاب بأسفل المري و تمت معالجته بخلطة طبية
عشبية بعيدة عن الأدوية الكيماوية لتتراجع لديه الأعراض خلال 25 يوماً.
وقالت الدكتورة رجوى جبيلي معاون وزير الصحة أن الأعشاب الطبية الموجودة لدى العطارين على شكل نبات كامل لا يحمل أي إدعاء طبي
هي خارج اختصاص وزارة الصحة ويتحمل مسؤوليتها البائع والمستهلك ومن الصعب ضبطها بشكل كامل فهي مرتبطة بالموروث الشعبي ومتعارف عليها منذ زمن بعيد.
وبينت جبيلي أن مهمة الوزارة تشمل نوعين من النباتات الطبية يأخذ الأول شكل عشبة كاملة معبأة بظروف أو كبسول حيث تطلب الوزارة
تسجيله للتأكد من أمانه ومرجعيته العلمية ومصداقية الإدعاء الطبي المرافق له مع التأكيد على عدم خلط أعشاب طبية متنوعة مع بعضها
كي لا ينتج تعارضاً أو تداخلاً فيما بينها مضيفة أن النوع الثاني هو خلاصات عشبية سائلة أو جافة تسمى بالدواء النباتي وبالتالي يخضع
بشكل كامل للمعايير ويصنع بمعامل الأدوية المرخصة بحسب شروط التصنيع الجيد.
وأوضحت جبيلي أن الوزارة و خلال جولاتها الرقابية في المحافظات تضبط الأعشاب الطبية غير المسجلة في وزارة الصحة وتقوم بسحبها
وإتلافها أو تقدم على إعطاء المسؤول عنها مهلة شهر حتى يتمم الإجراءات المطلوبة ثم يتم إعلام نقابة الصيادلة والأطباء وفي حال وجدت
في بقاليات تطلب الوزارة من وزارة الاقتصاد قسم مديرية حماية المستهلك اتخاذ الإجراء المطلوب.
وأشارت جبيلي إلى ضرورة أن يأخذ أي شخص حذره عند شراء هذه المنتجات بحيث يسأل الصيدلي عن صلاحيتها أو يتأكد من تسجيلها
في وزارة الصحة وأن يتقدم بشكوى في حال تعرضه لأي اختلاط صحي مبينة أن الوزارة ستوفر قريبا كل المنتجات المرخصة على موقعها الالكتروني.
ولفتت جبيلي إلى ضرورة تأكد وسائل الإعلام والإعلان من شروط ومواصفات المنتجات الطبية التي تعلن عنها ومراجعة الوزارة بهذا الخصوص
للتأكد من وجوده في سجلها الطبي ومصداقية الإدعاء الصحي المرافق له مضيفة أن مهنة طب الأعشاب لم ترخص في سورية حتى الآن
وبالتالي يمنع أي طبيب من الإعلان عن نفسه كطبيب أعشاب.
وبينت جبيلي ضرورة نشر توعية وتثقيف صحي بمجال استخدام النباتات والأعشاب الطبية والتأكيد على دورها المساعد للعلاج وليس
الشافي بحيث يعتقد البعض أنها بديلة عن العلاج الدوائي فيهملون دواءهم النظامي ووصفاتهم الطبية ويلجؤون إليها ما يرتب خطورة كبيرة
على صحتهم كما يمكن أن تتسبب النباتات الطبية بإضعاف تأثير الدواء النظامي أو زيادته إضافة إلى أن المواد الفعالة في العشبة تتغير
بحسب الشمس وموسم القطاف وطريقة التجفيف وبالتالي ليست نسبة ثابتة ومؤكدة.
وقالت معاونة الوزير إن الوزارة اقترحت مشروعاً وطنياً لدراسة الأعشاب الطبية في سورية مضيفة أن ذلك يحتاج لتعاون وزارات متعددة ومراكز
بحوث علمية وزراعية إضافة إلى الجامعات العلمية مبينة أن سورية غنية بالنباتات والأعشاب الطبية التي ينبغي أن تسجل وتصنف لحمايتها.
ويعود تاريخ طب الأعشاب إلى العصور الأولى من التاريخ حيث دلت بعض المخطوطات على أن الكهنة الفراعنة كان لديهم معلومات كثيرة
عن أسرار الأعشاب والتداوي بها و كذلك اثبتت بعض الكتابات أن قدماء الهنود مارسوا هذه المهنة ليأتي بعدهم حكماء اليونان الذين وضعوا
المؤلفات عن التداوي بالأعشاب في القرنين الرابع والخامس قبل الميلاد لتظل هذه المؤلفات المصدر الأساسي لهذا العلم وتوسع العرب
وفي مقدمتهم الرازي و ابن سينا في هذا العلم بتجارب جديدة وبعد فتح الاندلس انتشر طب الأعشاب حيث زود العرب أوروبا بالكثير من
المعلومات عن أعشاب الشرق وكيفية التداوي بها.