Warning: Undefined array key "rcommentid" in /customers/6/5/f/pcm.me/httpd.www/wp-content/plugins/wp-recaptcha/recaptcha.php on line 348 Warning: Undefined array key "rchash" in /customers/6/5/f/pcm.me/httpd.www/wp-content/plugins/wp-recaptcha/recaptcha.php on line 349
كتابة د.سمر نوفل
رن جرس الهاتف بالصيدلية
الصيدلى: آلو …الدواء وصل حضرتك مظبوط ولا فى مشكلة؟
الزبونة: لأ يادكتورة الدواء مظبوط بس فى غلط فى الفاتورة
الصيدلى: ازاى يافندم الفاتورة بتتعمل بالكمبيوتر ومفيش مجال للغلط ومع ذلك انا راجعتها والحساب سليم
الزبونة: لأ حضرتك ضحكتى عليا ومش عاملة لى خصم مظبوط
الصيدلى: حضرتك الخصم ده ممنوع قانونآ بس انا عملته ليكى عشان انتى زبونتى وبيكون 10% ع المحلى و5% ع المستورد ومن غير خصم ع الآدوية المدعمة ودى حسبة بيحسبها الكمبيوتر والا أخسر لو بعت كل ده ب10%
الزبونة: متضحكيش عليا يا دكتورة وانا هبعت لحضرتك فاتورة من صيدلية……. ودى بتاعة سلسلة مشهورة وفيها نفس الادوية وكلها ب10% وفعلآ ارسلت لى الفاتورةقعدت احسبها طول اليوم وبجميع المقاييس هذه الصيدلية تبيع الدواء بالخسارة، فالدواء ونسبة الخصم عليه ثوابت بفعل وزارة الصحة ….فكيف تدفع هذه الصيدلية تكاليف ادارة الصيدلية من رواتب صيادلة ومساعدين ومحاسبين وعمال توصيل وكهرباء وتليفونات وتأمينات وضرائب……الخ
قلت اجيب الحكاية من الأول عشان أفهم، القانون ينص ان كل صيدلى من حقه ان يمتلك صيدليتان ويدير احداها ويعين مدير لادارة الآخرى أو أن يؤجرها ومن هنا جاءت الثغرة التى نفذت منها اساطين السلاسل وبدأت بايجار الصيدليات المميزة فى الموقع والمساحة وتؤجرها بارقام مغرية صعب رفضها لضمان التوسع الافقى لهذه السلاسل وخصوصآ فى المدن الكبرى لتشغيل الرقم المختصر ثم توحشت هذه الصيدليات واصبحت تمتلك الصيدليات وتستأجر أسماء الصيادلة حديثى التخرج وطبعآ هيرحبوا بفلوس سهلة ويبيعوا اسمهم وطز فى شرف المهنة الى فوق كل اعتبار
فى الآخر هما أحرار طالما لا يؤذون أحد وربنا يزيدهم ….المهم شراء الادوية من الشركات بكميات كبيرة يعنى بطاقة اكبر من طاقة صيليه اوصيدليتان اعطاهم نسبة خصم على الدواء اعلى بكثير من المتعارف عليها قانونآ …ربنا يبارك لهم أنا مش باحسد….لكن الطمع تعمل فيه ايه؟ قالوا لازم نخلى الزباين ييجوا لينا احنا بس وميدخلوش الصيدليات اللى جنبينا فنعمل لهم خصم وفرق البونص من الشركات يغطى الخسارة وكده نبقى احنا ملوك السوق ( الصفوة التى يجب ان تخدمها الحكومة) ده التعبير بتاع احمد عز – قبل الثورة طبعآ
المهم الصيدليات اللى سوء حظها خلاها جنب الصيدليات دى اضطرت تجاريها وتعمل كمان خصم والا هتقفلها ويسرحوا على عربيات بطاطا…..الموضوع دلوقتى مبقاش هما أحرار وربنا يبارك لهم دول بقوا جبارين وهيخربوا بيوت الصيادلة التانيين….المهم ده سيناريو انتشار سرطان الخصومات اللى بدأ فى القاهرة والاسكندرية وانتشر فى كل المحافظات.
بحسبة بسيطة 10% خصم على المبيعات يعنى تنازل عن42% من صافى الربح بياخدهم الزبون والصيدلى يصرف ع الصيدلية ويعيل أسرته من 58% من الربح المتبقى وبالطبع لا يكفى ومع الوقت بدأ الصيادلة يتساقطون اما بالغرق فى الديون لعجزهم عن تسديد ثمن الدواء أو السقوط تحت طائلة القانون بسبب اللجوء الى اساليب غير قانونية لتعويض الخسائر أو اللجوء الى مخازن الأدوية ذات الأدوية المشبوهة…أى ان كل من الصيادلة الشرفاء وغير الشرفاء اصبحوا سواء تحت طائلة القانون ….. ومن السبب؟
هنا بقى كان لازم نقابة صيادلة مصر تتدخل وتنقذ اعضائها بس المشكلة ان اصحاب السلاسل هما نفسهم المسيطرين ع النقابة فبقى فيه تضارب مصالح يعنى ينفع الواحد يحكم على نفسه.. قامت عملت انذار ووزعته على كل الصيدليات بس وجهت كلامها للزباين الوحشين اللى بيدوروا على الخصم وقالت لهم ان الصيدلى اللى بيبيع دواء بخصم يبقى دواه مغشوش فلازم تبعدوا عن الصيدلية اللى بتبيع الدواء بخصم …جت تكحلها عميتها…هى مش قادرة على اساطين السلاسل ولا على شركات الادوية فقدرت على الزبون اللى طبعآ مصدقهاش لسببين انه اخد الدواء بخصم وتماثل للشفاء ولانه بيثق فى الصيدلى بتاعه اكتر ما النقابة بتاعته بتثق فيه.
وعشان الصورة تكمل قامت سلاسل الصيدليات وجدت ثغرة للتحايل على منع الخصومات بحجة التزامها بتعاقدات مع بعض الهيئات من القطاعين العام والخاص ومش كده وبس لأ النقابة جعلت كل صيدلية كبيرة فى أى حى هى اللى تبلغ النقابة عن أى صيدلية جنبها تعمل خصم …مفيش احلى من كده لتصفية الحسابات ويبقوا فعلآ ملوك السوق بلا منازع.
ثورة 25 يناير أسقطت النظام الفاسد الذى كان يحمى الصفوة واستثماراتهم ويسحق الباقين.. ولكنها لم تسقطه كله فمازالت هذه الصيدليات تعمل ومازال الزبائن يطالبون بالخصم وكأنه حق مكتسب ويتهمون الصيدلى الذى لايعطيه بالجشع والسرقه لانه يسرق حقهم فى الخصم وما زالت اقل مساحة للصيدلية 40 متر يعنى الصفوة بس اللى هيقدروا على ثمن مساحة 40 متر كحد ادنى مع شروط تراخيص الصيدلية الشبه مستحيلة وليذهب شباب الخريجين الى الجحيم
ياريت يكون فيه حد عنده ضمير وينقذ جموع الصيادلة من هذه الكارثة وبسرعة ..ياريت تكون فيه نقابة قوية ولايكون من اعضاءها ما يسمح بتضارب المصالح ..ياريت يكون فيه غطاء تأمينى يرحم المرضى ولا يدفعهم الى التوسل الى الصيادلة أو مساومتهم من أجل الخصم …ياريت الثورة تسقط باقى النظام.
كتبتها د/ سمر نوفل
صيدلانية حرة