تمرد الصيادلة تتهم “الصحة” بالمماطلة في الرد على اتهامات تعاونها مع مافيا الدواء

أدان الصيدلي هاني سامح، منسق تمرد الصيادلة، الخبير الدوائي، ما اسماه بـ”رضوخ وزارة الصحة لمافيا الدواء وجماعات الضغط الأجنبية”، معبرا عن استغرابه لقاءات الفنادق التي جمعت بين كبار رجال الوزارة وأصحاب المصالح لتمرير قرارات حماية مصالحهم وتكريس نفوذهم.
واعتبر سامح أن الهدف من اللقاء هو بيع المريض المصري وجعله لقمة سائغة في أفواه رجال مافيا الدواء.
وقال سامح إن رئاسة مجلس الوزراء حولت بلاغا تقدم به برقم 439474 ضد رجال مافيا الدواء بوزارة الصحة للتحقيق وتم عمل استعجال خاص من قبل رئاسة الوزراء بعد تهرب ومماطلة الوزارة في الرد على الوقائع المنسوبة إليها بخصوص التعاون مع مافيا الدواء لتمرير مقترحات هيئة الدواء التي تنص على تعيين أصحاب المصالح وتجار المهرب في مجلس إدارة تلك الهيئة.
وأدان منسق تمرد الصيادلة مقترحات قانون هيئة الدواء التي وضعها هؤلاء لأجل مصالحهم وتنمية مكتنزاتهم من أموال اكتسبوها من دماء المرضى، وقال: إن المريض المصري يعاني من سيطرة مافيا الدواء خلال السنوات الماضية على سوق الدواء، وبرزت ملامح تلك السيطرة في انتهاك القانون من قبل تلك المافيا الأجنبية والخاصة بالتعاون مع رجالها بالوزارة وإصدار قرارات هامة وبوسائل ضغط تصل إلى الامتناع عن إنتاج بعض الأدوية ومحاولة لي ذراع الحكومة والحصول على أسعار مرتفعة ومخالفة للقانون لمستحضراتهم.
وذكر أن من أمثلة التكتلات التي تعمل ضد مصلحة المريض المصري البسيط غرفة صناعة الدواء وتحالف الفارما الأجنبي، وقال: إن تاريخهم وأفعالهم واحتكاراتهم ومطالباتهم برفع أسعار الدواء بالمخالفة للقانون معروفة وموثقة.
وأشار إلى أن من أمثلة الفساد والتواطؤ انتهاك المافيا وانتهاك رجال وزارة الصحة للقرار بقانون الصادر سنة 2012 برقم 499 والخاص بطرق تسعير الدواء وتحديده السعر وفقا لأقل سعر عالمي للدواء وانتهاكهم أيضا للقانون 314 الصادر سنة 1991 والخاص بتسعير الدواء وفقا للتكلفة ومن امثلة تلك الانتهاكات تسعير السوفالدي بأربعة عشر ألف وتسعمائة جنيه رغم أن القانون ينص على أن يتم التسعير وفقا لأقل سعر عالمي وهو سعر الهند والبالغ ألف ومئة جنيه فقط وكذلك عقار «تافانيك» وهو مضاد حيوى يباع للجمهور بسعر 85 جنيهًا، في حين أن المادة الخام تسليم مطار القاهرة سعر الكيلو منها 41 دولار، يكفى لإنتاج 400 علبة، بمعنى أن تكلفة العبوة الواحدة هى 70 قرشًا فقط، وكذلك دواء «بلافيكس» لعلاج الجلطات، فسعره في السوق 205 جنيهات، رغم أن سعر المادة الخام تسليم مطار القاهرة 492 دولار للكيلو المنتج، ويكفى لإنتاج 476 عبوة، بمعنى أن تكلفة العبوة 7 جنيهات. وكذلك دواء «ليبيتور» مادة «اتورفاستاتين» لعلاج الكولسترول، فيتراوح سعره في السوق بين 60 و108 جنيهات حسب التركيز، رغم أن سعر المادة الخام تسليم مطار القاهرة هو 307 دولارات، بمعنى أن تكلفة العبوة تتراوح بين 14 قرشًا و60 قرشًا، حيث ينتج الكيلو 14 ألف عبوة، وكذلك دواء «اماريل» لعلاج السكر، فيباع للجمهور بسعر 5.5 جنيه، رغم أن سعر المادة الخام تسليم مطار القاهرة 488 دولار للكيلو الذي يكفى لإنتاج مليون قرص لـ100 ألف عبوة، لتصل تكلفة العبوة 3 قروش.
وطالب سامح بتطبيق التجربة الأردنية أو السعودية أو الأمريكية الممثلة في (منظمة الاغذية والادوية ) وذكر أنها ستقضي على أطماع تلك المافيا ورغبتهم في التوسع فتلك المنظمات يحظر وجود أي شخص له صلة بمصالح تجارية في مجالس إداراتها.
وأكد أن الهيئة المزمع إنشاؤها تنص على أن يتكون مجلس الإدارة من أصحاب الشركات والمصانع الخاصة وسلاسل الصيدليات التي تبيع المهرب علنا وجهارا ونقيب الصيادلة الذي يمثل مصالح أصحاب الصيدليات، متسائلا: كيف تنشأ هيئة من اختصاصاتها الرقابة والتسجيل والتسعير ومواجهة المهرب والمغشوش وضمان الكفاءة وتحليل المنتجات ووضع السياسات ويتكون مجلس ادارتها من اصحاب المصالح.فهل سيراقبون انفسهم أو يتخذوا قرارات ضد شركاتهم وصيدلياتهم ومصانعهم وأسهمهم ومصالحهم.

21 – January – 2016