تجار “الشنطة”… وأدوية مزوّرة مجدداً

لبنان

بيروت – دواء مزوّر … منشطات جنسية مزّورة … أدوية أعصاب مزّورة … وهكذا دواليك من حكاية الدواء المغشوش التي لم تتنهِ. واللبنانيون مجدداً على أعصابهم، وتكرّ سبّحة التعليقات من المعنيين تحت عنوان “ما في رقابة”، و”سوق الدواء فلتان”. وحده المريض يدفع ثمن صحتّه، فيما مافيا التزوير والتهريب تسرح في ظل غياب الدولة.

 

“الصحة” تحذّر

 

 

أمام همروجة تزوير المنشطات الجنسية وأدوية الأعصاب كالـXANAX، أكدت وزارة الصحة العامة أن القرار 300/1 تاريخ 28 كانون الثاني 2014 المتعلّق بسحب مستحضرات طبّية مهربة من الأسواق اللبنانية ومنع استيرادها وتداولها، هو لتاريخه قرار احترازي، إلى حين الانتهاء من ملف التحقيق الذي ينسّق مع الجهات الأمنية المعنية، علماً أن الأدوية المشمولة بالقرار هي مقويات جنسية ومهدئات للأعصاب تقع ضمن لائحة المخدرات.

 

 

وملف تزوير الأدوية قديم، لم يسلم منه على سبيل المثال مرضى السرطان الذين يدفعون الملايين لقاء الحصول على علاجات تخفّف آلامهم، إذ ضبطت وزارة الصحة المخالفين منذ سنوات، وأُحيل الملف إلى القضاء الذي يحتوي على عشرات القرارات ضد هذه الأدوية التي لا يزال البعض منها منتشراً في عدد من المراكز الصحية، وقد تم بيعها تحت إسم أدوية عالمية.

 

 

وضبطت وزارة الصحة اللبنانية النسخ المزوّرة التي تُستخدم أيضاً في بعض المستشفيات، وتباع بسعر الدواء الأصلي. وأصدرت الوزارة عشرات القرارات في السنوات الأخيرة لسحب الأدوية المزوّرة من الأسواق. ومن بينها نسخ مزوّرة من PANADOL، ودواء الالتهاب AUGMENTIN، والمنشط الجنسي CIALIS وVIAGRA، ومهدّئ الأعصابXANAX، وأدوية الضغط concor5 وdiovan وaprovel، وغيرها المئات من الأدوية التي أحالتها الوزارة ضمن قرارات إلى النيابة العامة التمييزية، وكلّفت التفتيش الصيدلي المركزي لتنفيذ المضمون.

 

 

سكرية: انهيار صحي

 

 

النائب السابق الدكتور اسماعيل سكريّة أكّد لـNOW أن ظاهرة الدواء المزوّر في لبنان “نتاج طبيعي لفوضى وفلتان في سوق الدواء، وذلك لعدم وجود سياسة وطنية لبنانية مسؤولة تنفذ وتطبق القوانين والأنظمة”. وتابع: “نعاني اليوم من انهيار صحي وسط غياب الرقابة، والتهريب جارٍ على قدم وساق، والمافيا السياسية راعية لهذا التزوير. المطلوب زيادة الوعي عند الناس في استهلاك الدواء، لأنه حتى الآن ليس هناك مناخ جدّي لحسم هذا الملف من جذوره”.

 

 

فارس يحذّر من “تجار الشنطة”

 

 

نقيب مستوردي الأدوية آرمان فارس قال لـNOW إنّه “مطلوب من جميع المعنيين التنبّه على مدة وتاريخ صلاحية الطبخة الدوائية، سواء في الصيدليات أو في المستوصفات”، وطلب من التفتيش الصيدلي الكشف على هذا الملف بحذافيره لأنه “في حال وجدت هذه الأدوية في الصيدليات، يكون الصيدلي اشتراها من تجار الشنطة، فوكيل الأدوية لا يلجأ إلى مثل هذه الطريقة في توزيع أدوية مهربة أو ما شابه”، مشيراً كذلك إلى أنه على كل مستوصف أن يكون فيه صيدلي يكشف على الأدوية قبل إعطائها للمريض.

 

 

حسّونة دعا لضبط الحدود

 

 

نقيب الصيادلة ربيع حسّونة أوضح لـNOW أن أهمّ نقطة يجب التركيز عليها أن “هذه الأدوية المزورة غير موجودة في الصيدليات، إنّما في المستوصفات غير المراقبة ولدى تجار الشنطة”.

 

وذكر أن “هناك 180 مستوصفاً مرخّصاً في لبنان، البعض منها خاضع للرقابة والبعض لا، لهذا على الناس أن تعي خطورة الأمر، لأنها إذا أرادت البحث عن دواء رخيص في توجهها إلى المستوصفات من دون معرفة نوعية وجودة الدواء، تكون بذلك قد ألحقت الضرر في صحتها، علماً أننا أخذنا إجراءات في قانون الوصفة الطبية الموحدة يعطي الحق للطبيب بوصف الدواء الأرخص ثمناً”.

 

 

كما شدّد حسونة على وجوب “الإسراع في ضبط الحدود من التهريب، إذ على الدولة تحمُّل المسؤولية الكاملة في الحفاظ على صحة الناس ووضع حدّ لهذا الفلتان الدوائي.

 

 

مجدلاني: خوف من انتشارها في المستوصفات

 

 

رئيس اللجنة النيابية الصحّية النائب الدكتور عاطف مجدلاني أثنى من ناحيته لـNOW على خطوة وزارة الصحة التي اتخذتها في سحبها الأدوية المزورة من السوق المحلي حفاظاً على صحة المواطن.

 

بالمقابل أكد ان على الدولة ضبط الحدود ووقف عمليات التهريب والتركيز على الرقابة لدى المستوصفات الطبية ومراكز الرعاية الصحية، التي يشبه البعض منها الدكاكين، من دون أن ينسى عدداً من المستشفيات النائية غير المستوفاة الشروط الطبية اللازمة. وأضاف: “من هنا علينا إعادة إحياء لجنة الرقابة التي تضم ممثلين عن وزارة الصحة والصيادلة والمستشفيات والنيابة العامة من أجل الرقابة المتشددة على الدواء المزور”.

18Feb-2014