Warning: Undefined array key "rcommentid" in /customers/6/5/f/pcm.me/httpd.www/wp-content/plugins/wp-recaptcha/recaptcha.php on line 348 Warning: Undefined array key "rchash" in /customers/6/5/f/pcm.me/httpd.www/wp-content/plugins/wp-recaptcha/recaptcha.php on line 349
عجزت وزارة الصحة ومديريتها المركزية المختصة عن توفير عدد من الأدوية “المقطوعة” بالصيدليات منذ أكثر من 14 أشهرا، رغم أهميتها الحيوية في علاج أمراض مزمنة مثل أمراض القلب والشرايين والسكري، ناهيك عن أدوية أخرى تتعلق بطب النساء والتوليد والأطفال والعيون وأمراض الجلد.
واصطدمت جميع محاولات مديرية الصيدلة والأدوية بالباب المسدود من أجل إقناع مختبرات مغربية وأجنبية (منها مختبرات في الهند والصين) بتصنيع أدوية مماثلة للأدوية غير الموجودة في السوق بالأسعار نفسها المنصوص عليها في مرسوم تخفيض أثمنة المنتجات الصناعية الصادر في 2013، وذلك بمبرر غياب الجدوى التجارية.
وفي انتظار حل جذري لمعضلة في التدبير تهدد حياة آلاف المواطنين، يجد مرضى الأمراض الحادة والمزمنة صعوبة في الحصول على أدوية ذات طابع حيوي، مثل دواء “كارديو أسبرين” (100 ميلغرام) غير الموجود في الصيدليات منذ أكثر من 6 أشهر تقريبا، رغم سعره المنخفض الذي يصل إلى 31 درهما و60 سنتيما.
وأكد الدكتور يوسف فلاح، الصيدلي بالبيضاء والباحث في السياسة الدوائية وجودة المنتجات الصيدلانية، أهمية هذا الدواء في تنظيم الدورة الدموية وتفادي الجلطات الدموية وتخثر الدم لدى الأشخاص الذين يعانون أمراض القلب والشرايين والضغط الدموي، مؤكدا أن هذا الدواء غير منقطع فحسب، بل هو موضوع نفاد في المخزون العام للشركة المصنعة.
وأوضح فلاح، في تصريح لـ”الصباح”، أن المرضى يجدون صعوبة في تعويض هذا الدواء، موضحا أن هامش الربح يعتبر سببا أساسيا في عدم تحمس الشركة المصنعة لإنتاجه، إذ كان ثمنه، قبل مرسوم التخفيض، لا يتجاوز، أصلا، 35 درهما.
إضافة إلى هذا الدواء الحيوي، تعرف الصيدليات خصاصا في دواء آخر لا يمكن الاستغناء عنه في طب التوليد والنساء، ويتعلق الأمر بدواء “بريموليت. نور” الذي يصفه الأطباء لتنظيم الدورة الشهرية وللمريضات اللواتي يشتكين من تكيس المبيض، والزوجات الراغبات في الحمل (يأخذ في فترة بين 15 و20 يوما).
وقال فلاح إن هذا الدواء غير الموجود منذ أشهر، لا يوجد “مقابله” في المغرب، إذ يضطر عدد من الأطباء والمرضى إلى جلبه من دول أوربية بطرق مختلفة، ما يشوب هذه العملية من مخاطر، لغياب المراقبة والتتبع.
وبالنسبة إلى أمراض السكري، تحدث بعض المرضى عن غياب نوع من دواء “غليكوفانس” المكون من مادتي “ميتفورمين” و”غليباكلاميد”، خصوصا النوع 500 ميلغرام/5 ميلغرام، بينما يوجد في الصيدليات النوع 500 ملغرام/2.5 ملغرام، وهو دواء حيوي أيضا بالنسبة إلى مرضى السكري.
وخارج بعض الأمراض المزمنة وطب التوليد والنساء، يعرف دواء الصرع الخاص بالأطفال حديثي الولادة والرضع انقطاعا منذ 24 شهرا. ويحمل الدواء اسم “كاردينال”، وهو عبارة عن حقن لا يوجد معادله في السوق.
أما في طب العيون، فيضطر بعض الأطباء والأسر إلى طلب كميات من دواء “سكيياكول” من الخارج، لنفاده من الصيدليات، رغم أهمية هذا الدواء الذي يستعمله الطبيب في قياس البصر عند الأطفال ويساعد على فتح البؤبؤ وارتخاء عضلات العين.
إلى جانب ذلك، بات من المستحيل العثور على محلول خاص بالفطريات التي تصيب الجلد، يسمى “أونيفين”، إلا أن الصيادلة يقترحون بديلا عنه وهو “تيغوما” الذي يحتوي على المكون الرئيسي نفسه، أي “تيربينافين”.
وتوقع الباحث في السياسة الدوائية وجودة المنتجات الصيدلانية استمرار حالات الانقطاع والنفاد في عدد من الأدوية الحيوية الأخرى، مرجعا ذلك إلى السياسة غير الحكيمة للوزارات المتعاقبة التي قررت خفض سعر عدد من الأدوية دون استشارة المهنيين والصيادلة والمصنعين والمنتجين، ما نتج عنه عزوف مختبرات عن إنتاج أدوية بهامش أكبر من الخسارة.
17 – May – 2019