الكويت – اختصاصية طب عائلة.. دور الصيدلي لا يتجاوز دور الطبيب في معالجة المرضى بل مكمل له

تبدي شريحة واسعة من العائلات الكويتية ثقة بجودة الأدوية والعقاقير الطبية المتوافرة في الصيدليات الخاصة المنتشرة في الكويت رغم مجانية وسهولة الحصول على مثيلاتها من صيدليات المراكز الصحية والمستشفيات الحكومية. ويبدو من الممكن اعتبار هذه الثقة بأنها باتت قائمة على التعامل المباشر بين عدد كبير من المرضى والصيادلة في مراكز البيع التجارية حيث يتوجه عدد لا يستهان به من المرضى كبارا وصغارا الى الصيدليات لفحص الضغط والسكر وقياس درجة الحرارة والحصول احيانا على الاسعافات الاولية علاوة على الاستشارة الطبية ووصف الأدوية المناسبة. وفي هذا الشأن قالت مديرة مركز عبدالله وشريفة المحري (الخالدية الصحي) الدكتورة فتوح الجاركي ان الصيادلة ورغم انهم الذراع اليمنى للأطباء ويتولون ترجمة الوصفة الطبية ويعطون الأدوية بضمير وامانة للمرضى لاتمام العلاج الا أن ذلك لا يعني تجاوز دور الأطباء أو عدم اللجوء اليهم بالمقام الأول. واضافت الدكتورة الجاركي ان الأدوية المتوفرة لدى المستوصفات والمراكز الصحية حاليا ذات ثقة وجودة عالية وعالمية الا ان التوجه الى الصيدلية الخاصة لشراء دواء يكون منطقيا في حال عدم وجود الدواء المجاني في المركز الصحي كأن تكون نتيجة تحليل طبي لمريض يعاني بكتيريا أو التهابا معينا غير متناسبة مع مكونات المضاد الحيوي المتوفر في المستوصف او المستشفى على سبيل المثال. وذكرت ان الصيادلة ودونما شك متخصصون بعلم الأدوية ولهم دور رئيسي في المجتمع الطبي لكنهم بالتأكيد لا يعرفون تاريخ ومشكلات المريض الصحية كما يعرفها طبيب المستوصف او المستشفى محذرة المرضى من الدخول في “متاهات” الأدوية التي قد تعرض حياتهم الى الخطر. وبينت ان كثيرا من المرضى يعانون أمراضا مزمنة ويخضعون لعلاجات دائمة وهؤلاء لا يمكن أن نصف لهم دواء من دون الرجوع الى حالاتهم التي قد تتعارض مع أي دواء موصوف من قبل الصيدلية الخاصة دون التدقيق باستعمالاته ومكوناته. ودعت الدكتورة الجاركي المواطنين والمقيمين الى التوجه لعيادات طب العائلة المنتشرة فى المناطق السكنية في الكويت خصوصا ان تلك العيادات من الممكن وصفها الآن بأنها تخصصية تضاهي مثيلاتها في المستشفيات الخاصة وتجد منها العيادة المتخصصة بالسكر والضغط والربو والسمنة مرورا بعيادات الأطفال المتخصصة مثلا بسلس البول ومشكلات المثانة وعيادات مكافحة الادمان على التدخين وصولا الى العيادات النفسية. واثنت على الوعي الطبي المتزايد بين المرضى الذين أمسوا يناقشون الأطباء بالأدوية الموصوفة لهم ويعرفون مساوئ الادوية وايجابياتها. من جانبه اكد مدير مسؤول في احدى الصيدليات الخاصة في الكويت الصيدلاني الدكتور عمر محمود ان الزبائن من المرضى يثقون به وبزملائه الصيادلة الى درجة انهم يرون في كثير من الاحيان الصيدلية الخاصة بديلا مثاليا عن المراكز الصحية المزدحمة بالمرضى خصوصا في العطلات والأعياد الرسمية والأوقات المتأخرة من الليل. وقال الدكتور محمود ان دور الصيدلي لا يتجاوز دور الطبيب على الاطلاق بل هو دور مكمل له موضحا أهمية الخبرة العملية ودورها الرئيسي الذي لا يستهان به في وصف العلاج المناسب وفي الوقت المناسب.

24-February-2015