العراق – أزمة القطاع الصحي في غربي كوردستان

يعاني القطاع الصحي في غربي كوردستان من أزمة منذ سنتين, يشمل ارتفاع أسعار الأدوية, وفقدان العقاقير الطبية لبعض الأمراض, إلى جانب ارتفاع تكاليف المعالجة في المستشفيات الخاصة, والمراجعات الطبية.

وسجل عام 2013 وفاة 20 مريض بالكلية في مشفى قامشلو الوطني لعدم توفر الأدوية الخاصة بمرض الكلية, بعد توقف العديد من مصانع الأدوية في حلب, ودمشق عن العمل بسبب الحرب, إلى جانب استيلاء مسلحين على الطرق بين دير الزور, والرقة على العديد من شحنات الأدوية المتوجهة إلى مدن غربي كوردستان بحسب ما أكد أكثر من مندوب صيدلي, وأصحاب مستودعات أدوية في مدينة قامشلو.

وتضطر شركات الأدوية اليوم إلى شحن الأدوية إلى الجزيرة عبر طائرات الشحن ذات الكلفة العالية, الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع أسعارها بالسوق بنسب تصل أحياناً إلى 300% بالنسبة إلى بعض الأدوية الخاصة بالأمراض العصبية, والنفسية, والقلبية.

وقال الصيدلي أحمد ماجد لمراسل (باسنيوز) : “ارتفاع سعر الأدوية يعود إلى انتقال الأدوية من مندوب إلى آخر, ومن الجملة إلى المفرد , إلى جانب ارتفاع تكلفة الشحن”. وأضاف أن من أكثر الأنواع المفقودة في السوق هي “أدوية مرض السكري بسبب عدم وصول المادة الفعالة إلى البلد”, واتهم ماجد بعض الصيدليات, والأطباء “باحتكار الأدوية المفقودة في السوق, وبيعها بأعلى ثمن”.

ويشكو الناس في غربي كوردستان من ارتفاع أسعار الخدمات الطبية كالأدوية, والعمليات, والمعاينات, والتحاليل الطبية التي شهدت زيادة بنسب عالية تتجاوز الضعف في بعض الأحيان ولا سيما العمليات الجراحية في المشافي الخاصة.

محمد أمين الحسين ، معلم مدرسة ، قال لمراسل (باسنيوز): “أسعار المعالجة في المشافي الخاصة خيالية, وجنونية ولا تتناسب مع الواقع, كما نفتقد لأنواع من الأدوية في الصيدليات, وإن وجدت فأسعارها مرتفعة”.

فيما ارجع الطبيب الجراح وعد عبد الله ، أسباب ارتفاع كلفة العمليات الجراحية, والمعاينات الطبية بقوله ” كل شي ارتفع في السوق, والطبيب لا يستطيع البقاء على سعر المعاينة القديم, كما أن ذلك يؤثر على تكلفة العمليات الجراحية مهما كانت بسيطة, وإذا كانت عملية المرارة تصل تكلفتها إلى 17 ألف ليرة سورية فيما مضى, فهي الآن تكلف 35 ألف على الأقل”.

وتعجز كل من نقابة الصيادلة, والأطباء, التابعة للحكومة في دمشق, أو المجلس الصحي التابع لحكومة الإدارة الذاتية في مقاطعة الجزيرة عن التحكم بالأزمة, ووضع حلول لها, رغم التصريحات, والوعود.

وإلى أن تنتهي الحرب في سوريا, وينفك الحصار عن مدن كوردستان سوريا لا أحد يدري كم من الناس أوشكوا أن يودعوا أقاربهم, ويرحلوا عن هذه الدنيا لعدم توفر جرعة دواء, أو ثمن عملية جراحية.

24-December-2014