Warning: Undefined array key "rcommentid" in /customers/6/5/f/pcm.me/httpd.www/wp-content/plugins/wp-recaptcha/recaptcha.php on line 348 Warning: Undefined array key "rchash" in /customers/6/5/f/pcm.me/httpd.www/wp-content/plugins/wp-recaptcha/recaptcha.php on line 349
يزول لدى أغلب المصابين بعد عدة أيام
|
* يجيب عل ذلك الدكتور مالك سعيد أبو صفية استشاري السمعيات مدير قسم السمعيات بمركز جدة للنطق والسمع (جش)، بأن الحالة المذكورة تعني أنك قد خضت بكل بساطة اختبارا لأشهر أنواع الدوار الموثقة والمعروفة باسم «الدوار الموضعي الحميد (BPPV)». وسبب التسمية بالدوار الموضعي لأنه يحدث في وضعية محددة للرأس. وسمي بالحميد لأن المسبب ليس مرضا خطيرا أو خبيثا. وأما أهم أعراضه فهي:
* الشعور بالدوار (الشعور بأنك تدور أو أن العالم يدور من حولك).
* يستمر الشعور بالدوار لفترة قصيرة لا تتجاوز بضع ثوان في معظم الأحيان.
* يحدث الدوار في وضعية معينة كالاستلقاء على جانب معين عند النوم أو عند النظر إلى أعلى.
* قد يصاحبه، في بعض الأحيان، شعور بالغثيان أو عدم وضوح الرؤيا.
جهاز التوازن قبل الإسهاب في التحدث عن العوامل المسببة لهذا النوع من الدوار وطرق علاجه فإن من الملائم أن نتعرف أولا ونفهم، ولو بشكل مبسط، تركيب ووظيفة جهاز التوازن عند الإنسان.
يجيب الدكتور أبو صفية موضحا أنه من المعروف وجود 3 أجهزة رئيسية تعمل بتوافق دقيق من أجل المحافظة على توازن الجسم. وقد يندهش المرء عندما يعلم أن الأذن الداخلية هي أحد هذه الأجهزة بل هي أهمها وأكثرها تأثيرا. نعم، فوظيفة الأذن الداخلية الأساسية هي التوازن أما حاسة السمع فهي الوظيفة الثانوية! وتنقسم الأذن الداخلية تركيبيا إلى قسمين أحدهما يسمى الجهاز الدهليزي (جهاز التوازن الحسي) والآخر يسمى القوقعة (الجهاز السمعي الحسي)، وبما أننا نتحدث عن التوازن، فسوف نركز أكثر على الجهاز الدهليزي.
ينقسم الجهاز الدهليزي إلى قسمين أحدهما يسمى باللاتينية «الأوتولث» والآخر يسمى القنوات الهلالية. أما الأوتولث فهو عبارة عن غرف مجوفة تحتوي في داخلها على سوائل وشعيرات حسية مرتبطة بنهايات عصبية مرتبة بنظام معين تجثم عليها كتلة مكونة من أجسام كريستالية (بلورية) الشكل مترابطة تتكون من عنصري الكربون والكالسيوم وتسمى باللاتينية (الأتوكونيا) وظيفتها تكوين ثقل متحرك يساعد الشعيرات الحسية على استشعار الجاذبية الأرضية. أما القنوات الهلالية فهي عبارة عن أنابيب هلالية الشكل تحتوي على سوائل بالإضافة إلى أجسام هلامية متحركة في أطراف هذه الأنابيب تستشعر حركة الرأس في جميع الاتجاهات.
* آلية الدوار الموضعي
* عادة ما يعمل جهاز التوازن على أكمل وجه غير أنه، وفي بعض الأحيان ولأسباب مختلفة، قد تتفكك بعض هذه الأجسام الكريستالية من الكتلة الموجودة في الأوتولث وتبدأ في السباحة داخل سوائل الأذن الداخلية على غير هدى، وقد يتجمع جزء منها ويبدأ بالتحرك على شكل كتل صغيرة نحو الأجسام الهلامية في القنوات الهلالية – ويحدث هذا عادة عند الاستلقاء على أحد الجانبين أو في حين النظر إلى الأعلى – دافعة إياها بطريقة تؤدي إلى تحفيزها وبالتالي يتم إرسال نبضات عصبية إلى الدماغ ويتم تفسيرها بشكل خاطئ على أن الرأس يدور بشكل مستمر مما يخلق الشعور بعدم وضوح في الرؤيا بالإضافة إلى الدوار الشديد الذي يزول عادة في خلال مدة لا تتجاوز النصف دقيقة أو عند تغيير وضعية الجسم.
* العلاج
* عادة ما يزول الدوار الموضعي الحميد(BPPV) تلقائيا عند أغلب المرضى وفي مدة لا تتجاوز أياما قليلة. وقد يفسر ذلك افتراضيا بقدرة الجسم على امتصاص عنصر الكالسيوم الفائض في سوائل الأذن الداخلية وبالتالي اختفاء هذه الأجسام الكريستالية السائبة أو بسبب عودة هذه الأجسام إلى مكانها الأصلي داخل الأوتولث – عند القيام بالحركات اليومية الطبيعية – غير أن بعض المرضى قد يعانون من الدوخة لفترات طويلة خاصة عند القيام أو الجلوس بحركات وأوضاع معينة – كالاستلقاء على الجهة اليمنى أو اليسرى أو النظر إلى الأعلى أو محاولة إنزال شيء من أعلى خزانة الملابس مثلا. وللتغلب على هذا الشعور يبدأ الكثير من المرضى بتناول أدوية لعلاج الدوخة والغثيان والتي قد توفر نوعا من الراحة مؤقتا ولكنها لن تقوم بمعالجة المشكلة وحلها بشكل جذري. فما هو الحل إذن؟
يشير الدكتور مالك أبو صفية أن القارئ سوف يدهش عندما يعلم أن العلاج الأنجح لهذه المشكلة لا يتجاوز القيام بحركة أو مناورة معينة لا تستغرق «خمسة دقائق» وتكون كافية تماما للقضاء على المشكل.
* «مناورة سيمونت»
* ويوضح أنه في عام 1988 تم تطوير مناورة علاج طبيعي أصبحت تعرف باسم مناورة سيمونت «معالج طبيعي فرنسي» تعمل على إعادة الأجسام الكريستالية إلى مكانها في الأوتولث من أجل امتصاصها أو مساعدتها على الالتحام مع أقرانها من جديد وبالتالي اختفاء الدوخة.
يستطيع اختصاصي السمعيات المدرب أو المعالج الطبيعي أو الطبيب تطبيق هذه الحركات العلاجية للمريض بسهولة ويسر، كما يوجد عدد كبير من المناورات الحركية لعلاج أنواع (BPPV) المختلفة. وينصح عادة بأن يتجنب المريض الاستلقاء بشكل كامل لمدة يومين أو 3 بعد عملية العلاج وتجنب النوم على الجانب المصاب أو القيام بحركات عنيفة. ومن المعروف أن المريض قد يشعر بشعور غير مريح لفترة لا تتجاوز اليومين غير أن هذا الشعور سرعان ما يتلاشى.
تحذيرات صحية هناك الكثير من المدونات على الإنترنت تتحدث عن هذه المناورات الحركية بشكل واضح وصحيح، فهل يمكن تجربتها؟
أوضح الدكتور مالك أبو صفية أنه لا ينصح بتجربتها اعتباطيا لأن الحصول على تشخيص صحيح ودقيق يعتبر في غاية الأهمية قبل القيام بأي نوع من العلاج وذلك لأن هناك الكثير من الحالات المرضية الخطرة التي قد تتشارك أعراضها مع أعراض الدوار الموضعي الحميد مثل متلازمة أرنولد أو الأورام الدماغية، كما أن البعض يعاني من مشكلات في العمود الفقري خاصة العنقية منها التي تؤثر غالبا على مجرى الدم في بعض الأوردة في تلك المنطقة من العمود الفقري مما يجعل مزاولة بعض المناورات خطرا وتزيد من سوء هذه الحالات المرضية أو تسبب في النهاية حدوثها، فيجب علينا كمتخصصين في هذا المجال أن نوضح ذلك، كما أن هذا التحذير ليس الهدف منه إرباك أو إخافة أحد بل هو تأكيد على وجوب متابعة العلاج بشكل صحيح وحذر.