Warning: Undefined array key "rcommentid" in /customers/6/5/f/pcm.me/httpd.www/wp-content/plugins/wp-recaptcha/recaptcha.php on line 348 Warning: Undefined array key "rchash" in /customers/6/5/f/pcm.me/httpd.www/wp-content/plugins/wp-recaptcha/recaptcha.php on line 349
أثارت الأنفلونزا الموسمية القاتلة حالة من الرعب وسط الجزائريين بعد حدوث وفيات مرضى بسببها، وما زاد من حدة القلق الإشاعات التي تقول إن الفيروس القاتل هو أنفلونزا الخنازير أو أنفلونزا الطيور فيما تؤكد وزارة الصحة أن الأمر مجرّد أنفلونزا موسمية حادة ، ليجمع ضيوف الشروق من أخصائيين في مخبر الأنفلونزا بمعهد باستور وأطباء على أنه مهما كان نوعها فهي قاتلة بسب نقص التوعية والحملات التحسيسية بأهمية اللقاح، موجهين أصابع الاتهام إلى وزارة الصحة بصرف أموال باهظة في لقاحات تتلف دون استغلالها بسبب نقص التحسيس.
رئيس الجمعية الوطنية لأخصائيي أمراض الأنف والحنجرة:
عزوف الجزائريين عن التلقيح.. وراء الأنفلونزا القاتلة
أكد الدكتور عبد الحميد عباد، رئيس الجمعية الوطنية لأخصائيي أمراض الأنف والأذن والحنجرة، في منتدى الشروق ، أن تأخر موسم الشتاء هذه السنة هو السبب الرئيسي لانتشار الأنفلونزا الموسمية الحادة، مشيرا إلى أن الدعايات المغرضة التي يتداولها الجزائريون عن خطورة اللقاح هي التي جعلت الأنفلونزا قاتلة.
وأوضح عباد بأن الأنلفونزا الموسمية إذا اقترنت مع الأمراض المزمنة ولم يكن الشخص ملقحا فإنها بدون شك ستكون أنفلونزا قاتلة ، واستغرب في السياق ذاته من الأطباء الذين يساهمون في ترويع المرضى وتضليل الناس بنصائحهم التي ترهب المرضى من اللقاح دون أي حجة علمية، ليقول: هذا ليس طبيبا بل هو مجرم من ينصح المريض بعدم التلقيح .
وتابع الدكتور: على الأطباء التخلي عن العادات السيئة كما على المرضى الثقة في أطبائهم وعدم الاستسلام للخرافات وكلام الشارع ، حيث أكد ذات المتحدث أن الأنفلونزا الموسمية هذه السنة كانت شديدة الخطورة على الأشخاص الذين لم يستعدوا جيدا لموسم البرد، ولم يخضعوا للتلقيحات بحجة أنها لا تجدي نفعا أو بسبب كلام الناس والدعايات عن خطورة اللقاح.
وقال رئيس الجمعية الوطنية لأخصائيي أمراض الأنف والأذن والحنجرة، بأن المرضى الأكثر عرضة للإصابة بالأنفلونزا شديدة الخطورة هم الذين يعانون أمراضا مزمنة مثل مرضى السكري والقلب والضغط الدموي والقصور الكلوي والربو وحتى النساء الحوامل والأطفال الصغار والمسنين، وهذا إن لم يخضعوا للتلقيح في الوقت المناسب، لأن هؤلاء ـ يقول الدكتور ـ هم الفئة الأكثر عرضة للفيروس القاتل بسبب ضعف جهازهم المناعي.
فيروس إتش01 إن 01 يودي بحياة المرضى غير الخاضعين للقاح
وشدد في السياق، على أن المضادات الحيوية التي يشتريها المرضى من الصيدليات دون وصفة لا تنفع مع الأنفلونزا التي لا دواء لها ـ حسبه ـ سوى اللقاح
وبخصوص الجدل القائم في الجزائر في نوع الفيروس الذي أودى بحياة أكثر من 20 حالة في ظرف شهر؟ إن كان هو فيروس أنفلونزا الخنازير أم الطيور أم الأنفلونزا الموسمية مثلما أعلنت عنه وزارة الصحة؟ شرح عباد: أن الفيروس المنتشر في الجزائر هو أنفلونزا موسمية حادة وعلميا يسمى فيروس إتش 01إن 01 الذي يصيب الإنسان لكنه أقل حدة من أنفلونزا الخنازير التي ظهرت سنة 2009 . وتابع: الفيروس الموسمي هذه السنة شكل خطورة بسبب تغير المناخ، ودخول فصل الشتاء متأخرا ولعزوف المواطنين والمصابين بالأمراض المزمنة على اللقاح رغم توفره .
وكشف أن اللقاح المتوفر حاليا هو مزيج من الفيروس إتش 01 إن 01 وفيروسات أخرى، مؤكدا أن الوفيات التي حصلت بسبب الأنفلونزا سببها العزوف عن اللقاح، كما اعتبر أن الأنفلونزا تقتل سنويا عددا معتبرا من المرضى في أنحاء العالم وليس بالأمر الجديد، داعيا الجزائريين إلى عدم الخوف والهلع وإنما أخذ الحيطة، ليقول: عدد الوفيات بسبب حوادث المرور أكثر من الأنفلونزا .
اللقاح لا يكلف كثيرا.. والباراسيتامول أعراضه خطيرة
وكشف عباد بأن فترة التلقيح لا تزال مستمرة إلى غاية شهر مارس، ودعا المصابين بأمراض مزمنة والنساء الحوامل إلى الخضوع للتلقيح تفاديا للأنفلونزا القاتلة، مشيرا إلى أن الفيروس ينتقل عبر الهواء وكذا الملامسة باليدين، مؤكدا أن النظافة جد ضرورية لتفادي انتقال الفيروس. وعن أعراض المرض قال: هناك فرق بين الأنفلونزا والزكام، فالأنفلونزا تصيب المريض بحمى شديدة وتعب وإرهاق، ما يستلزم استشارة الطبيب على الفور، والخضوع لعلاج داخلي في المستشفى مع العزل عن بقية الأشخاص حتى لا ينتقل الفيروس، أما الزكام فأعراضه تقتصر على الأنف والزكام .
ونوه ذات المتحدث بأن اللقاح لا يكلف المريض كثيرا ويتم تعويضه من الضمان الاجتماعي، وهو الحل الوحيد ـ حسبه ـ للقضاء على الأنفلونزا والتي هي عبارة عن فيروس يصيب الجسم ولا يمكن القضاء عليه بالمضادات الحيوية وإنما فقط باللقاح، وهو ما يجعل المرضى غير الملقحين يفقدون حياتهم لاستحالة القضاء على الفيروس في المراحل المتقدمة، وأضاف: اللقاح يبقى أحسن من تناول الباراسيتامول وأنواعه كل يوم والذي أضحى عادة سيئة لدى الجزائريين، حيث يشترون الباراسيتامول ولا يزورون الطبيب ويجهلون أنه يسبب مضاعفات خطيرة على الصحة تظهر بعد سنوات، إذ له آثار جانبية خطيرة على الكبد وهو الشيء الذي يجهله المواطنون ، ليقول الدكتور: على الصيدلي التحلي بروح المسؤولية وتوجيه المرضى إلى المستشفى وتوعيتهم بأهمية اللقاح ضد الأنفلونزا الموسمية . وتابع: حاليا توجد مراكز صحية في كل بلدية وهناك مستشفيات ولا تكلف زيارتها كثيرا من المال .
اللقاح ضد الأنفلونزا ليس إجباريا على تلاميذ المدارس
وقال الدكتور عباد، في إجابته عن سؤال الشروق بخصوص توفير اللقاح ضد الأنفلونزا للتلاميذ في المدارس؟ بأن اللقاح ضد الأنفلونزا الموسمية ليس ضمن اللقاحات الإجبارية في المدارس، مشيرا إلى أن التلاميذ المصابين بأمراض مزمنة يخضعون للتلقيح تلقائيا باعتبارهم من الفئة المستهدفة في حملة التلقيح. واعتبر أن اللقاح الذي تستورده وزارة الصحة كل سنة موجه فقط إلى فئة معينة من الناس وهم المسنون وأصحاب الأمراض المزمنة والنساء الحوامل، وكذا عمال قطاع الصحة والعسكريون.
وأوضح المتحدث بأن المرضى الذين أصيبوا بأنفلونزا موسمية وتلقوا العلاج، يجب عليهم الخضوع للتلقيح وعدم الإصغاء للخرافات التي تقول بأن من يصاب بالأنفلونزا لن يمرض من جديد لأن اللقاح ـ حسبه ـ يحمي من ثلاثة فيروسات وبهذا يمكن أن يصاب المريض بفيروس واحد، وقد يتعرض للثاني من جديد إذا لم يخضع للتلقيح، مضيفا: على الأطباء أن يكونوا قدوة ويخضعوا للتلقيح قبل المرضى .
مدير المخبر الوطني للأنفلونزا بمعهد باستور:
اطمئنوا.. لا وجود لأنفلونزا الخنازير بالجزائر
استغرب مدير المخبر الوطني للأنفلونزا بمعهد باستور الجزائر الدكتور فوزي درار، كثرة الإشاعات حول الأنفلونزا الموسمية التي غيروا اسمها بأنفلونزا الخنازير والضجة الإعلامية التي أثارت رعب المواطنين، خاصة منهم المسنين والمصابين بالأمراض المزمنة، مشيرا إلى عدم وجود أي سبب للخوف من الفيروس، لأن الجزائر تحوز على لقاحه.
وتساءل الدكتور عن كيفية تصرف هؤلاء وتعامل الجزائريين إذا ما اكتشفت حالة إيبولا في الجزائر المنتشرة في مالي، والذي إلى يومنا لم يتوصل العلماء إلى لقاحه؟
وشدد الخبير في علم الأوبئة على أن فيروس الأنفلونزا التي ظهرت مؤخرا وسط الجزائريين، ليست أنفلونزا الخنازير، بالرغم من تشابه التعريف اش 1 آن1 والأعراض، كما أن الفيروس الأول هو أحد أنواع الأنفلونزا الموسمية.
الوزارة مطالبة بتوزيع جميع اللقاحات المستوردة
وشرح المتحدث أن فيروس الأنفلونزا ينقسم إلى 3 أنواع بصفة منتظمة وهي أ1 ، أ2 و ب أما فيروس أش1 وأن 1 الذي ظهر سنة 2007 والذي سمي بأنفلونزا الخنازير، والذي أدرجته المنظمة العالمية للصحة في تركيبة مصل لقاح الأنفلونزا الموسمية، ما يستدعي حسبه عدم الخوف من الأخيرة.
وبينت تحاليل المخبر المرجعي للأنفلونزا بسيدي فرج أن فيروس أش3 أن2 المعروف في الجزائر تغيرت تركيبته هذه السنة ورغم ذلك لم يتم تسجيل حالات خطيرة بسببه، وكشف المتحدث أن الشهر المقبل ستشرع المنظمة العالمية للصحة في العمل على تركيبة لقاح الأنفلونزا للفترة المتراوحة بين سنتي 2015 و2016.
الفيروس يستهدف المصابين بالأمراض المزمنة
كشف الدكتور درار أن فيروس الأنفلونزا هذه السنة تغير وأصبح أكثر خطورة، حيث أكد أن الفيروس مس الفئة العمرية بين 25 و55 سنة، خاصة شريحة المصابين بالأمراض المزمنة، حيث يكونون أكثر عرضة للوفاة في حالة عدم أخذ اللقاح.
واعتبر المتحدث أن تسجيل وفيات بسبب الأنفلونزا الموسمية أمر عادي، مشيرا إلى أنه حتى أمريكا بكل ما تملك من إمكانيات ووسائل متطورة تسجل سنويا 300 ألف حالة وفاة بسبب الأنفلونزا الموسمية، لأسباب تتعلق بالحالة الصحية للمريض قبل إصابته بالفيروس وعليه تهدف المنظمة العالمية للصحة تأمين 75 بالمئة من اللقاحات في كل بلد للوصول إلى أدنى نسبة وفيات.
90 بالمئة من المصابين بالأنفلونزا الموسمية غير ملقحين
ذكر الدكتور درار فوزي أن 90 بالمئة من المرضى الذين توجهوا إلى معهد باستور لإجراء تحاليل فيروس أش1 وأن 1 لم يكونوا ملقحين، بدليل وفاة عجوز تبلغ 89 سنة عندما عادت إلى الجزائر بعد أدائها لمناسك الحج أصيبت بالأنفلونزا رفقة ابنها ولم يأخذا اللقاح قبل ذهابهما إلى العمرة، ولأنها مسنة ومصابة بأمراض مزمنة توفيت، أما ابنها فقد استطاع نظام جسمه المناعي مقاومة الفيروس.
وفي السياق نفسه، نبه بضرورة نصح الأطباء النساء الحوامل بضرورة التلقيح، لأنه وقاية لها ولجنينها من الإصابة، مذكرا أن الرضيع لا يمكن تلقيحه قبل 6 أشهر من عمره، وعن فيروس أش3 أن2 يتغير ولا يمس الأشخاص المسنين فغالبا ما يصاب به الشباب ولا يعرضهم لخطورة وهناك، حالة واحدة سجلت بمستشفى القطار تتعلق بشاب تعرض لمضاعفات خطيرة.
الزكام يشفى بالمضادات الحيوية.. أما الأنفلونزا فعلاجها اللقاح
أكد الدكتور درار عن وجود فرق بين فيروس الزكام وفيروس الأنفلونزا، موضحا أن الأول يصل عدده إلى 100 فيروس غير خطير بمختلف تركيبته، وأعراضه تنحصر على مستوى الرأس والأنف والعينين والأذنين، ودواؤه المضادات الحيوية فقط، أما فيروس الأنفلونزا فيحتوي على 3 أنواع ولا يشفى المصاب منه إلا باللقاح الذي تركيبته تقضي عليه تماما، وأوضح ذات المتحدث أن المضادات الحيوية تحارب البكتيريا ولا تقتل الفيروس، لأن الفيروس موجود داخل الخلية وإذا قتلنا الفيروس معناه قتلنا الخلايا وبالتالي يموت المريض وعليه فالفيروس يحارب باللقاح.
لا تقلقوا… اللقاحات كافية
اعتبر الدكتور درار أن استيراد وزارة الصحة مليونا و800 ألف لقاح لهذه السنة أي بنسبة 35 بالمئة، كافية إذا ما صرفت لأهدافها، مشيرا إلى أنه قبل تحديد الكمية يتم مراسلة ديوان الإحصائيات الذي يقدم عدد الأشخاص المصابين بالأمراض المزمنة من المسنين والشباب وكذا الأطفال والنساء الحوامل، وأبدى تخوفه من عدم الاستفادة من الكمية وإتلاف نسبة كبيرة منها، مثل ما حدث سابقا عندما أتلف عدد هائل منها، وتكبدت الوزارة خسارة استيرادها المقدرة بأربعة ملايير دولار، بسبب غياب الإشهار والدعاية اللازمة لحث المواطنين على أخذه.
ونظرا لنقص التحسيس والتوعية من طرف المختصين على رأسهم الأطباء والصيادلة الذين يتحملون مسؤولية عدم تقديم النصائح للمرضى بضرورة أخذ تلقيح الأنفلونزا ويشرحون لهم مدى أهميته في وقاية الجسم من الإصابة بها بالإضافة إلى أنه لا يحتوي على مضاعفات جانبية، موضحا في نفس السياق أن هذا ما أدى إلى انتشار الإشاعات فيما بين المواطنين تقول أن اللقاح يتسبب في هشاشة العظام، وهو ما فنده تماما الدكتور درار الذي نصح المواطنين بمختلف الشرائح المصابين بأمراض مزمنة أو أصحاء التلقيح ضد الأنفلونزا في بداية شهر سبتمبر، لأن مدة الحماية التي يقدمها اللقاح تتراوح بين 6 و7 أشهر ويبدأ مفعوله بعد 15 إلى 20 يوما
03-Febraury-2015