الجزائر – صيادلة يستولون على الملايير من أصحاب الأمراض العقلية

فتحت مصالح الأمن بوهران تحقيقا في قضية خطيرة تتمثل في اختطاف صيادلة لمرضى مصابين بأمراض نفسية وعصبية مستعصية، من خلال اتفاق صيدلانية تترأس عصابة لتمويه المرضى وذويهم بأنها تمنحهم الأدوية بصورة مجانية، بالتواطؤ والتنسيق المشترك مع ناشطة جمعوية والتي تعمل في الوقت نفسه مسيرة عامة للصيدلية المعنية، حيث يقومون بإرغام وترغيب المرضى الذين لا يفقهون شيئا، نظرا لحالتهم العصبية والنفسية وذلك على مستوى العيادة المتخصصة في الأمراض النفسية والعصبية ومستشفى الأمراض العصبية والنفسية بسيدي الشحمي، حيث سارع عدد من الصيادلة إلى إيداع شكوى لدى المجلس التنظيمي للصيادلة، نظرا لاستحواذ هذه الصيدلانية على جميع المرضى بطرق غير قانونية وملتوية، وهو الأمر الذي تسبب في إفلاس عدد من الصيادلة، حيث تم عرض الصيدلانية المعنية على المجلس التأديبي، حيث تعهدت بالإمتناع عن ممارسة التحايل وتم منعها من دخول عيادة سيدي معروف بعدما كانت تقوم بعملية شبيهة باختطاف المرضى لصرف الأدوية الخاصة بمرضى الأعصاب والمجانين والتي تعد جد باهظة وتدر عليها أموالا جد طائلة.

الصيدلانية المعنية لم تتوقف عند هذا الحد، بل نسجت حيلة أخرى وهي الاتفاق مع إحدى الناشطات الجمعويات التي قامت بتعينها كمسيرة عامة لصيدليتها وتقوم بدور الوسيط من خلال تمويه المرضى وذويهم بأن هذه الصيدلانية تقدم لهم المعونات والأدوية مجانا بشرط حيازتهم لبطاقة الشفاء، لكن غرضها صرف الوصفات الطبية التي تفوق غالبيتها 5 ملايين للواحدة، وهو ما دفع بالصيادلة بعدد معتبر من الولاية للخروج عن صمتهم ومراسلة مصالح مديرية الصحة وكناس سيدي الشحمي، هذا الأخير الذي حرر تقريرا يؤكد فيه الغموض حول العدد والكم الهائل من الوصفات الطبية التي تم صرفها خلال السنتين الأخيرتين فقط لمرضى الأعصاب والأزمات النفسية والعقلية المستعصية باهظة الثمن التي لا تقل عن 5 ملايين سنتيم، لتنطلق عقبها التحريات الأمنية المكثفة.

10 – December – 2015