Warning: Undefined array key "rcommentid" in /customers/6/5/f/pcm.me/httpd.www/wp-content/plugins/wp-recaptcha/recaptcha.php on line 348 Warning: Undefined array key "rchash" in /customers/6/5/f/pcm.me/httpd.www/wp-content/plugins/wp-recaptcha/recaptcha.php on line 349
النهاردة كلامنا عن حاجة من الحاجات اللى بتدوّخ آباء و أمهات كتير مع أطفالهم , و هى السخونية , أو الحمى .. , و حنحاول إن كلامنا يكون مبسط و مركّز على هيئة نقط سريعة , تفى بالغرض (عشان الموضوع كبير جدا طبعا و ممكن يتعمل فيه أبحاث ضخمة للسنة الجاية) , و تصحح بعض المفاهيم إن شاء الله ..
.
أول حاجة لازم نعرفها , هى سبب الموضوع , و إزاى بيحصل ! .. كل الفكرة إن الجسم بيتعرض لهجمات من كائنات دقيقة كتير .. منها اللى ممكن يصيب الجهاز التنفسى مثلا , و منها اللى بيصيب الجهاز الهضمى , أو حتى الجلد أحيانا .. و فى كل مرة , ممكن الحالة تسوء , و يبدأ الجسم يتخذ إجراءات دفاعية , لمحاربة الكائنات اللى بتدخل دى !! ..
.
الكائنات دى مصممة على إنها تتكاثر داخل الجسم , فى البيئة الطبيعية , و الحرارة العادية للجسم .. فالجسم يبدأ يواجه ده , عن طريق رفع درجة حرارته , و منع الميكروبات من التكاثر .. عن طريق تحكم فيما يسمى تحت المهاد (اللى موجودة جنب الغدة النخامية) , فى المهمة دى , و كإنه الثرموستات بتاع الجسم , أو ظابط الحرارة .. زى ظابط الإيقاع كده فى الحفلات?
.
يقال إن الـبروستاجلاندين اللى بتتفرز من خلال إنزيم الانتى كوكس بتكون هى السبب فى ارتفاع درجة الحرارة , و ده السبب اللى خلّى العلماء , يفضلوا الباراسيتامول ـفى الحالة دى , عشان بيشتغل بشكل متخصص ع الإنزيم ده , و يقفله بإذن الله لفترة كافية .. و لكن أحيانا الباراسيتامول ده , و غيره من خافضات الحرارة , مش بتشتغل كويس , لما تكون الحرارة عالية , أو بالتحديد أعلى من 38.5 أو 39 درجة مئوية !! .. و هنا ييجى دور الكمادات الساقعة !! ..
.
الكمادات الساقعة (اللى من مية الحنفية) , من أول الحاجات اللى بننصح بيها مريض الحمى , أو ولىّ أمره , لو كان المريض طفل صغير يعنى , عشان نتغلب على ارتفاع الحرارة اللى بيكون له 3 مشاكل بايخة , و ممكن تكون خطيرة ..
.
أول مشكلة : زيادة احتمالية حدوث تشنجات للطفل , بتكون مرعبة للأم و الأب لو حصلت , و لو حصلت – لا قدر الله – بتكون دليل على زيادة احتمالية حدوث نوبات صرعية – بجد بقى – عند الطفل , حتى فى حالة عدم وجود سخونية .. و ممكن طبعا ما يحصلش حاجة من دى , و الولد يعيش كويس طول عمره .. و لكن المهم ننتبه , و نخلّى بالنا ! ..
.
تانى مشكلة : هى القريفة و الزهق و العياط – لو طفل صغير – أو الإحساس بعدم الراحة و الخنقة , و تكسيرة الجسم المعروفة , لو صاحبنا حد كبير , و ده لوحده بيكون سبب كافى إننا نحاول نقلل درجة الحرارة بأسرع الطرق ! ..
.
تالت و أخطر مشكلة : هى تأثير الحرارة المرتفعة دى (لو زادت عن 40 ولا حاجة يعنى) , على مراكز المخ المختلفة , و اللى بتكون أخطر كل ما كانت درجة الحرارة أعلى (لازم تتعلم إزاى تقيس الحرارة) , و كل ما كان الطفل أصغر فى السن .. ياما سمعنا عن حالات , كان الطفل فيها زى الفل , و ف يوم سخن بالليل , و سابوه , قاموا من النوم , لقوه مش بيسمع (مركز السمع فى المخ باظ) , أو مش بيشوف (مركز الإبصار باظ) .. و هكذا .. و لما يروحوا المستشفى أو عند الدكتور , يقول لهم إن ده من السخونية العالية اللى حصلت ! ..
.
و عشان كده الكمادات – فى رأينا – لازم تتعمل .. و تتعمل صح ! ..
.
و ده – من وجهة نظرنا – له شوية معايير , منها مثلا : إن #مية_الحنفية , هى أفضل سائل نعمل بيه كمادات فى حالة السخونية .. عشان بتشتغل بطريقة مشابهة لطريقة العرق لما بيحب يقلل من درجة حرارة الجسم .. أيوة .. أحد وظايف العرق إنه يقلل من درجة حرارة الجسم , زى #القلة كده بالظبط , لما بيبقى عليها مية من بره , فى عز الصيف , و تيجى تشرب منها , تلاقيها من جوه ساقعة ? ..
.
و عشان كده .. حط منديل قماش , أو فانلة داخلية قديمة (بس تكون نضيفة) , بعد ما تبلها بالمية , على جبهة المريض , لحد ما تبقى دافية , و انتقال الحرارة من راسه إليها , يبقى قليل , ساعتها شيلها و حط واحدة تانية , و ارجع بلّ الاولانية تانى , و هكذا .. عشان نحافظ على درجة حرارة المخ من الداخل شبه طبيعية .. و هو ده الحاجة المهمة فى الجسم , اللى احنا خايفين عليها !! ..
.
لو حبيت تزوّد و تجوّد فى الكمادات , ممكن تحطها – كمان – ع الإيدين و الرجلين براحتك , على أساس إن الدم حيطلع من القلب و هو سخن , و يرجع منهم و هو ساقع , و يطلع يطرّى ع المخ شوية , و يرجع تانى , و هكذا , فيبقى لهم تأثير مساعد يعنى !! ..
.
من أهم المعايير بقى , عدم استخدام كمادات التلج , اللى بتتحط فى القربة ع النافوخ من فوق فى الأفلام القديمة و كده .. (ممكن تعمل صداع وضيق الاوعية الدموية عند المريض لا قدر الله , و احنا فى غنى عنه) .. و عدم استخدام كمادات الخل أو الكحول (السبرتو يعنى) , عشان الحاجتين دول بيكونوا خادعين جداااااا عند استخدامهم , بعد ما بنحطهم ,بيتبخروا بسرعة جدا و بنلاقى الراس بقت متلجة , فنقول : الواد خفّ خلاص , و نوقّف الكمادات .. و نكتشف بعد دقايق إن مخ الواد لسه بيتسلق جوه دماغه ! , نتيجة التأثير فوق السريع , اللى الكمادات عملته , .. بجانب طبعا إن الكحول ممكن يكون سام , لو تم امتصاصه من الجلد , أو استنشاقه بالنسبة لطفل صغير لا قدر الله !! ..
.
كمادات الجل جميلة برضه , و لكن بالتجربة , فعاليتها بتكون أقل من فعالية الكمادات المعتادة , و لازم نشوف احنا ممكن نستخدمها إمتى و لفترة قد إيه , عشان أنواعها بتختلف .. يعنى مثلا “تيمبوكول” لا تستخدم لأقل من سنة .. لكن ممكن نستخدم نوع اسمه “كومودو” فى السنة الأولى من العمر ..
.
و يا سيدى , لو الولد مقريف و قاطع قلبك من كتر العياط و مش مستحمل الكمادات , ممكن تشتغل بالمية و بس كل شوية , عن طريق إنك تبل إيدك بشوية مية , و تمسح بيهم على راسه و جبهته , و ممكن تمسح إيديه و رجليه كمان , لحد ما المية تتبخر , و ساعتها حتحس فعلا إن الدنيا بدأت تبقى أسقع شوية بشوية .. زى ما بنقول .. و كده أسهل بصراحة , عن تجربة شخصية مع باسم ?
.
بعد ما الكمادات تشتغل بقى , ساعتها ممكن خافض الحرارة يدخل فى الموضوع , و يشتغل تمام .. و زى ما قلنا , الباراسيتامول بيكون الخيار الأسلم , حتى فى وجود خافضات تانية , زى الـ ديكلوفيناك , الموجود مثلا فى دولفين لبوس , أو كاتافلاى شراب , أو حتى كتافلام أقراص أو حقن ! .. كل الحاجات دى شغالة , و لكن لازم نراعى إن مادة الديكلوفيناك نفسها (سواء صوديوم أو بوتاسيوم) مش محببة – لخطرها على الكلى – فى السن الصغير قوى , يعنى نقدر نقول إنها ممنوعة فى السنة الاولى من عمر الطفل , و مش محببة فى السنة التانية , و يمكن استخدامها بأمان , بعد كده , مع عدم زيادة الجرعة عن الحد المطلوب ! ..
.
طب هل فيه خافضات حرارة ممنوعة ؟؟!! .. طبعا فيه , و أهمهم الأسبرين اللى ما ينفعش يتعطى لو الحالة سنها أقل من 12 سنة , عشان لو السبب كان فيروسى , ممكن الدنيا تتبهدل و الكبد يبوظ مننا , و المشكلة إن الأسبرين , موجود فى بعض الأقماع الشرجية للأطفال , زى فيجاسكين أطفال ! .. و ده شىء مش قادر أفهمه لحد دلوقتى , بعد 7 سنين من التخرج بصراحة !!! ..
.
طب و مع خافضات الحرارة , ندّى #مضاد_حيوى بقى ؟!! .. نصيحة مخلصة – نفذها أو ما تنفذهاش , براحتك – بلاش توصف انت مضاد حيوى لطفل صغير , فى حالة برد بسيط أو سخونية مجهولة السبب , عشان المسئولية هنا بتكون كبيرة قوى و بايخة , و فى أغلب الأحيان , المضاد الحيوى , مش بيكون العلاج اللى بيجيب نتيجة لو الطفل عنده نزلة برد عادية .. و لكن طبيب الأطفال ممكن يكتبه بشكل أكثر حرفية و إتقان من الصيدلى , بناء على خبرته فى المجال , عشان يعالج الطفل من نزلة شعبية , أو أى عدوى ممكن تكون حصلت بالفعل للطفل , و احنا ما نقدرش ناخد بالنا منها , زى التهاب اللوز مثلا , أو ما شابه ! ..
.
الأفضل بالنسبة لأى صيدلى فى حالة وجود حمى , إنه يعالج الأعراض الواضحة قدّامه , بناء على حالة المريض .. , لو رشح , لو كحة , لو زكام , لو التهاب فى العين .. إلخ إلخ .. لكن عشان خاطرى بلاش مضاد حيوى توصفه بنفسك , و زى ما قلنا , انت حر فى قرارك بعد اللى قلناه , و لكن انا باقول لك ع الأصح فى وجهة نظرنا ! ..
.
من أهم النصايح بقى اللى حابين نقولها فى حوار السخونية ده , هو إن الطفل مش حيخف بسرعة , لو #اتكلفت و #اتكنّ بستّلاف فانلة فوق بعض , أو عشرومية بطّانية , قال إيه عشان يعرق ! .. يا ستّنا عمره ما حيعرق إلا لو جسمه من جوه , حسّ بإن الميكروب ما بقاش موجود , و سمح له بإنه يعرق لوحده .. و عشان كده الكلفتة دى , بتحبس الحرارة جوه جسمه أكتر و أكتر , و تخليه عاوز يطلع من هدومه , و هو المطلوب بالفعل .. خليه يفكّ شوية , و يقعد بأقل كمية هدوم ممكن يقعد بيها لو قدر , من غير ما يخدش الذوق العام و لا الخاص طبعا? ..
.
من النصايح المنسية كمان – يا عينى – نصيحة شرب المية بالنسبة لمريض السخونية .. و دى من أهم النصايح بالفعل .. و حتى لو كان مالهاش غير التأثير الفيزيائى المعروف , لما المية الساقعة تدخل جوه الجسم , فتقلل من درجة حرارته , فده بالنسبة لنا كفاااااية , ناهيك بقى , عن إن ده بيزود من كفاءة جهاز المناعة , و بيساعد الجسم على الفوز فى الحرب بتاعته على الميكروب اللى بيعثو فسادا جواه ! ..
.
.
أساس كلامنا بقى المرة دى , كان قائم على #السخونية_بين_الواقع_و_النظريات .. و ده حندلل عليه دلوقتى بشوية دلائل مفزعة بصراحة إن شاء الله ..
.
سعادتك لو فتحت الكتب و المراجع الاجنبية المشهورة , و بحثت فيها عن موضوع السخونية , ممكن تذهل , لما تكتشف إنهم بيقولوا – ببساطة كده – إن الكمادات مالهاش لزوم , لو درجة الحرارة ما وصلتش 40 أو أكتر من كده !! .. و ممكن تتذهل أكتر , لما يقولوا لك إن علاج السخونية أصلا , مش ضرورى بخافضات الحرارة , لو كان المريض مش بيشتكى من حاجة تانية , و كانت برضه أقل من 40 ! .. و ساعات برضه يقولوا , إن مش لازم تعمل كمادات ع الدماغ .. و يكفى إنك تحطها على الرقبة أو تحت الإبط , أو فى منطقة أعلى الفخذ , على أساس إن الأماكن دى فيها شرايين و أوردة واسعة , ممكن يعدّى فيها الدم , فاحنا ممكن نسقعه من بره , لو حطينا فيها كمادات ! ..
.
اللى حابين نقوله بقى , إن الكلام ده نظريا ممكن يكون زى الفل , و مقبول , و لكن لما تيجى تنزل بيه للتطبيق فى أرض الواقع , حتلاقى صعوبة فظيعة فى إمكانية تطبيقه !! .. يعنى صعب إنى أسيب الطفل مقريف , أو إنى أخاطر بإن الحرارة ترتفع لأكتر من 40 فى أى وقت , , و عشان كده الكمادات بتكون ضرورية , و خافضات الحرارة الآمنة كمان .. أما موضوع أماكن الكمادات غير المعتادة دى , فبتكون صعبة جدا فى الوصول إليها , لما الولد أو البنت يكونوا لابسين هدوم (أى هدوم) , و بتلاقيهم غرقوا فى مية الكمادات اللى عملناها فى أماكن غير مريحة بالنسبة لهم , خاصة و إن الحتة اللى احنا خايفين عليها فى الجسم أساسا هى المخ و ما يحتويه , مش أى حاجة تانية !! ..
.
و بناء على كل الكلام ده , لازم نعيد و نقول إن كلام الكتب ع العين و الراس , و لكن لازم نعمل فيه عقلنا , قبل ما ننزل بتطبيقه فى أرض الواقع , نتيجة إنه ممكن يكون مش مناسب بالكامل , أو متطابق مع الشكل اللى كل الحالات بتحتاجه فى العلاج أو النصايح العلاجية .. يا رب تكون الدنيا وضحت أكتر ..
.
و فى نهاية كلامنا , لازم نقول إن فيه أسباب تانية لارتفاع درجة الحرارة فى الجسم , غير موضوع العدوى و الحرب و الكلام ده كله … يعنى مثلا , درجة الحرارة بتزيد شوية يوم التبويض عند الست , أو لو أكلت حضرتك شطة و حلاوة? (ياما عملوها تلاميذ زمان , عشان يغيبوا من المدارس? ) .. , أو زى حالات بعض أورام السرطان مثلا , أو من الأعراض الجانبية لبعض الأدوية , أو فى حالات التسمم من بعض الأدوية , و على هذا الأساس , لو السخونية ما نزلتش بسهولة خلال فترة بسيطة من علاجك , ما تقاوحش كتير , و ابعت الحالة للطبيب الأنسب , عشان يعمل تحاليله و أشعاته , و يعرف المشكلة فين إن شاء الله .. و بعد كده , المريض حييجى يصرف الروشتة من عندك إن شاء الله … ما تقلقش ..
بقلم : د. أحمد الجويلى
https://www.facebook.com/ahmed.elgewaily?fref=nf