أدوية دون وصفة..والصيدليات في قفص الاتهام !!
السعودية
صيادلة: غياب القوانين الرادعة للمخالفين وراء الظاهرة
أطباء: البعض لا يعرف الفرق بين مهام الطبيب والصيدلي
مع التقلبات الجوية وبدء موسم الأمراض المرتبطة بالبرد، يزداد الإقبال على تناول الأدوية من الصيدليات مباشرة دون استشارة الطبيب.
والأغرب من ذلك أن بعضًا ممن يعانون أمراضًا مزمنة، ومن باب «الاستسهال» والتوفير أيضًا يتجه إلى أقرب صيدلية تصادفه لصرف أدوية معيّنة كان يتعاطاها منذ سنوات عندما يشعر بأعراض معيّنة ودون استشارة الطبيب المختص غافلًا عن أن هناك أمراضًا عدة تتشابه في أعراضها لكن تختلف في طبيعة المرض وطريقة علاجه.
وقد كشف استبيان أجراه طلاب كلية الصيدلة بجامعة الملك سعود للعلوم الصحية عن ان 74 % من المرضى يحصلون على الأدوية من الصيدليات دون وصفة طبية. وجاءت المسكنات على رأس الادوية التي يتم الحصول عليها دون وصفة بنسبة 53% ثم المضادات الحيوية 23 % ثم المكملات الغذائية 22%.
وفي الوقت نفسه يرى الصيادلة ان غياب القوانين الرادعة وراء تفشي الظاهرة، فيما يرى الأطباء ان المريض لا يعرف الفرق بين مهام الطبيب والصيدلي. اما وزارة الصحة فقد أكدت وجود عقوبات مشددة تصل الى الاغلاق للصيدليات المخالفة.
«المدينة « فتحت ملف صرف بعض الصيدليات أدوية دون « وصفة طبية « لمعرفة الأبعاد الغائبة وراء الظاهرة،وكيفية علاجها بشكل متكامل دون « مسكنات « أو أية آثار جانبية، والتقت كافة أطراف القضية من مرضى وأطباء وصيادلة بجانب مسؤولين في وزارة الصحة.. فإلى التحقيق.
يقول الصيدلي مسفر ذيب القحطاني: إن تزايد ظاهرة استخدام الأدوية العشوائي دون وصفة طبية حتى أصبحت عادة بل بمجرد الإحساس بأي عارض صحي يتجه لشراء الدواء من باب اختصار الوقت وتوفير المال جراء الكشف الطبي.
ومن الأسباب التي سهلت الحصول على الأدوية من دون وصفة غياب القوانين الرادعة للمخالفين و نقص الثقافة الصحية وقلة الوعي بإجراء الفحص الطبي ووصف الدواء المناسب لتجنب أي آثار قد تشكل خطرا على حياة المريض.
وذكر أن البعض يقوم باستخدام الدواء استنادا لتجربة مر بها الآخرون أو توصيات الأقارب والأصدقاء وبين ان المضادات الحيوية تساعد في مقاومة الجراثيم ولكن سوء استخدامها يؤدي الى زيادة مقاومة تلك الجراثيم لها مما يجعل علاج بعض الأمراض صعب جدًّا كالسل والسيلان.
وعن المخاطر الصحية الناجمة عن شراء الأدوية بدون استشارة الطبيب قال ان الأدوية عبارة عن مواد أو مركبات كيميائية تستخدم في تشخيص أو علاج أو الوقاية من الأمراض التي تصيب الإنسان فكونها مواد كيميائية لابد أن يكون هناك تأثيرات جانبية (وكما قال البروفيسور ايلي: أرني دواء بلا آثار جانبية وسوف أريك بأنه دواء بلا منفعة).
وتطرق إلى استخدام الأدوية في فترة الحمل وقال انه يمكن وصول آثار الأدوية إلى جسم الجنين وبعضها قد يكون محظورا في فترة الحمل لتأثيرها على الجنين أو الحامل كعقار التيتراسايكليتن والذي يؤدي استخدامه الى تلوين أسنان الطفل بعد الولادة خاصة اذا استخدم في الشهر الرابع من الحمل وهو فترة تكون الأسنان اللبنية.
وعن رؤية الأطباء لتحديد بعض الصيادلة الأدوية دون استشارة الطبيب المختص يؤكد د.عبدالرحمن المالكي على ضرورة وجود رقابة على الصيدليات للحد من صرف الأدوية دون وصفة طبية، لاحتمالية تأثر المريض سلبيًا منها، نتيجة عدم تطرق الصيدلي للتاريخ المرضي للحالة، محذرا المرضى من استشارة الصيادلة في صرف الأدوية، كون تخصصهم يختلف عن تخصص الأطباء.
وأكد أنه لا يجوز للصيادلة صرف دواء دون وصفة طبية، بل يمنع استبدال الدواء بدواء آخر في حال عدم توافر الدواء نفسه لدى الصيدلية، ويلزم على الصيدلي أن يرجع المريض للطبيب لكتابة دواء آخر.
اختلاف التخصص
أمّا الطبيب صالح الحربي فيشير إلى أن تخصص الصيادلة يختلف عن تخصص الأطباء، إذ إن البعض منهم يصف للمريض دواء لا يناسب تاريخه المرضي ولا حالته الصحية، إضافة إلى احتمالية وجود أمراض أخرى تمنع المريض من تناول دواء معيّن.
وأوضح أنه من الخطأ الشائع أن يصف المريض حالته المرضية للصيدلي وكأنه طبيب مختص ليأخذ منه العلاج، مبينًا أن غالبية الحالات المرضية تتطلب إجراء الأشعة والتحاليل والتطرق إلى تاريخه المرضي.
واعتبر صرف أدوية المضادات الحيوية من الصيادلة من دون وصفة طبية من أكثر الأدوية التي تؤثر سلبيًا على صحة المريض، منها زيادة الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية ممّا يتطلب تكثيف الرقابة على الصيادلة والصيدليات.
23-Jan-2014