الأمين العام الأسبق لـ«الصيادلة»: صادرات مصر من الأدوية انخفضت بنسبة 90%
أكد الدكتور محمود عبدالمقصود، الأمين العام الأسبق لنقابة الصيادلة، رئيس الشعبة العامة للصيدليات باتحاد الغرف التجارية، أن هناك لوبى دولياً، لتدمير صناعة الدواء الوطنية، وأن شركات الأدوية الأردنية، تروج شائعات عن الدواء المصرى، أساءت إلى سمعته خارجياً، الأمر الذى أدى إلى انخفاض صادرات مصر من الدواء لأكثر من 90%.. وإلى نص الحوار:
■ ما أسباب سوء سمعة الدواء المصرى فى الخارج خلال الفترة الأخيرة؟
– الصناعات المصرية، دائماً ما تواجه حرباً تجارية فى العالم والمنطقة العربية، ومن الأردن التى تعتبر من أهم الدولة المُصدِّرة للدواء فى المنطقة، فشركات الأدوية الأردنية، تعتبر السبب الرئيسى فى نشر شائعات للإضرار بسمعة الدواء المصرى، من نوعية أن العقاقير فاسدة ومغشوشة وغير صالحة للاستهلاك الآدمى، ما أثر على تداول أدويتنا فى المنطقة العربية، والشرق الأوسط، وهى شائعات جرى الترويج لها على نطاق واسع وإدخالها فى عقول العرب، للابتعاد عن شراء المنتج المصرى، وبالفعل هناك دول امتنعت عن استيراد الدواء منّا نتيجة تلك الشائعات، فنحن نواجه حملات إعلانية ضخمة فى دول عربية وأوروبية تحارب أدويتنا.
«عبدالمقصود»: هناك مخطط لتدمير صناعة الدواء والشركات الأردنية تسىء لسمعة العقاقير المصرية
■ هل عدم وجود هيئة وطنية للدواء سبب تلك السمعة؟
– للأسف الشديد المسئولون الحاليون، وحتى السابقون فى الدولة، لا يهتمون بصناعة الدواء، لذلك لم تنشأ حتى الآن هيئة مصرية للأدوية.
■ إلى أى مدى تأثر تصدير الدواء بتلك السمعة؟
– حركة تصدير الأدوية تأثرت كثيراً بالفعل، فى ظل استمرار الشائعات عن سوء المادة الفعالة فى الدواء المصرى، وخصوصاً التصدير إلى الدول الأفريقية، ما أدى إلى تراجع تصنيف مصر بين الدول المصنعة للدواء لتتقدم عليها السعودية والأردن، ويؤسفنى القول إن تصدير الدواء تراجع بنسبة كبيرة قد تتجاوز الـ90%، بسبب سوء سمعته على المستوى العالمى، مع أن مصر هى اللى علّمت الدولة العربية كيفية تصنيع الأدوية.
بعض الشركات تبيع للمواطنين أدوية منتهية الصلاحية بنظام الـ«ديليفرى» مقابل خصومات تصل إلى 20%
■ ما مدى تأثرنا بقرار إثيوبيا بوقف استيراد الأدوية المصرية؟
– رفض إثيوبيا استيراد الدواء المصرى لا علاقة له بالخلافات السياسية بين البلدين حالياً بشأن «سد النهضة»، لكن للأسف المشكلة فى أن الدواء أصبح سيئ السمعة، نتيجة الحملات المتكررة ضده التى تستهدف فى مجملها هدم اقتصاد الدولة، فهناك مخطط من لوبى دولى لتدمير صناعة الدواء الوطنية.
■ كيف ترى مطالب إنشاء هيئة وطنية للأدوية؟
– المقترح الذى قدمته نقابة الصيادلة لإنشاء هيئة وطنية للدواء، فاشل ولن ينجح، لأنه تمصير للهيئة، فهو يُقحم نقيب الصيادلة فى الهيئة بشكل غير مبرر، وكان لا بد من التركيز على متخصصين لتطوير صناعة الدواء المحلى، كما أن النقابة فشلت فى تنظيم مؤتمر تصدير الدواء إلى أفريقيا، نتيجة رغبتهم فى تجميع الأموال فقط، بدليل عدم وجود أى رد فعل إيجابى تجاهه.
■ ما دور رابطة أصحاب الصيدليات لمواجهة الأدوية منتهية الصلاحية؟
– الرابطة بدأت تجهيز اتفاقية جديدة لغسيل الأسواق من الأدوية منتهية الصلاحية، فوضعنا آليات جديدة قابلة للتنفيذ على الأرض، سيجرى الإعلان عنها خلال أسبوعين.
وأريد التأكيد أن الصيدلى فى مصر يعانى الكثير من الأزمات، بسبب الموزعين والشركات، ورفضها تسلم الأدوية منتهية الصلاحية، وهنا يأتى دور رابطة الصيادلة لتكون الوسيط بين أصحاب الصيدليات والشعبة العامة التابعة للاتحاد العام للغرف التجارية، لتتسلم الأدوية منتهية الصلاحية من الصيدليات وتسلمها إلى شركات الأدوية مرة أخرى.
■ ماذا عن بيع الأدوية منتهية الصلاحية للمواطنين فى الفترة الأخيرة؟
– اكتشفنا بالصدفة أن هناك شركة لتوزيع الدواء، تتصل بالمواطنين على التليفون الأرضى والموبايل، وتعرض عليهم توصيل الأدوية للمنازل بنظام «ديليفرى»، مقابل مبالغ من 200 جنيه إلى 350 جنيهاً، ويكون الدفع عبر «كارت زكى»، ويحصل المستفيد على تخفيض من 15% إلى 20% على الدواء الذى يتجاوز 200 جنيه، وخصم 10% على الأدوية المحلية، و5% على الأدوية المستوردة، وبعض هذه الأدوية مغشوشة ومنتهية الصلاحية.
■ ومن الذى يقف وراء تلك الشركات؟
ـ حتى الآن لا أحد يعرف من يقف وراء شركات توزيع الأدوية المغشوشة ومنتهية الصلاحية فى الداخل، فما زلنا نبحث وراءها، وسنقدم بلاغات لوزارة الداخلية لتحرير محاضر ضدها وتحويل أصحابها إلى النيابة العامة من خلال مباحث التموين.
■ ما أسباب انتشار ظاهرة بيع الأدوية منتهية الصلاحية فى مصر؟
– هناك لوبى دولى يقف وراء انتشارها يضم «أمريكا وقطر وتركيا» وله أذرع مصرية، بخلاف اللوبى الصهيونى، فكل ما يحدث فى المنطقة ليس وليد الصدفة، وتوجد معاهدات أوروبية لتقسيم الوطن العربى اقتصادياً وسياسياً، لإتاحة الفرصة أمام الكيان الصهيونى للسيطرة على منطقة الشرق الأوسط.
■ ماذا عن الأسباب الرئيسية لزيادة أسعار الدواء فى السوق المحلية؟
– ضعف الحكومة الحالية، فزيادة أسعار الدواء قرار عشوائى، فقد تم رفع أسعار الدواء لأكثر من مرة.
18 – August – 2016