Warning: Undefined array key "rcommentid" in /customers/6/5/f/pcm.me/httpd.www/wp-content/plugins/wp-recaptcha/recaptcha.php on line 348 Warning: Undefined array key "rchash" in /customers/6/5/f/pcm.me/httpd.www/wp-content/plugins/wp-recaptcha/recaptcha.php on line 349

«مائة صيدلي غير مؤثر».. بطولات خاصة من دفتر صيادلة مصر

الساعة قاربت الثالثة فجرًا، حي رجال الأعمال في مدينة 15 مايو التابعة لمحافظة القاهرة هادئ تمامًا لا يوجد به مارة، صيدلية وحيدة في آخر ذلك الشارع ما زالت تعمل 24 ساعة، بها صيدلي واحد يدعى “أمجد”، 32 عامًا، كان مبيته في ذلك اليوم بالصيدلية.

شقّ ذلك الهدوء أبّ دخل مسرعًا يحمل ابنته، بعدما بحث لساعات طويلة عن مستشفى طوارئ قريبة أو صيدلية تنقذ ابنته، التي تناولت وجبة طعام فاسدة في الصباح، وأصابتها آلام في المعدة وتقيأت كل ما فيها، وظلت لساعات بلا طعام.

الصيدلي أعطاها حقنة مُسكنة للصباح إلا أنه عقب ساعة عاد له الأب يستنجد به مرة أخرى، بأن ابنته لم تتحسن وتتقيأ كل ما في معدتها، أخذها الصيدلي في سيارته الخاصة، إلى مستشفى حلوان العام، فلم يجد طبيب طوارئ بها، فاتصل بأحد معارفه، وظل في المستشفى مع الفتاة حتى الصباح بعدما أغلق صيدليته لأجل إنقاذها.

“أمجد” هو واحد ضمن صيادلة كثيرين يقومون ببطولات وتضحيات عدة يوميًا لأجل إنقاذ المرضى، ولا يلتفت أحد إليهم، أفردنا لهم التقرير التالي لسطر بعض من بطولاتهم لا سيما بعد الأزمة التي وقعت بالأمس مع وزيرة الصحة.

وزيرة الصحة، خلال زيارتها لمستشفيات منظومة التأمين الصحي الشامل في بورسعيد، قالت: “إن غياب مائة صيدلي لا يشعرني بأزمة، بينما غياب ممرضة واحدة مؤثر بالنسبة لي، فهم ليسوا مؤثرين في المنظومة”.

ووصف عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي بـ«الجارحة»، ليصبح الهاشتاج الأكثر تداولًا على تويتر في مصر، لا سيما أن الوزيرة تابعت بقولها: “خليهم في الشارع مش عايزة صيادلة في مصر”، وفقًا لما جاء في فيديو تم تداوله لها.

وخرجت النقابات بالتتابع تدين تصريحات الوزيرة، منها نقابة الصيادلة بالإسكندرية، إذ أعلن الدكتور محمد أنسي الشافعي، نقيب صيادلة الإسكندرية، عن بحثهم 5 إجراءات عاجلة تعمل النقابة على اتخاذها من خلال التواصل مع كل الجهات المسئولة للرد على تصريحات وزيرة الصحة.

وكذلك نقابة القليوبية أدانت تصريحاتها، واعتبرته إهانة واضحة وإهدارًا لدورهم في المنظومة الصحية، مطالبين القيادة السياسية ورئيس الوزراء بالتدخل لإنصافهم واصفين التصريحات بغير المسئولة. لذلك استعرضنا قصصًا لبطولات الصيادلة.

يقول “أمجد”: “الفتاة كانت تلفظ أنفاسها الأخيرة، وكان يجب أن أمكث معها طوال الليل، لأنها تعرضت لتسمم، وقام طبيب الطوارئ الذي اتصلت به بعمل غسيل معدة لها عدة مرات طوال الليل”.

لا يرى الصيدلي ما فعله سوى أنه الواجب واللازم، مؤكدًا أن الصيادلة لديهم بطولات في الوقوف بجانب المرضى، وليس إعطاءهم الدواء فقط، مقابل الأموال: “لينا دور فعال في المستشفيات والصيدليات”.

“نور” صيدلي آخر في منطقة حلوان، 27 عامًا، يرفض تصريح وزيرة الصحة بشدة، مؤكدًا أن منظومة الصحة لا تكتمل بدون الصيادلة، فعناصرها الأطباء والممرضون والصيادلة أيضًا، ولا يمكن لأحد إجحاف دورهم.

يقص أحد الوقائع التي حدثت معه، وأنقذ بها مريضة كادت أن تؤدي بحياتها، بعدما أصيبت في الشتاء الماضي، بنزلة شعبية وكتب لها الطبيب تناول حقنة برد من أي صيدلية، وجاءت له تطالبه بها.

الصيدلي رفض بشدة إعطائها إياها، بدعوى أنها قد تؤدي إلى الوفاه في بعض الأحيان، ورغم أصرار المريضة ومشاجرتها معه لإعطائها الحقنة إلا أنه تحمل تعنتها ورفض ذلك نهائيًا: “كان ممكن أريح دماغي وأديها الحقنة لكن أنا رفضت، وفضلت ساعة أجمع معلومات من الإنترنت عشان أقنعها بخطورة الحقنة لحد ما اقتنعت”.

يقول الكتاب السنوي للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء لعام 2018، أن العدد الإجمالى للأطباء بالقطاع الحكومي، يتضمن 103.337 ألف طبيب بشرى، و44.310 ألف صيدلي، هذا بالإضافة إلى 20.544 ألف طبيب أسنان، و187.090 ألف ممرض.

وعلى صعيد كلية الصيدلة، يتخرج 15 ألف صيدلي في كليات الصيدلة سنويًا من جامعات الجمهورية، وكل صيدلية تخدم نحو 1200 مواطن، إذ يوجد 184 ألفًا و923 صيدلانيًا مقابل 67 ألفا و511 صيدلية، بنسبة 1271 مواطنًا لكل صيدلية، و7.9 صيدليات لكل 10 آلاف مواطن.

ويبلغ أعضاء نقابة الصيادلة 213 ألف عضو، وهو عدد يكفي وفقًا لها لتقديم خدمات إلى مليار و50 مليون مواطن، وفق النظم العالمية التي تحدد صيدلي لكل 5 آلاف مواطن.

ويوجد في مصر 71 ألف صيدلية، بها 213 ألف صيدلي، ما يعنى أن هناك صيدلي لكل 1000 مواطن، فيما يبلغ عدد الصيدليات السلاسل 400 صيدلية.

“لم نغلق أبوابنا أمام مريض واحد في جميع ظروف البلد”، يقولها محمد سعودي، صيدلي، اعترض بشدة على حديث وزيرة الصحة، مؤكدًا أن الصيدليات دورها يضاهي دور العيادات السريعة والمركزية للمرضى فهي أول المسعفين لهم.

وأوضح أن الصيدليات ظلت تعمل في أصعب الظروف التي مرت على البلاد، مثل أيام الثورة وتقلبات الطقس، لتلبي احتياجات كل مريض، و90% من الصيدليات نظامها يكون 24 ساعة عمل.

الدكتور، علي عوف، رئيس شعبة الأدوية بالغرفة التجارية، يقول أنه لولا الصيادلة ما كانت مبادرة 100 مليون صحة نجحت في مصر، مشيرًا إلى أنهم من انتشروا بالساعات في الشوارع للكشف على المرضى.

ويقصّ أحد الوقائع التي حدثت معه، فجاءته سيدة تحمل روشتة، وُصف بها مضاد حيوي بجرعة جرام كامل لطفل عمره أسبوع، وهو الأمر الذي وصفه ببالغ الخطورة، فرفض صرفها وأبلغ الطبيب بخطأه.

أشار عوف، إلى دور الصيادلة في مستشفى 57 وتحديدًا قسم الصيادلة الإكلينيكية، الذي يعد من دوره متابعة جرعات الأدوية التي يتم وصفها لجميع المرضى، وتفاعلاتها مع بعضها البعض.

01 – August – 2019