Warning: Undefined array key "rcommentid" in /customers/6/5/f/pcm.me/httpd.www/wp-content/plugins/wp-recaptcha/recaptcha.php on line 348 Warning: Undefined array key "rchash" in /customers/6/5/f/pcm.me/httpd.www/wp-content/plugins/wp-recaptcha/recaptcha.php on line 349

“نشتري بنصف السعر”.. الطريق الخلفي للصيدليات لتعويض نواقص الدواء

بلافتة صغيرة بشارع التحرير بالدقي، كُتب عليها “نشتري الدواء بنصف السعر”، تستوقف معظم المارة، البعض يلتقط رقم الهاتف ليحادثه وآخرون لا يعرفون سبب وجودها.

يفسر الطبيب “أحمد حلمي” أن الإعلان ما هو إلا مبادرة فردية لاستقبال الدواء الزائد عن الحاجة من الناس بنصف الثمن.

عبر اتصال هاتفي مع “مصراوي” يذكر حلمي أن المبادرة انطلقت من أكثر من شهرين، مع بزوغ أزمة نقص الدواء بتحرير سعر العملة، ومنه بدأت حلمي بطباعة تلك الورقة ولصقها في عدة أماكن لاستقبال الدواء.

يهدف الصيدلي العامل بإحدى صيدليات منطقة حلوان بالإعلان لتجميع عدد أكبر من الادوية بالمناطق الفقيرة، بحسب قوله، موضحا أن أصحابها يحتاجون المال، مقابل حاجة الصيدلي إلى عدد من الأدوية، خاصة النواقص في السوق.

وقدرت الإدارة المركزية لشؤون الصيدلة بوزارة الصحة في مارس الجاري نواقص الأدوية بنحو ٧٤٦ عقارًا والذي يوضح نقص 282 صنفا لهم مثائل في السوق، واختفاء 42 صنفا ليس لهم مثائل في السوق، فيما قدرت نقابة الصيادلة والمركز المصري للحق في الدواء عدد النواقص في السوق بما يتجاوز 1800 صنفًا.

يعترف حلمي أن المبادرة الفردية تقع خارج إطار القانون “كل الصيدليات اللي بتعمل كدة عارفة إنه قانونا لا يجوز بيع الدواء بسعر مخالف للسعر المكتوب على العلبة، سواء بسعر أكتر أو أقل حماية للمنافسة، لكن دي طريقة لتوفير نواقص الدواء”، يضرب الصيدلي الشاب المثل “فيه شارع فيه أكتر من صيدلية مفهاش نوع دواء وفيه في بيت علبة زيادة عن الحاجة ليه ما يبعهاش؟”.

تتخذ صيدلية أخرى بمنطقة وادي حوف بحلوان الطريق نفسه، تعلن عن شراء الدواء بنصف الثمن، وعبر اتصال آخر من “مصرواي”، أعلنت الصيدلية البائعة أن الصيدلية تتيح شراء الدواء في يوم الجمعة فقط، ورفضت تماما شراء الدواء المأخوذ منه حبة واحدة “طب إحنا هنبيع الدواء بعد كدة إزاي؟”، مفسرة الأمر “دي طريقة ممكن توفر الدوا الناقص”.

يوضح حلمي أن العلب لابد أن تكون مغلقة، ولم يتم استخدامها من قبل، ويرفض تماما أي علاجات تتطلب الحفظ بدرجات حرارة “برفض دواء التلاجة، المقبول فقط هو دواء الرف”، يضرب المثل “ممكن حد يشتري علب دواء بناء على استشارة وبعد فترة الدكتور يغير الدواء، المريض مش هيستفيد من العلب القديمة”.

يضع حلمي شرطا ألا تقل فترة انتهاء صلاحية الدواء عن عام واحد، وألا تبدو على علبة الدواء أنها سبق استعمالها، مضيفا “رفضت تقريبا 80% من الدواء اللي جالي بسبب إن الشروط مش مستوفية”. تدفع الصيدلية نصف قيمة الدواء لصاحبه مفسرا “الفلوس هتشجع الناس إنها تيجي ترجع الدواء”.

وصرح رئيس إدارة التفتيش الصيدلي بوزارة الصحة علاء محروس أنه لا يجوز إرجاع الدواء مرة أخرى طالما تم صرفه للمواطن، مضيفا لمصراوي إن حق المواطن أن يسترجع الدواء في نفس الوقت لكن دون أن يظل في منزل المريض، ومن المفترض ألا تقبل الصيدلية أي دواء مرة أخرى عقب يومين أو ثلاثة، حتى بنصف الثمن، وتعد تلك مخالفة من الصيدلية.

ويقول صبري الطويلة، رئيس لجنة الصيدليات بالنقابة العامة لصيادلة مصر إن تلك المحاولات لشراء الدواء مخالفة للقانون لأكثر من سبب أهمها أن معايير تخزين الدواء تختلف بخروج الدواء من الصيدلية، وتصبح على مسؤولية المريض الشخصية.

وتابع صبري أن تلك الطريقة لا تجوز من أجل جمع الأدوية الناقصة، معتبرا الأمر نوع من “الابتزاز المغلف” للمرضى -بحسب وصفه، قبل أن يوجه النصيحة للمرضى بالابتعاد عن أدوية الصيدليات التي تجمع الدواء من مصادر غير موثقة، ويوضح الطويلة أن كل دواء له ظروف تهوية وحرارة يتم ضبطها بالصيدلية.

24 – March – 2017