Warning: Undefined array key "rcommentid" in /customers/6/5/f/pcm.me/httpd.www/wp-content/plugins/wp-recaptcha/recaptcha.php on line 348 Warning: Undefined array key "rchash" in /customers/6/5/f/pcm.me/httpd.www/wp-content/plugins/wp-recaptcha/recaptcha.php on line 349

قطر – صرف الأدوية بدون وصفة.. خطر يهدد صحة مجتمعنا

بات توجه الكثيرين من المرضى للصيدليات من أجل صرف أدوية من دون وصفة طبية والحصول على علاج فوري وسريع واضعين لأنفسهم تشخيصا طبيا لحالتهم الصحية ومحددين نوع العلاج، يمثل خطراً على الصحة العامة. ويحتاج حسبما ذهب البعض إلى ضرورة التصدي لهذا التصرف الذي يحمل مخاطر بالجملة، لأن المريض يتجاهل مراجعة الطبيب لوضع التشخيص السليم قبل تحديد العلاج المناسب.
ورغم عقلانية السطور السابقة لا يزال هذا السلوك قائماً اعتماداً على أن هناك فرصة لصرف العلاج دون وصفة معتمدة من الأطباء.
دعا مواطنون في حديثهم إلى ضرورة تكثيف الحملات على الصيدليات المخالفة غير الملتزمة بالتعليمات المتعلقة بحظر صرف الأدوية من دون وصفة طبية، ومعاقبة المتورطين في مثل هذه التصرفات الخطيرة والمهددة للصحة. وقالوا: «إنه رغم كل التحذيرات التي تصف هذه الظاهرة بأنها السبب الرئيس في تهديد سلامة المرضى، إلا أنه هناك تراخيا واضحا من جانب الجهات المسؤولة عن مراقبة الصيدليات وفرض عقوبات رادعة تحول دون صرفهم للأدوية من دون وصفات طبية.
خطر مميت
وأوضح حمد الأحمد: أن كثيراً من مرتادي الصيدليات يشخصون حالتهم الصحية عن طريق أنفسهم أو أصدقائهم أو حتى عن طريق الصيدلي نفسه؛ وذلك توفيرا للجهد من الذهاب للمستشفى والانتظار إلى حين الدخول على الطبيب، مضيفا أن هذا بلا شك سلوك خاطئ وخطر مميت، ولكنه يعتبر للبعض منقذا وحلا سريعا، خاصة في الأمراض العادية كالصداع والزكام والكحة وغيرها.
تكثيف الرقابة
وأضاف: أن صرف بعض الأدوية التي لا تصرف إلا بوصفة طبية مخالف خاصة الأمراض النفسية والمهدئات، ويجب تكثيف الرقابة على الصيدليات حتى لا تقوم بصرف أدوية تؤدي إلى مضاعفات خطيرة، لافتاً إلى أن الغالبية العظمى من ممارسي هذا السلوك الخاطئ ليست لديها ثقافة صحية، ولا دراية بمخاطر كثرة استخدام الأدوية التي قد تتفاعل مع بعضها وتتسبب بعدة أمراض منها الفشل الكلوي أو التسمم.
الوصفة أولاً
وأوضح أن هناك أدوية يجب ألا تصرف إلا بوصفة طبية، خاصة أن بعض الصيادلة يستغلون جهل الغالبية بشركات الدواء ويصرف لهم أدوية معينة ليزيد من نسبة أرباحه، على حساب المستخدم، فكم من استخدام خاطئ لأدوية تسببت في تشوهات أو تفاقم مشاكل صحية، نتيجة أن الدواء المصروف من قِبل الصيدلي لم يتوافق مع جسم المريض، خاصة إذا كان المستخدم لديه سكر أو ضغط أو كولسترول أو ربو أو غيرها من الأمراض التي تحتاج أدوية خاصة.
وأكد أن الصيدلي أمام حالات كهذه لا يملك الاختصاص العلمي، وأدوات التشخيص من تحاليل وأشعة، ولا يعرف كذلك تاريخ المرض، الذي يعد مهماً في هذه الحالات، لتحديد الدواء المناسب، مؤكداً أن كثيرا من الصيادلة يلجأ لصرف المضادات الحيوية وبعض أنواع الأدوية الوصفية الأخرى للمرضى دون وصفات، مبرراً ذلك بارتكازهم على رغبة المرضى، ورغبة بعض الصيدليات الأهلية في الربح المادي دون الالتفات لسلامة المريض، مطالبا بزيادة الجولات الرقابية التفتيشية التي يقوم بها مفتشو الصحة وأن تتم بشكل دوري، مضيفا أن التفتيش يرتكز على الأدوية المغشوشة أو المحضرة بنفس الصيدلية.
تجاوزات الصيادلة
من جهته قال خالد الدوسري: إن هناك وجود حالات كثيرة لأخطاء طبية تحدث بسبب تجاوزات من بعض الصيادلة في الاعتداء على اختصاص الطبيب بتشخيص المرض للمريض، مشيراً إلى أن المضادات بجميع أنواعها تدخل تحت لائحة الأدوية الوصفية الممنوع صرفها دون وصفة طبية، وأيضا بعض أدوية الضغط المدرة للبول قد تضر بمريض القلب ضرراً شديداً؛ لذا يجب الحذر وعدم تهاون الصيدلي في صرفها دون وصفة.
وأكد أن صرف أدوية من المفروض أن يكون بوصفة طبية كما أنه لا يرى بأساً في صرف دواء وصفي في الحالات الطارئة فقط، كأن يكون مكان سكن المريض في منطقة بعيدة عن المستوصفات والمستشفيات على أن يراعي الصيدلي التنبيه على المريض بالتوجه في أقرب فرصة لمراجعة الطبيب.
وأشار إلى أن إصرار الناس أحيانا يدفع بالصيدلية لتشخيص الأمراض وصرف الأدوية من دون وصفة؛ سعيا من المرضى لتوفير القيمة المادية للكشف الطبي التي يراها بعضهم مرتفعة ومُبالغا بها، خصوصاً مع الأمراض البسيطة، إضافة إلى مبالغة بعض الأطباء في صرف مجموعة كبيرة من الأدوية إلى المرضى قد يكونون ليسوا بحاجة لها.
تصنيفات لصرف الأدوية
وقال الدكتور محمد سالم «صيدلي»: إن هناك ثلاثة تصنيفات من حيث صرف الأدوية، مضيفا: «هناك أدوية تصرف من دون وصفة طبية، وأدوية لا تصرف إلا بوصفة طبية، وأدوية مقيدة لا تصرف إلا بوصفة خاصة، ولا توجد في أغلب الصيدليات كونها تصنف ضمن الأدوية المخدرة، وما يحدث في الصيدليات الخاصة هو تجاوز خطير خاصة في صرف الأدوية التي تتطلب وصفة طبية خصوصاً المضادات الحيوية وأدوية الأمراض المزمنة».
وعن الأسباب التي تستدعي المريض طلب الأدوية من دون وصفة طبية أوضح «سالم» أن الدراسات المتخصصة في هذا الشأن حددت عدة أسباب منها عدم قناعة المريض بضرورة زيارة الطبيب والتي عادة ما يصاحبها تكاليف باهظة، والسعي وراء الحصول على الدواء بشكل سريع من الصيدلي مباشرة.
أما عن عواقب صرف الأدوية من دون وصفة أوضح «سالم» أن هناك مخاطر تهدد حياة المريض الذي يصرف العلاج دون وصفة طبية، ما يستدعي وقفة حاسمة لمواجهة هذه الظاهرة، لافتا إلى إمكانية تفاقم مشكلة التعامل مع الصداع الناتج من ارتفاع ضغط الدم بالمسكنات فقط، وقال: «يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات بسبب عدم استخدام العلاج المناسب، كما أن الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية قد ينتج عن مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية المتاحة حالياً» وتابع: قد يؤدي هذا التعاطي غير المدروس للأدوية إلى نقص فعاليتها مستقبلاً خصوصا أنه لا يوجد ابتكار لمضادات حيوية جديدة، ما يقلل المضادات الحيوية لعلاج حالات الالتهابات الشديدة.

16 – October – 2016