سوريا – صدليات حلب تبيع الاعشاب بدلاً من الدواء!

هرب الحلبيون من ارتفاع اسعار الأدوية إلى “الطب البديل” من أجل التداوي والاستطباب ضاربين بعرض الحائط قرارا حكوميا أقر ارتفاع الأسعار بشكل كبير مؤخرا. التداوي بالأعشاب عادت إلى الواجهة من جديد في القرن الحادي والعشرين بعد أن كانت مقتصرة على الأوساط الشعبية، والغريب هو قيام بعض الصيدليات الطبية بتقديم الأعشاب فقط للتعافي من جديد، في حين انتشرت بكثرة “بسطات” الأعشاب المتناثرة في الأسواق الشعبية لتقدم الوصفات الطبية العشبية وبشكل رائج لتتناسب مع دخل المواطن المحدود.

ارتفاع الدواء وبحسب قرار وزارة الصحة وصل إلى 400 في المئة، وفقاً لنشرات أسعار صادرة عن معامل الأدوية ومصدقة من الوزارة ولعل قوائم الأسعار الجديدة للأدوية بدأت بالصدور تباعا عبر معامل الأدوية ليصطدم المواطن بالفارق الكبير للأسعار.

في هذا السياق، أكد “ابو بدر” يعمل بالطب البديل والأعشاب لـ “بردى” أن الاقبال بدا واضحا على هذا النوع من الطب، حيث يطلب الناس الاعشاب الطبية لارتفاع اسعار الدواء، ولا تقتصر برأيه أهمية النباتات كونها غذاء ومصدراً للأوكسجين، بل تتعدى ذلك للعلاج، لافتا إلى أن هناك العديد من أنواع الأعشاب المختلفة بأشكالها وأحجامها وألوانها: “لكل نوع خواص مختلفة عن الأخرى، وتمتاز كل عشبة بنكهتها ورائحتها الخاصة وتعرف بفوائدها التي لا تحصى لجسم الإنسان”.

وأضاف: “لا تقتصر الفائدة الصحية للأعشاب الطبية على الجسم بل ايضا التكلفة المادية والفارق الواسع بينها وبين الأدوية فالأعشاب مازالت محافظة على الأسعار المنخفضة وإن ارتفعت فقد ارتفعت بشكل طفيف جدا”.

وبحسب نقابة الأطباء التي كان لها تحفظ على نبأ رفع أسعار بعض الزمر الدوائية، قالت إن الأمر جاء نتيجة لطلب رفع الأسعار بسبب ارتفاع سعر المواد الأولية، وأن المواد الأولية تستورد بالقطع الأجنبي.

وتقول نقابة الأطباء إن هذا الأمر رتب زيادة في الأسعار، لكن ذلك لا يعني زيادة مطلقة على كل الأصناف الدوائية، ويجب أن يكون هناك حكمة برفع أسعار الدواء بما يتناسب مع حاجة المواطن مع الكلف الحقيقية: “ونترك للمعمل ربحاً ما وليكن 25%، وللصيدلي 25%”.

400 بالمائة نسبة ارتفاع اسعار الدواء بحلب

ويقول مصدر طبي فيما يخص ارتفاع أسعار الدواء لـ “بردى”: “نحن نفضل أن يرتفع سعر الدواء المنتج محلياً وألا نستورد الدواء المكلف بالقطع النادر، ولا نسمح بتلك الأدوية المهربة”، مشيراً إلى أن تأمين الدواء هو حاجة أساسية للمواطن لكن بنسب معقولة لا تثقل كاهل المواطن، أو الطبيب الذي ينعكس هذا الارتفاع الكبير على عمله بشكل سلبي لأن المرضى سيعملزم على الامتناع من الدخول للعيادات الطبية مفضلين الطب البديل بسب ارتفاع الدواء.

هذا وكانت نقابة صيادلة سورية، أصدرت تعميماً لكافة المستودعات والصيدليات، طالبت فيه بضرورة الالتزام بأسعار الأدوية الجديدة للعموم، وعدم تحميل أدوية على أدوية وبيعها بأسعار مرتفعة، مما يؤدي إلى خلل في أسعار الأدوية واختلاف الأسعار بين صيدلية وأخرى. وكانت قد أصدرت وزارة الصحة في حكومة النظام السوري قراراً يقضي برفع أسعار بعض الأدوية لعدد من الشركات الخاصة بقيمة 100 ليرة زيادة عن سعرها الأساسي، وتضمن القرار، رفع سعر أدوية المضغوطات والأشربة الجافة، في حين ارتفعت أسعار بعض الأدوية بنسبة 200 في المئة وأخرى وصلت لنسبة 400%.

26 -March – 2017