Warning: Undefined array key "rcommentid" in /customers/6/5/f/pcm.me/httpd.www/wp-content/plugins/wp-recaptcha/recaptcha.php on line 348 Warning: Undefined array key "rchash" in /customers/6/5/f/pcm.me/httpd.www/wp-content/plugins/wp-recaptcha/recaptcha.php on line 349

سوريا-الفساد ينخر عظم القطاع الصحي في سوريا

تشير شهادات أطباء كثر ومرضى من عموم سوريا إلى مشكلات كثيرة يعاني منها القطاع الطبي في سوريا، كأحد القطاعات الحساسة جداً، فقلة الأدوية المستوردة، وارتفاع أثمانها، بالإضافة إلى زيادة مبالغ المعاينات والمستشفيات، باستثناء مشافي القطاع العام التي يسمونها «غير المضمونة». وضع المواطن أمام خيارات طبية صعبة، فإما أن يداوي نفسه بـ “المليسة والبابونج” أو أن يزور طبيباً ويكتشف لائحة أمراض لديه. وربما لن يكون لديه خيارات أبداً سوى المشفى العمومي.

الصيادلة أطباء أيضاً «وللي بدو يتحدى»

الشهادات تلك تحدثت أنه ما إن أصبحت الفوضى سيدة الموقف في سوريا حتى اختلطت المهن مع بعضها البعض، وأصبحت «تحويشة» الاختصاصات هي الأساس من مبدأ «الله يزيد ويبارك»، فلا تخلو الصيدليات من مرضى إما يُعايَنون أو يأخذون إبر «بالعضل»، ويحدد الصيدلي المعاين الدواء وفقاً لما يراه وما يشعر به، وبالعموم المرض يُشخَّص بـ «كريب». حبوب التهاب وسيتامول و «للذي منو» وسيكون المريض معافى إن شاء الله وبـ «قدرته».

عيادات الأطباء فارغة «وللي من إيدو الله يزيدو»

مساعد طبيب سوري من الذين أداروا ظهرهم لسوريا مؤخراً وحزم حقائبه إلى بلد آخر بحثاُ يروي لـ ARA News شكوى الأطباء كثيراً من ظاهرة أطلق عليها (عيادات الصيادلة)، مضيفاً «فالملل المتسلل إلى أفكار الطبيب جعله يقرأ كل الخطط التي من شأنها إحباط محاولات الصيادلة، وكان الحل الذي لجأوا إليه (مريض باليد أحسن من عشرة بالصيدلية)».

المساعد أضاف «ما أن يدخل المريض إلى عيادة الدكتور حتى يكتشف أن الأمراض انهالت عليه، وإن كان مرضه ‹بينحل بحبة وجع راس› إلا أن الطبيب يبدأ بالتنهد واللطم على الجبين راثياً حال المريض، المريض هنا يشعر إن المشكلة ليست بالرأس وإنما بالقلب، القلب ضعيف، وربما لن يعيش ليرى نهاية الأحداث السعيدة في سوريا». ويبدأ المريض بزيارة الطبيب بشكل دوري وعلى «قبض خمسميات».

يتهكم المساعد مما آل إليه الحال «إن جمعت الصدفة بين طبيب غير مدرب لكن ‹قلبو كبير› ومريض محتاج أن يعرف سر مرضه، فيكون التشخيص كما في حالات مشابهة، مرت على الطبيب “لوزاتو نازلين».

الوزارة تطمئن: نحن لهم «بالمرصادِ»

أحد المرضى من دمشق بقي في المدينة يقضي ما تبقى من العمر هناك تحدث أيضاً لـ ARA News، الأمراض الدارجة والمنتشرة مؤخراً كأنفلونزا الخنازير والسل وغيرها «لن يقلق المواطن منها بعد الآن» كما قالت الوزارة، فيكفي الذهاب إلى أي مركز طبي قريب والاطمئنان على الحالة وستتخذ كافة الإجراءات فوراً»، وإذا لم يتمكن أحد من زيارة المركز المختص فالمراكز «فاتحة ونحن مداومين والعيب فيكن معناها».

المريض يضيف «بالنسبة للأحداث التي تمر فيها سوريا حالياً، فلن تؤثر في عدد وانتشار الأمراض التي ستؤدي حكماً إلى انتشار المراكز، لكل مريض مركز. إلى أن ينتهي واحد من الاثنين».

الحقيقة «مضحك مبكي»

أحمد حمو طبيب سوري التحق بالمغادرين للبلاد مؤخراً تحدث لـ ARA News عن الواقع الطبي في سوريا اليوم «الاهتمام غير المعني بالطب وبالعناية الطبية جعل المواطن المريض يفقد ثقته بأهمية العلاج، المشكلة ليست في دواء فقد قيمته الحقيقية، المشكلة ليست مرض انتشر والمواطن آخر من يعرف، المشكلة في من باع ضميره مقابل مال معين أو بقائه في منصبه دون أن يشعر إن قيمة من يعالج هي قيمة لا تباع أو تشترى».

«إن الطبيب حين يعطي وصفة معينة، يعطيها لشخص يحتاجها بإلحاح، هي باختصار قيمة الإنسان وقيمة الحياة» كما أضاف حمو.

يذكر أن في سوريا اليوم وفي ظل ما تشهده من أزمة سياسية، تعيش حالات من انتشار الفوضى وعدم الرقابة على المؤسسات الخاصة والعامة إلا المراقبة الأمنية، كما تشير أحاديث العديد ممن تبقى فيها حباً أو مرغماً إلى أن القطاع الصحي أيضاً بات يعيش أزمته الخاصة، «فعدى عن غياب الرقابة يغيب الضمير أحياناً كثر»، أما الدواء فإن وجد غاب مفعوله.

16-Augest-2014