الأدوية “سلعة نادرة” في الأقصر.. نقص وارتفاع في الأسعار

تعاني الأقصر مثل مثيلاتها من مختلف محافظات الجمهورية من نقص الأدوية بالأسواق، بعد ارتفاع سعر الدولار وتعويم الجنيه، ما تسبب في توقف استيراد أصناف مختلفة من الأدوية.

الدكتور رجائي موريس، رئيس شعبة أصحاب الصيدليات بالأقصر وقنا، والنقيب السابق لصيادلة الأقصر، يوضح أن أكثر الأدوية التي اختفت، ومنها ما يوجد بكميات قليلة على وشك الانتهاء، هي الأدوية المستوردة، ومنها: مراهم العيون، والقطرات، وأدوية علاج الفشل الكلوي – والتي يسأل عنها المريض لعدم توفرها بالتأمين الصحي- وأدوية التبول اللا إرادي، مشيرًا إلى أن الادوية المحلية أغلبها يكون لها بديل وبالتالي لم يحدث بها عجز يسبب القلق لدى المواطنين.

موريس يرى أن السبب في عدم توفر الأدوية الحيوية حاليًا بعد تعويم الجنيه هو أن موزعي العقاقير والأدوية كانت لديهم كميات مخزون من تلك الأدوية، وعند ارتفاع سعر الدولار وإعلان تعويم الجنيه وتحرير سعر الصرف، قام الموزعون بالإفراج عن الكميات المخزونة، مما أدى إلى زيادة الطلب، وبالتالي اختفت الكميات في بعض المناطق، ومنها أصناف جار اختفائها من السوق مثل الإنسولين.

ويضيف: بعد أن كانت الشركات تقوم بالصرف للصيدلي بحسب الكمية المطلوبة، أصبحت الآن تخصص عدد معين لكل صيدلية لتغطية معظم المناطق بالإنسولين.

ويذكر أحمد المصري، يعمل بإحدى الصيدليات، أن شركات تصنيع الإنسولين المحلي قامت بـ”تكويده”، وجعلت لكل صيدلية علبة أو اثنين على الأكثر، لافتًا أن الادوية الهامة كأدوية علاج الضغط والسكر والقلب فى طريقها إلى الاختفاء من الأسواق، لأن أكثر ما يميل له المريض هو المنتج المستورد، لكن حاليًا بعض الأطباء يكتبون لمرضاهم اسم البديل التجاري المحلي، وبالتالي أصبح الضغط على المنتج المحلي.

ويشير الدكتور محمود عبدالناصر، صيدلي، إلى أن أقراص منع الحمل وعلاج الكيتوستريل للفشل الكلوي، والمحاليل، من أكثر الأدوية التي نعاني من نقصها ويسأل عنها المواطن، وكذلك الحقن الخاصة بالسيدة الحامل عند الولادة لمنع حدوث سيولة بالدم.

ويلفت الصيدلي أن عقار الإنسولين بدأ المواطن التعامل مع المنتج المحلي منه والتفاعل معه، بعد أن كان اعتماده الأغلب على الأصناف المستوردة.

وتروي أمل أحمد، 26 عامًا، معاناتها مع الأزمة، فتقول: كنت أبحث عن دواء لعلاج الضغط “كونكور 5 بلس”، لكن لم أجده في معظم صيدليات المحافظة، حتى دلنى الطبيب على نوع آخر كبديل، لكنه لم يكن فعالًا، فتواصلت مع أقارب لي بالقاهرة كي يرسلوا لي عدد منه”.

وتضيف أن بعض الوحدات الصحية أيضًا لا يتوفر بها أدوية أو محاليل، حتى يقوم طبيب الاستقبال – على حد قولها – بكتابة دواء واحد لحالات مختلفة، نتيجة لعدم توفر كافة الأصناف.

فيما تشكو حنان عبدالنعيم، 35 عامًا، من ارتفاع أسعار الأدوية واختلافها بين الصيدليات، قائلة: “مش كفاية إن الأدوية مش موجودة، دا كمان وقت أما بنلاقي دواء معين بنلاقيه بأسعار مختلفة، وكل صيدلي بيحط السعر حسب رغبته”.

وبالنسبة لاختلاف أسعار الأدوية بين الصيدليات وعدم ثباتها على فاتورة واحدة، يقول الدكتور رجائي موريس، رئيس شعبة أصحاب الصيدليات بالأقصر وقنا، إن السبب فى هذا التخبط هو اعتماد بعض الصيادلة على فواتير إدارة التفتيش التي تقوم بوضع تسعيرة لكل دواء، ثم تقوم بتعديلها بحسب الأسعار الجديدة، فهناك بعض الصيادلة لا يرى التعديل الجديد وبالتالي يحدث تضارب فى الأسعار.

ويكمل أن اختلاف الأسعار يرجع كذلك إلى عدم وضوح قرار الزيادة، فتقوم بعض الشركات بتطبيق السعر الجديد بعد الزيادة حسب العلبة، ومنها من يقوم بتطبيقه حسب الشريط، كل ذلك أدى إلى اختلاف الأسعار وعدم توحدها بين الصيدليات المختلفة.

ويرى موريس أن الحل الأمثل لمشكلة نقص الأدوية هو إعادة تسعيرها مجددًا حسب الأسعار الجديدة للدولار، حتى يتم توفرها.

وبالنسبة لنقص المحاليل وشكاوى البعض من عدم توفر الأدوية بالوحدات أو المستشفيات بالأقصر، يقول الدكتور أسامة دسوقي، وكيل وزارة الصحة بالأقصر، إنه لا يوجد نقص بالأدوية الأساسية بالأقصر، لافتًا أن البعض قد يقوم باحتكارها لبيعها بأسعار مرتفعة في الصيدليات الخاصة.